تتعالى في موريتانيا منذ فترة أصوات تطالب الحكومة بتخفيض أسعار الوقود، خاصة أنها تشهد انخفاضا عالميا، وقد تجسدت في حملة شعبية تحمل عنوان "#ماني_ شاري_كازوال"، أي لن أشتري البنزين، بدأت كوسم على مواقع التواصل الاجتماعي وانتقلت للشارع، حيث دخلت قبل أسابيع في دورة من الاحتجاجات الأسبوعية الميدانية تهدف للضغط على السلطة. اعتمد الناشطون في الحملة على مقارنات بين موريتانيا وبعض الدول
أطلق نشطاء مغاربة عريضة دولية لجمع التوقيعات للمطالبة بإنصاف القاضي المعزول محمد الهيني، عضو نادي قضاة المغرب وأحد أبرز القضاة الناشطين على صعيد المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية. وكان الهيني قد تعرض لحكم تأديبي بعزله في 11-2-2016 على خلفية مقالات نقدية لمشاريع قوانين إصلاح القضاء في المغرب. وعُرف القاضي الهيني بقاضي المعطلين، اذ ساهم في اصدار المئات من الأحكام التي انتصرت للمعطلين
من يتابع الشأن الليبي يلحظ تعطّلا وتباطؤا في كثير من مسارات التسوية السياسية التي من المأمول أن تُقرب الأمة الليبية من السلم الأهلي. لا تؤخذ خطوة للأمام باتجاه التسوية في أي ملف إلا وتعقبها خطوتان إلى الوراء نتيجة الاختلاف. لقد انطلق الاتفاق السياسي بتاريخ 29/9/2014 في مدينة غدامس برعاية وتيسير من بعثة الأمم المتحدة. وبعد مخاض صعب، وقع الاتفاق بالأحرف الأولى في 11/يوليو/2015، ثم وقع توقيعا
تصدرت عناوين الصحف الجزائرية في السنوات الأخيرة عمليات إعادة الإسكان. مئات آلاف الأشخاص يتركون مساكنهم الضيقة وغير الصحية إلى شقق جديدة البناء. إلا أن الحلم الذي راود الكثيرين طوال حياتهم تحوّل إلى كابوس. فهذه المجمّعات السكنية الجديدة المبنية في ضواحٍ بعيدة جدّاً عن المدينة ليست إلّا غيتوهات معزولة تؤدي إلى تهميش أناس لم يرحَّب بها يوماً في المدن. ويغذي العزل والنبذ الممارسيَن بحقهم ميل
يستثير التقدم الحثيث للقوات الموالية للرئيس هادي نحو العاصمة اليمنية صنعاء التي تقع تحت سيطرة قوات الحوثيين والرئيس السابق صالح، مخاوف عديدة، ليس أقلها معركة كبيرة في المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في اليمن، بما يعنيه ذلك من سقوط لأعداد كبيرة من الضحايا بين المدنيين، وخصوصاً أن تاريخ الصراع القريب بين الطرفين لا يقول بالتزام أي منهما بقواعد الحرب والقانون الإنساني الدولي، أو بكون أحدهما يهتم
زرع الفلاحون المغاربة في تشرين الأوّل/ أكتوبر، ونبت الزرع وعمَّ الفرح، ثم تأخر المطر. بقيت الأرض حمراء ولم تنبت حشائش لرعي البقر والغنم. مرت الشهور. بلغت التساقطات 83 ملم حتى بداية شباط/ فبراير الجاري مقابل 223 ملم في المواسم العادية.. بين حين وآخر تهطل أمطار غير منتظمة تليها شمس حارة بشكل غريب. ارتفعت أسعار الأعلاف، لا أسعار الخضر واللحم. صار الفلاح ينفق على بهائمه أكثر مما ينفق على نفسه. صمد
