تدخل اليمن "باباً ليبياً" جديداً مع التنازع بين "الشرعية" و"الدستورية". فمساء الأحد في الثالث من نيسان/ ابريل الجاري، فاجأ الرئيس اليمني العديد من اللاعبين المحليين والإقليميين، كما عموم اليمنيين، بإعفاء نائبه ورئيس حكومته خالد بحاح من منصبيه، وتعيين الجنرال علي محسن الأحمر وهو المثير للجدل والأقرب للإخوان المسلمين، نائبا له بعد أسابيع من تعيينه نائبا للقائد
العبارة يرددها الرئيس السيسي في كل مناسبة. يقولها مبتسماً هادئاً، في وطنٍ يعصف به الحزن والفوضى، بين ملاحقات أمنية لكل من اشتبه في أنه إخواني أو جار أو صديق لإخواني، وبين تراجع في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. مرّ عام على وصول السيسي الى الرئاسة ولم يتغير الكثير. موجات "الأمننة" مستمرة، وبات التعامل الأمني مع كل شيء هو المتصدر للحياة في البلاد، حيث يتم إلباسه بشكل ظاهر أو
في عام 1910 أقيم "كيبوتس دجانيا" على بحيرة طبريّا. كان أول كيبوتس تعاوني اشتراكي يقام داخل فلسطين، وأقيمت على أثره عشرات الكيبوتسات التي خصصت لغرضي الزراعة والصناعة. لعقود تالية، ظل الكيبوتس واجهة الصهيونية، تعرض فيها "الإنسان الجديد" الذي شكلته بداخلها. الكثير من الحماس الذي قوبلت به نشأة إسرائيل في العالم كان ناجماً عن الإعجاب بالكيبوتس وبإدارة الحياة فيه. لم يكن
التذمر من الازدحام في شوارع المملكة جزء من الحياة اليومية للأردنيين. وقد يأتي يومٌ لا تجد فيه موطئاً لسيارة جديدة في البلاد التي تغصّ شوارعها بأكثر من مليون وربع المليون سيارة مسجلة وفق دائرة الترخيص، بما يقارب سيارة لكل خمسة أردنيين. وتبلغ نسبة نمو تزايد أعداد المركبات 8 في المئة سنوياً، أي ضعف النسبة العالمية. وتزاحم السيارات ذات الأرقام العربية والأجنبية أحياناً السيارات الأردنية في
ليس عاديا أن يتخطى مؤخرا معدل مشاهدة حلقة برنامج مصري عن الجن والعفاريت حد الثلاثة ملايين على الانترنت، ناهيك عن عدد مشاهدي التلفزيون، مع استثمار برامج إعلاميين آخرين هذا الشغف بالسير على المنوال نفسه، واستحضار دجالين وحالات للتحدث عن تجربتها مع مس الجان أو من يقرأون الطالع ويقدمون نبوءات للعام الجديد، وسط هجوم واسع من القراء على أستاذ طب نفسي شهير كأحمد عكاشة على أحد المواقع الإخبارية
سلسلةُ الهجمات الواسعة والمكثّفة على مراكز الجيش المصري يوم الجمعة الفائت كانت حادثا خطيرا بكلّ المقاييس. نجحت الجماعات المُسلّحة مرّة أخرى في تنفيذ هجوم خاطف وصاعق على مواقع عسكريّة في سيناء بعد أقلّ من أربعة شهور على هجوم كبير في تشرين الاول/أكتوبر الماضي، استطاعت خلاله قتل 31 جنديا وإصابة آخرين عبر أسلوب هجومي يمزج بين الحركة السريعة لسيّارات الدفع الرباعي والتفجيرات الانتحاريّة المُباغتة
دخل رجل مكتب تسجيل الولادات وقال للموظف المسؤول: أريد تسجيل ولدي في دفتر الحالة المدنية. الموظف: وما اسم ابنك؟ الرجل: أبو بكر. الموظف: لا. يمنع عليّ تسجيل الأسماء المركبة. أخرج الرجل 200 درهم ووضعها فوق ورقة ولادة الطفل في المستشفى، فسأل الموظف الرجل بابتسامة كبيرة: "هل تريد أن نسميه أبو بكر ونزيد رضي الله عنه؟". هذه نكتة مغربية عن الرشوة. حين
لا تختلف قصص فقدان العقل في العراق عن مثيلاتها في العالم، لها أساطيرها ونجومها اللامعون، ولأبطالها حكايات لا تنتهي. هؤلاء الذين تركتهم عقولهم لتتنزّه في البرازخ الضائعة لفترة طويلة، لهم أسبابهم، والسلطة في العراق - بكلّ أشكالها - عملت على تكوين الصور النمطيّة حولهم. لكن الجنون في العراق تغيّر بين نظامين سياسيين: أحدّهما أمعن في الديكتاتورية حتّى دجَّن مجانينه، والآخر أمعن في الفوضى والخراب
