بلال كايد: إرادة المقاومة

استخدام الإضراب عن الطعام في مواجهة التعسّف الإسرائيلي يعود إلى عام 1968، ردّا على ممارسات من قبيل التعذيب ومنع الزيارات والعلاج الطّبّي غير الكافي.. أمّا عن الإضراب عن الطّعام في مواجهة الاعتقال الإداري فقد بدأ في التسعينيات مع تزايد وتيرة هذا النوع الاعتباطي من الاعتقال. الوسيلة التي استخدمتها السلطات الإسرائيلية لمجابهة هذه الإضرابات كانت التغذية القسريّة، وقد أدّى هذا الاستخدام إلى استشهاد عدّة سجناء (عبد القادر أبو الفحم عام 1970 وراسم حلاوة وعلي الجعفري عام 1980 وإسحاق مراغة عام 1983).
2016-08-10

شارك

في منتصف شهر حزيران/ يونيو الماضي كان من المفترض لبلال كايد أن يعود إلى قريته، عصيرة الشمالية، في الضفة الغربيّة بعد 14 سنة ونصف قضاها في السجون الإسرائيلية. لكنّ ذلك لم يكن، فقد قرّرت السّلطات الإسرائيلية أنّ على الشّاب أن يقضي ستة أشهر إضافيّة في السجن. الأسباب؟ ذلك الشيء المسمّى اعتقال إداريّ ممارسة كيدية ولا تخضع لمنطق. بلال قرّر أن يردّ بالوسيلة الوحيدة المتاحة: الإضراب عن الطعام. وهو اليوم يقضي أوقاته في مستشفى عسكريّ مقيّداً ورافضاً التراجع عن قراره حتى الحصول على حريّته. والنتيجة أيضاً أنّ مئة معتقل آخر، بينهم أحمد سعدات ولاعب السيرك محمد أبو سخّاً، أعلنوا التضامن معه بالوسيلة المتاحة ذاتها.
استخدام الإضراب عن الطعام في مواجهة التعسّف الإسرائيلي يعود إلى عام 1968، ردّا على ممارسات من قبيل التعذيب ومنع الزيارات والعلاج الطّبّي غير الكافي.. أمّا عن الإضراب عن الطّعام في مواجهة الاعتقال الإداري فقد بدأ في التسعينيات مع تزايد وتيرة هذا النوع الاعتباطي من الاعتقال. الوسيلة التي استخدمتها السلطات الإسرائيلية لمجابهة هذه الإضرابات كانت التغذية القسريّة، وقد أدّى هذا الاستخدام إلى استشهاد عدّة سجناء (عبد القادر أبو الفحم عام 1970 وراسم حلاوة وعلي الجعفري عام 1980 وإسحاق مراغة عام 1983).

العام الماضي قدم وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد أردان مشروع قانون يدعو فيه إلى استخدام التغذية القسرية مجدّداً لمواجهة معركة "الأمعاء الخاوية"، وقد صادق الكنيست على القانون رغم كلّ تحذيرات الجهات الطبية...
منذ عام 2012 بدأت وتيرة الصراع بين الأسرى الفلسطينيين مع السلطات الإسرائيلية تعلو، عندما أضرب 2000 أسير في مواجهة الاعتقال الإداري، وكذلك اعتراضاً على منع تلقي السجناء من غزة زيارات من أفراد عوائلهم. وكانت نتيجة هذا الإضراب تخفيف الإسرائيليين من استخدام الاعتقال الإداريّ. لكنّهم عادوا عن ذلك وازداد عدد الاعتقالات الإدارية مجدّداً عام 2014، فكان إضراب الأمعاء الخاوية الذي قام به 80 أسيرا واستمر 63 يوماً دون أن يؤدّي إلى النتائج المرجوّة منه. واليوم ها هم الأسرى يلتفّون حول بلال كايد ويعلنون جولة جديدة في الصّراع. وها هو كايد يلقى تضامناً دولياً من مناضلين عبر العالم.

للكاتب نفسه

الفلسطينيون في لبنان وحقّ العمل

ربيع مصطفى 2019-07-21

علاوة على التوظيف السياسوي الطائفي على المستوى الداخلي، يأتي المس بحق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان متزامناً مع محاولات جاريد كوشنر تفعيل "صفقة القرن"، وهي التي تصطدم بعقبات من أهمها...