ربع قرن من الحروب احتاجها العراق ليصل إلى رقم ثلاثة ملايين أرملة وفقاً لسجلات وزارة شؤون المرأة، إحصائيات مماثلة تشير الى أن سوريا لن تستغرق هذا الوقت. فقد أصبح العدد بعد سنوات الحرب الخمس حوالي مليون أرملة. أكثرية الخارجين من الجحيم السوري إلى دول الجوار وفقاً لمعطيات الأمم المتحدة هي أسر تقودها نساء فقدن معيل الأسرة الأساسي، تتراوح أعمارهن بين 14 و50 عاماً. وتقدر الشبكة السورية لحقوق
عاد النفط في العام المنصرم يلعب دوراً أساسياً في الحياة الوطنية العراقية، فحضر كموجة من القلق في عموم المواقف والاصطفافات على مستويي المجتمع والجماعة الحاكمة. ذكّر ذلك بحالة الصراع بين حيّزي الدولة والمجتمع المساواتي التقليدي، وهو الصراع الذي فَرَض على الإطار الحاكم على مر الزمان لجوءاً إجبارياً صوب الاستقلال عن المجتمع الأسفل، عبر توسيع مجال الريع التجاري ــ الزراعي، ما جعل الأفق الإمبراطوري
المزحة كانت ثقيلة هذه المرّة، لم يستسغْها المشاهدون. ربما وضعوا نساءهم مكان الفتاة التي رُميت أرضاً. قالت الفتاة إنّ عدم تغطية وجْهها هو الذي دفع رجال الهيئة إلى ملاحقتها بطريقة عنيفة. سُحلت أمام أعين المارة وأنقذها حارس أمن شهد أمام عدسة الكاميرا أنّ رجال الهيئة كشفوا سترها وعاملوها بطريقةٍ تفتقر إلى وجود الرب الذي يعبدونه. حارس الأمن التزم بيته خوفاً من تهديد أو ملاحقة. الفتاة التّي عرفت
تحثُّ شركات التأمين الخاصة خطواتها نحونا. لا تزال تبحث عن لقمتها داخل أمعاء الحرب. تقصد هذه المرّة جيوب الخائفين، تدعوهم في رسائل مقتضبة تصل هواتفهم المحمولة إلى التأمين ضد قذائف الهاون الطائشة و "الإرهاب"، تدمغ نهاية رسائلها بعبارة "بكرا أحلى"، وهم لا يصدّقونها، يعرفون بأنها تشتري خوفهم وحسب. مثل هذه الرسائل لا تصل إلى السوريين خارج مناطق سيطرة النظام. فمن يؤمن عليهم هناك
عندما كنت طالباً على مقاعد الدراسة الجامعية في مطلع تسعينيات القرن الماضي، كانت مكتبة "كلية الآداب و العلوم الإنسانية" بجامعة حلب عامرة بأمهات المصادر والمراجع التي تشفي غليل الباحث الذي كان يقصدنا من أقاصي المعمورة. جذبتني دراسة اللهجات العربية، ربما كردّة فعل على تجاوز جدلية العلاقة بين اللغة الفصحى وبين القومية والدين، وكل مواقف التزمّت في استبعاد مفاهيم التطور الاجتماعي.
أنت كما الإسفنجة تمتص الحانات ولا تسكر... قنعت بأن يكون نصيبي في الدنيا كنصيب الطير... ولكن سبحانك، حتى الطيور لها أوطان وتعود إليها... وأنا ما زلت أطير. ("قصيدة في الحانة القديمة" لمظفر النوَّاب) يردد "غرغور" هذه الأبيات تحسراً على عمر أمضاه مكتوياً بنار الشوق والفراق، يختنق صوته، يدير وجهه باتجاه البحر لئلا تفضحه عيناه، يلجأ
يقف العراقي حائراً في تقييم الحقبة الحالكة التي مرت بها بلاده منذ 2003. فهو ما زال بعد أكثر من عقد يجهل إذا كان يعيش في نعيم الديموقراطية أم في جحيم الطائفية والقومية والمناطقية! ثلاثة عشر عاماً من عمره أمضاها يتحسس رقبته التي نجت من مقصلة الدكتاتورية، لكنه في الوقت ذاته يواصل تحسس باقي أجزاء جسده خشية أن تطالها مفخخة او سكينة استباحت دمه. وهو صوَّت على دستور دائم، وشارك في...
