إن مصادر توليد الخوف في عالمنا عديدة، من العنف المادي إلى الكوارث الطبيعية إلى العنف الإرهابي الذي تمارسه جماعات قومية أو عرقية أو دينية أو مذهبية.. قوى عديدة ترفع أيديولوجيا العنف التي تحاول أن تضفي على عملية ممارستها شرعية ما.
في الحرب قد تخسر أعز ما تملك، ولكن لا وجع يشبه الخسارة الفكرية والأخلاقية. وغياب بنية التعليم المتطور المتجدد فى ليبيا أول المعوقات التى أدخلت البلاد في النفق المظلم.
وقف الأهالي على الرصيف المقابل للإعدادية التي تحولت إلى مركز امتحانات للشهادة الثانوية "البكالوريا"، بعد 12 سنة دراسية متواصلة. جمع المركز طالبات أربع ثانويات، إحداها تقع في حي على التخوم الحربية. احتضنت الأمهات بناتهن، وزودنهن بطاقاتٍ معنوية مشفوعة بالأدعية، وطالبنهن التجمل بالصبر في قاعة الامتحان، ومغادرة التوتر والاضطراب قبل البدء بكتابة الإجابات، وتمنين في تمتمات مختلجة، وهن يتابعنهن يدخلن من البوابة الرئيسية، إبعاد شر القذائف عن المكان.
تعرّض "مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب" في القاهرة للاقتحام مرتين هذا العام كجزء من الهجوم على منظمات المجتمع المدني بعد إحياء القضية الخاصة بالتمويل الاجنبي رقم 173 لسنة 2011. تجلّى ذلك بالاستدعاء والتحفظ على أموال الحقوقيين والمنع من السفر.. وكان اسم مركز النديم ضمن المراكز الحقوقية الواردة في هذه القضية والتي قد تواجه تهما مثل التربح غير المشروع والتخابر وغيرها.
لماذا استمر قانون الطوارئ واستمرت حالة الاستثناء كإيديولوجيا وقانون حاكم؟ مصر دولة حديثة، متعثرة إلى أقصى مدى، ولكنها قائمة على مبدأ رئيسي وهو المشروعية النابعة من القانون.
باتت غمامة الموت المجاني والأمراض السياسية التي تحيط بالعراق تعتم على تلك التي يعاني منها العراقيون في مستهل حياتهم اليومية، وهم الذين يسلكون في سبيل الشفاء منها طرقا محفوفة بالألم. وقد طالت الأمراض السياسية حتى المستشفيات في العراق وغالبيتها قد تحوّلت إلى مسالخ.
في 25 أيار/ مايو الماضي مرّت الذكرى الخامسة والثلاثون لتأسيس مجلس التعاون الخليجي. احتفى الإعلام الرسمي، وإن في أطر ضيقة، بنشر مقالات وبثّ برامج أشادت بما "حققه العمل الخليجي المشترك من إنجازات في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية". وبالمقابل، لم تثر المناسبة اهتمام مواطني بلدان المجلس، فهو تأسس بقرار سياسي اتخذه الحكام دون مشاركة عامة بأي شكل من الأشكال
تنقلت جولي التي أصبحت سفيرة الأمم المتحدة للنيات الحسنة في 2012 من إنقاذ نساء البوسنة إلى غلاف القضية الأكثر جاهزية للتسويق اليوم: مخيمات اللاجئين السوريين، حتى وصلت إلى محطة جديدة وهي تدريس صفوف عن النساء في مناطق الحروب ضمن برنامج للماجستير في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية LSE.
يصل هواء جنيف إلى دمشق محنّطاً تماماً، بعدما عبّدت المفاوضات الطويلة الطريق بين المدينتين بالبرد وبالأسئلة. السوريّون لا ينتظرون بِذار حياةٍ جديدة يستخلصونها من ذِمَم الدول صاحبة القرار باستمرار مأساتهم. يفهمون إذاً كيف تعْبر الجولة الثالثة من المفاوضات بخفّة السراب وبمكائد وهمه من أمام أعينهم الساهمة، كما عبَرت سابقاتها مثل الهباء.