رغم أن المسرح يعتبر أباً للفنون، لكنه في موريتانيا لا يزال حتى يومنا هذا مجرد طفل ضائع في رحلة سيزيفية من أجل البحث عمن يتبنّاه.
"نروح فين؟ نعمل إيه؟ يعني نسرق عشان نعرف نعيش؟".. تُسمع هذه الجملة كل يوم من أفواه الباعة الجائلين بعد الإخلاءات القسرية التي يتعرّضون لها دائماً في شوارع القاهرة، حيث يأخذ البوليس ما يريد ويتركهم وحيدين، أو يتمّ القبضُ على بعضهم لأيّام.
لم تمرّ احتجاجات طلاب الثانوية العامة المعارضة لقرار إعادة امتحان الديناميكا المسرب خلال امتحانات البكالوريا مروراً عابراً. صحيح لم تتحقق مطالبهم وامتثلوا بالنهاية للفرمانات القاطعة، إلا أن تجلّيات أخرى أوحى بها المشهد ككل.
تسعى الملاحظة الثانية إلى إعادة التذكير بأن الحقل السياسي المغربي كان في البدء يتكون من عدد قليل من الفاعلين (الفاعل الرئيسي، وإلى جانبه فاعلون ذوو أهمية متفاوتة، ومؤسسات معدودة...). وقد طبعت الحياة السياسية للبلاد خلال عدة حقب بعد الاستقلال سيرورة مأسسة بطيئة. وفي مرحلة لاحقة، وبالعلاقة مع متغيرات السياقات، عرف الحقل السياسي هيكلة مؤسساتية أعمق، كما عرف نوعاً من التأطير والتكثيف المؤسساتي، وذلك عبر تكاثر ملفت للنظر للهيئات والتنظيمات والفعاليات...
تدور حكاية شعبيّة حول رجل ذهب إلى الصيد فواجهته سعلاة. ارتبك، إلا أنّها ارتبكت منه أكثر وأخذت تتحرّك كيفما تحرّك. حرّك يده ففعلت، رفعها قلّدته، ومن أجل التخلّص منها وضع نفطاً على جسده، فبلّلت جسدها هي أيضاً بالنفط غير أنّها استعجلت وأحرقت نفسها، وظلّ هو سالماً. في عراق اليوم يبدو أن السعلاة والصياد كليهما سيحرقان نفسيهما. فالأحزاب السياسية الممسكة بزمام السلطة يجرّها طمعها إلى إظهار خلافاتها علناً. لم يُعد التفاهم...
ما بين شهري حزيران/ يونيو والأسبوع الأول من آب /أغسطس الحالي، انخفضت أسعار النفط من 53 دولارا للبرميل إلى نحو 42 دولارا. الانطباع السائد هو عدم قدرة السوق على الحفاظ على المعدل السعري فوق 50 دولاراً، وأنّه بتراجعه بنحو عشرة دولارات فإنّ رحلته التصاعدية منذ مطلع العام الحالي تكاد تكون قد بلغت نهايتها، وأنّه في المستقبل المنظور سيظل سعر البرميل يتراوح فوق 40 دولارا بقليل
لم تدَع وزارة الخارجية السعودية مجالا لأي طرف كي يصفها بالتقصير وإهمال سمعة الوطن والمواطنين في الخارج، إذ لم تتوقف بياناتها عن متابعة فتاة استغلت وجودها مع أسرتها خارج الحدود كي تهرب منهم لدولة أخرى، كاشفة في شبكات التواصل أن الداعي لهذه الخطوة هو التعنيف الذي تعرضت له من والدها. لم يتوقف دور الخارجية عند هذا الحد، بل قامت، مؤخرا، بتوعية المواطنين المسافرين إلى الخارج عن الإجراءات التي من الواجب...
قطع التلفزيون الرسمي برامجه ليعلن وفاة د. أحمد زويل العالم المصري والعربي الوحيد الفائز بجائزة نوبل في العلوم (الكيمياء). وهو كان قد أعلن في زيارته الأخيرة لمصر قبل أشهر أنه شُفي من مرض السرطان الذي أصابه قبل عامين. وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات كانت في حالة من الانقسام الشديد، ليس فحسب حول شخصية العالِم المصري ومواقفه السياسية، وإنما حول حالة العلم والبحث العلمي ومؤسسات التعليم في مصر والمنطقة العربية..
أدّت الحرب إلى إفلاس مُمنهج للمنظومة الإنتاجية، تعمّق خلال السنوات الخمس الماضية مستعيناً بالفساد، وبتسلّط حلقات الربح الطفيليّ الممتدّة من الاستيراد إلى الاستهلاك المباشر. لكن السلطة تبرّعت مؤخراً بتقديم وصفٍ ثري لفداحة المشهد الاقتصادي، ونوت اصطياد قلق الناس مباشرةً بفِخاخٍ من مشاريع إنتاجية أسريّة وصغيرة ومتوسطة، تريد من ورائها تشجيع الدخول غير الريّعيّة، مستلهمةً حلمها من معطيات الاستنهاض الصناعيّ الأوروبي الذي قام إثر الحربين العالميّتين الأولى والثانية.
"شارع 60" هو أحد أطول الشوارع في فلسطين المحتلة عام 1948، يربط بين بئر السبع الصحراويّة جنوباً، والناصرة الجليليّة شمالاً، وتَعْبر بعض مقاطعه داخل الأراضي المحتلّة عام 1967 أيضاً، خادماً مستوطني الضفّة الغربيّة، ما يجعله شارعاً مستهدَفاً من قبل المقاوِمين الفلسطينيين في منطقة الخليل خاصةً، وهو ما جعل اسم الشارع في الآونة الأخيرة كثير التردد في الصحافة والأخبار.
بمناسبة عيد الفطر وكل عيد، سيبعث الملك محمد السادس ببرقية تهنئة رمضانية حارة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يعبر فيها عن أمانيه في توطيد أواصر الأخوة والتضامن بين شعوب المغرب العربي. ويتلقى الملك في اللحظة نفسها برقية بليغة تؤكد أن تحقيق وحدة المغرب العربي باتت "أكثر من ضرورة" في وقت تتعرض فيه المنطقة إلى "تحديات على جميع المستويات".
بدأ الصراع المسلح في اليمن حالياً إثر صراعات داخلية على السلطة بين أطراف سياسية وقبلية بشكل أساسي، وهذه الحقيقة تتعارض مع ما تقدمه وسائل الإعلام الأجنبية عن كون اليمن ساحة أخرى لصراع الحرب الطائفية بالوكالة بين قوتي السنة والشيعة في الشرق الأوسط والمتمثلة في المملكة العربية السعودية وإيران.
الحال، إن الأحزاب الحاكمة في عراق اليوم لا تريد فقط سرقة الأموال ونهب الأرواح بصفقات فسادها، وإنما الاستثمار في كلِّ شعورٍ بشري.. تسليع كل أحاسيس العراقيين وتحويلها إلى أصوات انتخابية. هكذا تسابق الجميع على نصب الميكروفونات لإلقاء الخطابات، بل وتعليق لافتات التضامن بدلاً عن لافتات نعي الضحايا