النقاش في أوساط المعارضة حول "مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري" الذي أنهى أعماله الأحد الماضي في 15 آذار /مارس، في شرم الشيخ، لا ينم إلا عن جدل بين "الحقد" و "الشماتة" من ناحية، وإبداء "التسامح" و "تغليب المصلحة العامة" من ناحية أخرى، كما لو أن عقد المؤتمر أو اجتذاب الاستثمار الأجنبي هما في حد ذاتهما محل الجدل. فبسبب من تركيز السلطة على أهميته،
قد لا يكون موازياً، في الدلالة، لحكم الردّة الصادر مؤخراً بحق الكاتب الموريتاني الشاب محمد شيخ ولد محمد، الموقوف منذ شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، إلا تصريح الرئيس الموريتاني عقب مظاهرات جرت في العاصمة تطالب بإعدام الشاب ذي التسعة وعشرين عاماً. قال الرئيس في سياق كلام موجّه إلى متظاهرين غاضبين في نواكشوط: "الإسلام فوق الحرية وفوق الديموقراطية". تضع المقولة "الإسلام" كدين
"علمونا صح" هو العنوان الذي دشنت به مجموعة من طلاب الثانوي في مصر موقعا الكترونيا و"هاشتاغ" للاعتراض على العملية التعليمية التى تقدم للطلاب. وهم دعوا للتجمع أمام وزارة التعليم بعد انتهاء امتحانات شهادة البكالوريا التي يبدو أنها تجري بسبب استشراء حالات الغش الالكتروني وكذلك لعدم مراعاة مستوى الغالبية العظمى من الطلاب، مثلما حدث في امتحان اللغة الانجليزية الذي جاء لمصلحة طلاب المدارس الخاصة
كنت أنتظر عند زقاق في مخيّم شاتيلا، بينما ذهبت زميلتي لتسأل أين يقع قبر غسّان كنفاني. هناك، أخذتني جدارية متواضعة على حائطٍ مُنهك، كُتب فيها اقتباس لمحمود درويش: "ستُسافرون ولأي حُلم؟". التقطت صورةً وأشرت لزميلتي إلى أن هذه الجداريّة كان عليها أن تكون عنواناً لفعاليّات "السفير العربي" التي جئنا لأجلها: "حلم: نحن في العام 2054". لكننا لم نتوقّع أن يتحوّل هذا الاقتباس عنوانًا لما هو أكبر من
من بين جميع نماذج الحكم السياسية والاقتصادية السائدة التي تحدتها حركات الانتفاضات الشعبية، ربما كان النظام الأكثر إثارة للاهتمام هو النظام السلالي القبلي، والدولة الوطنية الحديثة، اللذان أعلنهما آل سعود في شبه الجزيرة العربية في عام 1932. ولطالما كانت «قابلية الحياة» الاقتصادية لهذه الدولة التي أقامها المحاربون والرعاة البدو تضرب بجذورها في الثروة النفطية المذهلة التي
لم يرتبط مولد النقابات المستقلة في مصر بقيام ثورة يناير/كانون ثاني 2011 كما يظن الكثيرون، بل كانت البداية في 2009، مع تأسيس أول نقابة مستقلة للعاملين في مصلحة الضرائب العقارية من قبل العاملين بالدولة في هذا القطاع استنادا إلى معاهدة منظمة العمل الدولية والتي ضمنت للعمال الحرية النقابية والحق في التنظيم. بعد ذلك تأسست ثلاث نقابات أخرى قبل ثورة يناير 2011، هي نقابة المعاشات، والعلوم
للحشيش وظائف لا تحصى في مجتمعاتنا. فعدا تدمير الصحة، له وظيفتين سياسيتين خطرتين: من جهة أولى يوفر لأصحاب النفوذ خزانا ماليا هائلا يصرفونه نفوذا اجتماعيا وسياسيا، ومن جهة ثانية يوفر كتلة بشرية من المدمنين الخاضعين الذين يزيدون أضعافاً عن الذين خرجوا للشارع لإسقاط الفساد.