مدثراً بمعطفه الثقيل، عبر الساحة الواسعة المفضية إلى الأمكنة الجديدة للمؤسسات الحكومية، المنقولة بسبب جغرافيا الحرب من خطوط التماس إلى الجغرافيا الأقل حربية، حاملاً بين يديه حزمة من الأوراق تخص المركز الإغاثي الذي يشرف عليه، والتي عمل من الصباح الباكر على تثبيت التواقيع والأختام على متونها وهوامشها، علّها تكتسب أقداماً وسيقاناً، وتضخ في شرايينها دماء جديدة لتسير إلى منتهى طريقها الوعر.<br
"القدس عالية فلماذا يجب أن يبتلعها الطوفان؟" سداسيّة الأيام الستّة، إميل حبيبي "تسع سنوات.." كان هذا الحكم في قضية الستّ السبعينية فاطمة ك. الذي أصدرته المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس، الواقعة في نهاية شارع صلاح الدين الأيوبي، بطل يوم موغل في البعد. على مقاعد خشبية في قاعة صغيرة، جلست الستّ فاطمة تتابع جلسة
تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يدين بفقه الجهاد المقترن بالتكفير والهجرة، وهو جوهر فقه اخوان المذهب الوهابي، لذلك كان حراس المذهب يجتهدون للجمع بين الراية والسيف، بين العقيدة والسلطة، بين شيخ الطريقة وشيخ العشيرة، بين الإمارة والاستخارة، بين الخلافة والإمامة. ومن هنا اجتمع محمد بن عبد الوهاب بمحمد بن سعود اجتماع السيف بغمده، فكان ما كان من أمر دولة آل سعود المتلحفة بعباءة
تشهد "عين صالح"، في أقصى الجنوب الجزائري، منذ 31 كانون الأول/ ديسمبر 2014 حركةً احتجاجية واسعة تطالب الشركةَ البتروغازية العمومية سوناتراك بوقف استغلال الغاز الصخري الذي شُرع فيه تجريبيا في هذه المنطقة (حوض أهنات، ولاية تامنراست). وقد حطمت هذه الحركة صورةً نمطية، الجنوبيون فيها أناسٌ "مسالمون"، يأتمرون بأمر شيوخهم، خاصةً وأن مسيراتٍ مساندة لهذه الحركة نُظمت في مدن جنوبية
يظهرُ أحد سائقي "صهاريج" نقلِ المحروقات التابع لشركة "سادكوب"، وهو اختصارٌ لاسم "الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية ومشتقاتها" في شهر كانون الثاني / يناير من هذا العام على شاشة قناة "سما" الخاصة، والمقرّبة من السلطة السورية، ليقول بأن المسؤولين عن تعبئة الصهاريج بمادة المازوت يطلبون منهم مبالغ مالية بمثابة "الأتاوة"، جهاراً نهاراً،
تسألني يا صديق من سيفوز بانتخابات هذه السنة، وليست لدي إجابة محددة! فهناك أكثر من مرشح ينافس بقوة ولديه حظوظ، والمشاريع الرئاسية مقنعة جداً ومتعوب عليها، وأنا تائه بينها بصراحة! لكن في الوقت نفسه، سعيد بهذا الواقع، وبسؤالك. والحمد لله أني عشت لأبلغ هذه المرحلة والحالة من الديموقراطية والمؤسسية التي تجعلني فخوراً بتتويج نضال شعبي من أجل دولة القانون.فنحن نعيش التداول السلمي على السلطة منذ سنين.
تزامَن تولّي حكومة «الكفاءات المستقلّة» المنبثقة عن الحوار الوطني في تونس بالإعلان عن تدفّق قروض جديدة. لعب تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتراجع التصنيف السيادي لتونس دوراً هامّا في تصاعد الضغوط على الترويكا الحاكمة بقيادة حركة النهضة الإسلاميّة التي خشيت من «أسلمة الفشل»، ما يعني تحميل الإسلام السياسي مسؤولية سوء إدارة البلاد وتردّي الوضع الاقتصادي. لكن، بغض
«قوارب الموت» أو «رحلات بدون عودة»... من شواطئ موريتانيا الى جزر الكناري الاسبانية، مسميات اطلقت على الهجرة السرية التي يقوم بها بعض الحالمين بغد افضل. تصدرت يومياً الانباء عن توقيف مهاجرين سريين في سواحل مدينة نواذيبو الموريتانية. وهذه، لقربها الجغرافي من جزر الخالدات الاسبانية، حيث الوقت المطلوب لاجتيازها هو خمسون دقيقة بالطائرة وثلاثة أيام بالقارب، باتت في الاعوام
يرى صالح السنوسي (*) أن البنية الاجتماعية والبنية الثقافية للمجتمعات العربية من أهم معوقات نشوء وتطور المجتمع المدني. فالتكوين العصبوي للدولة القطرية العربية - في معظم حالاتها يقف عائقا أمام قيام مجتمع مدني فاعل وقوي، حيث يحل مفهوم العصبة محل مفهوم المجتمع المدني، لأن العصبة ببناها التقليدية كالعشيرة والطائفة، لا يُبنى عليها مجتمع مدني يقوم على المبادرة ويتكئ على قطاعات واسعة من الفئات الاجتماعية