لم يعد العمل في مدارس مدينة حلب، أو ما تبقى منها، له ألقه التربوي. لقد تغيّرت أحوال الطلاب وتبدّلت طرائق تفكيرهم، فصاروا يحاصرونني دائماً بأسئلة من الصعب أن أجيب عنها، ويطالبونني أيضاً بموضوعات جديدة، وبشرح مفردات وعبارات من الضروري تفسيرها، وتجاوز الكتاب المدرسي المقرر، خاصة عندما يعكر صفو الدروس دويّ القذائف وأصوات الرصاص، فيرتعد طلاب الصف، وهم يتمايلون مترنّحين بهلع وخوف، في طقوس من الصراخ
أسوار عالية وترسانات مسلحة أمام الأبواب الرئيسية، أسماء معتقلين على مدخل كل مدرج للدرس، قنابل غاز تصل إلى داخل قبة الجامعة التاريخية بالقاهرة، شركات أمن دولية تفرض سياجاً حول الأسوار وتفتش بعيونها وأياديها داخل حقائب الطلبة ونفوسهم. وهو مشهد إذا ما تم اتخاذ ملامحه كمعطيات ومحاولة تفسيرها في ضوء تاريخ الحركة السياسية بالجامعة المصرية، فالمتوقع أن يستولد حالة من التمرد الجديدة. فدائماً ما كانت
سَجّل سعر برميل النفط خلال الأسبوع الماضي ارتفاعا لافتا فوصل إلى حدود 58 دولاراً بعدما لامس حدود 48 دولارا للبرميل الواحد خلال الأسابيع القليلة الماضية. يُعدّ هذا الارتفاع طفيفاً للغاية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ الخام فقد نصف سعره منذ حزيران/يونيو الماضي عندما كان يُباع في السوق العالميّة بـ105 دولارات للبرميل. أطلقت صدمة الأسعار المستمرّة منذ ذلك الوقت موجة محمومة من المُراجعات في دوائر
يحكي مانديلا في سيرته الذاتية، "مسيرة طويلة نحو الحرية"، عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمحاربته أثناء مسيرته النضالية نحو تحرير السود في جنوب أفريقيا، قائلاً ".. أصدرت الحكومة قانون الأمن العام الذي يخول السلطة إعلان القانون العسكري أو حالة الطوارئ واحتجاز الأفراد دون محاكمة، وقانوناً آخر يجيز العقوبة الجسدية للمتَحدين.. وطبقاً لقانون حظر الشيوعية كان من
تطوّرت حماس من حركة على صلة بالإخوان المسلمين، منغلقة على نفسها، الى حركة وطنية فلسطينية مقاوِمة ذات شعبية متزايدة في كلٍ من الضفة الغربية وقطاع غزة. من الأسباب الأساسية لتنامي الشعبية تلك هو أداؤها العسكري المقاوم وهذا توثقه وتواكبه الاناشيد... لطالما كانت الأناشيد الوطنية أداة لتعبئة الشعب الفلسطيني ولاستلهام مبادئ التحرر والنضال. وفي حالة حماس، هي وسيلة أيضا لإدخال "مفردات
عندما كنت أدرّس طلبتي بحلب رواية "وداعا روزالي" للكاتب التونسي حسونة المصباحي، لم أكن أدرك أنّ بعض المقاطع التي اخترتها سوف تقودني للمصير ذاته، بكل خيبات شخصياتها، وبكل قطرات العرق التي كانت تتصبب تعبا وضجرا وانكسارا من أجساد المهاجرين، وهم على متن السفينة، يسرحون تحت شمس مضيق جبل طارق، ويتوقون لقضاء إجازة صيفية سعيدة في طنجة، بعيدا بعض الوقت عن أوروبا وهموم الغربة وقساوة
ليس بالشّيء الجديد أن تُزور حقائق حقبة معينة من التاريخ. ولكن ما يعد استخفافاً بعقول البشر هو محاولة تزوير حقائق لم نزل نعيشها اليوم. تجلت الوقاحة بعيد رحل الملك السعودي حين هجم مثقفو البلاط على وسائل الإعلام وأعمدة الصحف يملؤونها بالمراثي. ولهم الحق في ان يحبوا ويمتدحوا من يريدون، لكنه لا يحق لهم أبداً تصوير مجتمع بأكمله على انه متخلف ظلامي يتعطش للدماء، لولا انه كان تحت قيادة مستنيرة.
