أثار قانون مكافحة الإرهاب في مصر جدلاً كبيراً، خاصةً بما يتعلق بزيادة وتيرة التضييق على الحريات بشكل عام وعلى الصحافيين بشكل خاص. كان من المفترض والممكن ترك إقراره لمجلس النواب القادم باعتباره قانوناً هاماً ويحتاج إلى نقاش مجتمعي واسع، وليس من حالات الضرورة التي تُجيز لرئيس الجمهورية استخدام حقه التشريعي. انتقدت القانون منظمات دولية كمنظمة العفو الدولية، التي اعتبرته يتضمن تعريفاً فضفاضاً
تجاوزات فردية أم منهج أصيل، عود على بدء أم تزايد وتيرة الفعل لا أكثر؟.. اختيارات وتأويلات لا تستطيع أي منها أن ترفع أثر جرح واحد عن جسد مواطن تعرّض للتعذيب داخل السجون المصرية. الإجابة الأكثر واقعية التي يؤكد عليها المراقبون المحليون والدوليون لشؤون مناهضة التعذيب، أن الوتيرة زادت بشكل غير مسبوق عقب عزل محمد مرسي إثر موجة احتجاج شعبي واسعة. وهو تزايد يؤكد أن التعذيب لم يكن تجاوزات فردية بل...
تغفو سوريا في عزلتها، منهكة بين أصفادِ الحرّ. في ساعات ما بعد الظهر، تلوذُ البلاد وراء أصوات مولدات الكهرباء المربوطة إلى مراوحٍ تهشُّ حرارة الهواء العالق بالوجوه. الحياة صارت تجيء كبثٍّ إذاعي رديء الإشارة، محمولٍ فوق مَحفّة من ترددات قاتمة، تبدأ من رغيف الخبز بلونه الجديد، الأسمر، بخميرته الجديدة، خميرة الحرب الفاسدة، لتمرَّ بفوبيا "داعش" التي تساوي تقريباً فوبيا "تجميع
"لم يعد هنالك أحد في العراق مستعدا للقتال من أجل العراق نفسه. ليس الأمر نقصا في رغبة القتال بشراسة، فالكرد يقاتلون بشراسة من أجل كردستان، والشيعة يقاتلون باصرار من أجل اهلهم، والسنة المنتمون الى تنظيم الدولة الاسلامية يقتلون ويموتون من أجل قضيتهم. لكن لا أحد يبدو مستعداً للقتال من اجل العراق"..
أدّى الربيع العربي على العموم إلى تغييرات مهمة، لكنها ليست جسيمة من حيث تحسّن القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية في المنطقة. ومن الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من الإصلاح. وحتى في بلدان مثل تونس ومصر، نجد أنَّ الإحباط الناجم عن غياب التغيير قد تصاعد بشكل واضح. ويبدو أن الجماهير العربية تربط كثيرا فشل الإصلاح بضروب النفوذ الدولي. منذ عهد الاستقلال، كان للصراع الدولي والتدخل الأجنبي
كانت الأجواء غاية في التوتر في الثانويات المغربية ظهر العاشر من الشهر الجاري. فتلاميذ الشعب العلمية يجتازون اختبار الفلسفة للحصول على البكالوريا، والسؤال كان "هل تتحقق العدالة بالمساواة الكاملة بين الناس؟". وسبب التوتر هو تسريب امتحان الرياضيات شعبة العلوم التجريبية في الصباح. وقد عرف التلاميذ بذلك قبل دخولهم لقاعات الامتحانات، بفضل تداول الأسئلة على صفحات التواصل الاجتماعي.
تلتبس كلمة "رمضان" بمعنى العذاب فهي مشتقة من الرمضاء أي شدة الحر، فهو معاناة في وسط صحراء تحترق بلهيب الشمس، مما يصرفنا للقول بأن الصيام لم يكن منذ بداياته الأولى طقسا ممتعا، لكن هذا العذاب لم يكن له معنى إلا مع اقترانه بمبدأ الاختيار، وبهدف جليل هو الرغبة في التسامي نحو الله، وارتقاء الروح المؤمنة به حقيقة ومجازا. فالجسم يتخفف من غذائه المعتاد ليتغذى بأحاسيس روحانية
كلما يقطع مواطن فلسطيني مسافة تزيد عن بضعة كيلومترات بين بيته وأماكن عمله وتسوقه وزيارته للأصدقاء أو الأقرباء، فإنه يجتاز العديد من الحدود، بعضها ظاهرة وأخرى غير مرئية. وقد اصبح ذلك جزءاً من الحياة اليومية، يكاد يُغفَل لولا الانفجارات والصدامات والتظاهرات التي تنشب من حين إلى آخر عند نقاط التماس مع الاحتلال والجيش الإسرائيلي. فالحدود في فلسطين عديدة ومتنوعة. هناك "الخط الأخضر" (خط
قد يكون خبر تصدير الأردن للقمح للبلدان المجاورة ضرباً من الخيال أو التمنيات الصعبة المنال بالنسبة لسكانه اليوم، فيما كان هذا الخبر اعتيادياً في منتصف القرن الماضي، حين قررت وزارة الزراعة عام 1965 بيع عشرة آلاف طن لمصر والسعودية، بعدما تركت الجزء الأكبر من المحصول للاستهلاك المحلي والبذار. بين الماضي والحاضر اليوم يعتمد الأردن على الاستيراد لتغطية
لا يوجد دليل يدعم الاتهامات التي تزعم بأن الإخوان يقتلون شبابهم للمتاجرة بدمائهم، كما لا يوجد دليل على استدعاء السلطات للسيناريو الجزائري، وعلى الزعم بأن القوات النظامية تقتل رجالها من أجل ادّعاء إرهاب وهمي. بالمقابل، فمن الواضح أن السلطة تقتل معارضيها بعنف مفرط، وأن هناك جماعات تمارس التمرد المسلح ضد القوات النظامية والإرهاب ضد المدنيين. فالحديث هنا ليس عن تلفيق الإرهاب أو صناعته، بل
منذ أيام، في 21 أيلول، بدأ عامٌ دراسيٌّ جديد في مصر، ومعه بدأت معاناة ملايين التلاميذ على اختلاف المراحل التعليمية، مع حقيبة مدرسية ثقيلة، وفصول (صفوف) مكتظة، ومناهج وطرق تدريس منفرة، ومعلم غير مؤهل أو محبط. وكأنّ منظومة التعليم في بلادنا صُمِّمَت بعناية لإهدار أهم ثروات المجتمع.وتمتد هذه المعاناة بالطبع لأسر هؤلاء التلاميذ، لا سيما من الطبقات الفقيرة أو المتوسطة، وهي معاناة لم يقلل
بينما تقترب عربة الترامواي، ينتظرها رجل يدخن بعصبية، تقف العربة، يضغط الرجل على زر فينفتح الباب. يأخد نفساً عميقاً من سيجارته، يرميها على الإسفلت ويركب وينفث ما في صدره على الركاب...تبعتُ الرجل فوجدتُ رأسي وسط كومة دخان. جلستُ في أقرب كرسي فانطلقت عربة الترامواي التي بدأ تشغيلها منذ كانون الاول /ديسمبر 2012 في مدينة الدار البيضاء. تجوب العربات المدينة من الخامسة والنصف فجراً حتى