تجلس العجوز أمام باب بيتها الذي يوجد في مفترق طرق متربة وسط القرية. تراقب المارة. تستمتع بأشعة الشمس وقد تراجع البرد وكثرت الخضرة. تغير المشهد بفضل مطر كثيف أحيا الآبار. تشتكي العجوز من أن الغرباء هجموا على قريتها. تتمتم حين تراهم يمرون حولها. لا يحظى الغرباء بالترحيب. تردد أن الغرباء لا يشبهون"نا". وهم يعرفون نظرات العداء. ويدركون معاني الكلمات التي تقال في حقهم عن طريق مراقبة
"البحرين ليست تونس أو مصر"، لخصت هذه العبارة الموقف الرسمي من الاستعدادات ليوم الغضب الوطني. إلا إنها لم تكن هروباً بلاغياً من مواجهة الواقع، بل كانت تعبر عن قناعة راسخة لدى العائلة الحاكمة في البحرين بأنها تمتلك أدوات لم يكن يمتلكها أي من علي او مبارك للسيطرة على الوضع وحماية استقراره.
لا يُعدّ ما يُمارَس اليوم في مصر، من حيث التوسع في الاعتقال أو التنكيل بالمعتقلين، جديداً على الإسلاميين. يمكن القول بأن الفكر التكفيري نشأ في مصر تحت وطأة التعذيب الشديد في السجون المصرية، حين نكّل بالإخوان المسلمين وبكل مشتبه بقربه منهم في ستينيات القرن الفائت. وكان أحد أشهر مواقع التعذيب آنذاك "السجن الحربي" في شرق القاهرة (هدم لاحقاً)، ويقع بالقرب منه ميدان رابعة العدوية حيث
ما زالت أعمال «اوقفوا السفينة، من اجل فلسطين» التي تنتهجها «حركة المقاطعة ورفع الاستثمارات والعقوبات BDS « في الساحل الغربي من الولايات المتحدة تُلف بالصمت المطبق من الصحافة الأميركية... مع انها تتوسع، وقد تمكنت من التأثير جديا على صورة كبرى شركات الشحن البحري الاسرائيلية «زيم». وخلف الحركة ناشطون كثر ومن بينهم امرأتان استثنائيتان، واحدة في 32 من عمرها والثانية
في طول المنطقة العربية وعرضها خراب تجاوز المتعارف عليه، ووصل الى حد الجنون. ولكنّ في طول المنطقة وعرضها أناساً يرفضون هذا الخراب. بعضهم يفعل بوعي متكامل، وبعضهم الآخر بفضل الغريزة الإنسانية. بعضهم يتمسك بحلول وآخرون يعبرون عن يأس من تغيير الحال. ولكن أول المقاومة هو رفض الامتثال للخراب والتأقلم معه. وهؤلاء، على تنوعهم، نقطة الضوء وسط بحر الظلمات المطبِق على منطقتنا بفعل فاعل، يدّعي
طوال التاريخ السياسي العراقي الحديث، عملت الأحزاب والقيادات العراقية الساعية إلى السلطة، على تحويل المواطن إلى «قاتل» من حيث يدري أو لا يدري. سلّمت خصومها الى «يد الشعب»، وشغّلت جهاز الدعاية، ومنحت علامة الرضا على أعمال العنف والسحل. وبدلاً من أن تقوم بإثبات قوّة القوانين وسلطة القضاء، أخذت تشرّع قانون الغاب في كل مناسبة سياسية.بدايات متجددةفي
منطق الشقيقة الكبرى والعمق الاستراتيجي أكل عليه الدهر بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، بعد ان اصبحت تتوجس اكثر من السابق من النيات السعودية ذاتها، وبعد ان استُرجِع ما كان يراود العقل الباطن لحكام الامارات الخليجية، والقائل بحتمية التمسك بالحماية الامبراطورية الاميركية قلباً وقالباً، كبديل مقرر وجاهز ومطلوب لملء الفراغ الامبراطوري البريطاني، وللتحصن من التهديدات الاقليمية المتربصة بها، ومن
كم من «خط» لتهريب البضائع المتنوعة، وللتهرب من الضرائب في المنطقة. بين اليمن والسعودية، الى العراق بشقيه العربي والكردي باتجاه الاردن وسوريا وتركيا وايران ومنها جميعها إليه، مرورا بسوريا ولبنان بالاتجاهين، وانتهاء بمصر وغزة، ثم مصر وليبيا، ثم عوالم كالسودان والجزائر والمغرب وموريتانيا، إن لم نذكر الصومال، في أبعادها البينية، وفي تلك التي تدور مع افريقيا السوداء... هناك