يوصف المغرب بأنه بلد استثناء، وقد تعزز هذا الوصف منذ أحرق البوعزيزي نفسه. هذه محاولة لتفسير الاستثناء: العامل الأول جغرافي. فالأمكنة تصنع القوانين. المغرب بعيد عن الشرق الأوسط ولله الحمد. بعيد عن القلاقل. محمي بالبحر من شماله وغربه. البحر نافع وغير ضار مثل البشر. في الجنوب هناك جدار أمني غير قابل للاختراق وفي الشرق الحدود مع الجزائر مغلقة. موقع المغرب على الخريطة ثروة في حد ذاته، مصدر
غرق الصندل المحمل بخمسمئة طن من الفوسفات في مياه النيل كان سبباً لضجة كلامية في صفحات التواصل الاجتماعي والمراصد الإعلامية المتباينة. وقد أُلبس الحدث من جديد أثواب التحيزات الخاصة، حيث جنح البعض لاعتباره استجابة لدعوات "المظلومين" في غياهب السجون المصرية، بينما على النقيض أبدى المسؤلون ارتياحاً للحادث وكأنه الصدفة الأفضل من ألف ميعاد، إذ "بعض الدول تلقي الفوسفات في المياه
تنشغل محافظة دمشق كثيراً بإعادة توضيب حيّز من أطراف المدينة المنهَكة في خرائطِ استثمارات عقارية. صادقت المحافظة في شباط/ فبراير العام 2013 على ستة مخططات تنظيمية تفصيلية، وكأنها تحشد عدّتها باكراً لرسم معالم بناء جديدة، واثبة فوق خرائط الدمار التي لم يكتمل رسمها بعد. في جعبة المحافظة مخطط يعدّل الصفة العمرانية لمنطقة المشيدات الحكومية خلف الجمارك، ويحوّلها إلى منطقة تطوير عقاري فيها فنادق
ضجّ الفضاء الإلكتروني الفلسطيني في الأيّام الأخيرة بأحاديث تتعلّق بالدولة الإسلاميّة ووجودها في قطاع غزّة. جاء هذا بعد أن عثر طلاب في جامعة الأزهر بغزّة على بيان يحمل شعار الدولة الاسلاميّة القديم، ويحث على لبس الحجاب مهدداً النساء اللاتي لن يلتزمن بذلك. أمّا البيان الثاني، فلم يُوزع ورقياً، بل وُجد، هكذا، على الانترنت. وقد كان عبارة عن شتائم وتكفير وتهديد لعدد من كُتّاب وكاتبات غزّة.<br
درجت العادة على ان ينظر لقوانين الاسرة في تونس باعتبارها استثناء في المنطقة العربية. فتونس تتميز بكونها من الدول التي نجحت في تقنين قوانين العائلة في مجلة قانونية كرست احكاما مدنية تنظم مؤسساتها. ومن المفترض تاليا ان يكون الجواب عن السؤال المطروح في عنوان هذا المقال: "هل يقبل القانون التونسي بالزواج عند اختلاف الدين؟" واضحا بالاستناد الى نص قانوني يقود الى
عصفت المحركات النفاثة للطائرات الحربية المقاتلة التابعة للجيش الأردني صبيحة يوم الثالث والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر الفائت بجميع التحليلات والتكهنات التي اعتبرت بأن الدور الأردني في التحالف الدولي ضد الإرهاب سيكون مجرد دعم استخباراتي ولوجستي، باعتبار أنه شارك بوضع الخطط لهذا التحالف وقدم المعلومات اللازمة لآلية العمل التي لازالت غير واضحة الى الآن.بصمة أردنية
بعد تدهور حالة أحمد دومة الصحية بسبب نقص الرعاية الصحية اللازمة لإضرابه عن الطعام، قرر أحمد دومة تعليق اضرابه عن الطعام مؤقتا بسبب مشاكله الصحية المتمثلة في قرحة بالمعدة والاثني عشر. ولكن الوضع الصحي لم يتحسن، وساءت حالته الصحية كثيرا، مما كان يستدعي نقله الفوري الى المستشفى. ولكن تم انتظار نقل دومة الى المستشفى لساعات بسبب ضرورة اصدار قرار من القاضي بذلك، حسب ما قرر القاضي في الجلسة
يقال ان "مجيدة" هددت زوجها "حرابه" بوضع السمّ له في الطعام في حال لم يحصل على 50 فلساً بدلاً عن الـ25 فلساً التي يتقاضاها كأجر يومي من معمّل الآجر. أجج "حرابه" العمّال، واختار للإضراب وقتاً لا يستطيع فيه رب العمل رفض طلبه، أثناء تخمير كمية كبيرة من الطين المعدّ للشيّ كي يصبح آجراً. رفض ربّ العمل في بداية الأمر طلب حرابه والعمّال الحانقين، لكنه حين نظر إلى كميّة الطين، رضخ،...
كأنه اصطفاق حاسم لبوابات العبور إلى متن التاريخ، أمام شعوب مغلوبة وموجوعة، مبللة بعرقها وتعبها المزمنين، لتبقى مكلومة في عراء الروح وخفق جوانحها، لا تلبث الصعود بتفاؤل خلف عربات مترنحة، تحسب أنها ستنقلها، بعد إنتظارات طويلة، إلى الضفة الأخرى من الحياة، حتى تتهاوى معاً (الشعوب والعربات) إلى حضيض المبتدأ. فيبقون أسرى مسارات مطوقة، عاجزة عن التحرر من قوانينها التي تُحولهم إلى
في آخر آب 2014، أعلنت الحكومة الجزائرية نيّتَها إعادةَ هيكلة القطاع الصناعي العمومي ذي الهدف التجاري (أي الذي يستقصد الربح) في شكل 10 مجمعات عملاقة. وأكد وزير الصناعة والمناجم أن هذه الهيكلة الجديدة ستبسِّط اتخاذ القرارات التسييرية بتركيزها في أيدي هيئة واحدة بدل تشتُّتها حاليا بين عدة هيئات (الشركات نفسها، الشركات القابضة التي تمتلك رساميلَها باسم الدولة...)، كما أن حجم هذه
لطالما وجدتُ تسليةً في إشارة خطاب التنمية الرسمي الفلسطيني والدولي إلى «الدور الريادي للقطاع الخاص» في فلسطين. لأن ذلك يفترض مسبقاً وجود (وربما تهديد) «قطاع عام» بالمعنى التقليدي للكلمة، حيث تمتلك الدولة مؤسسات اقتصادية أو تجارية أو مرافق عامة وتقوم بتشغيلها. لكن الاقتصاد الفلسطيني كان على الدوام ولا يزال برمّته اقتصاد قطاع خاص، ولذلك يبدو هذا المصطلح
تمت الموافقة على «ميثاق الشرف المتعلق بانتخابات واستفتاءات الجمهورية التونسية» من قبل «الأحزاب والتكتلات والمرشحين المستقلين»، وبإشراف رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس الوطني التأسيسي وسائر رؤساء الهيئات المعنية. وهو يتضمن «قواعد وقيماً جرى التوافق عليها»، وكذلك «آليات وتدابير عملية تسعى لترسيخ الالتزامات في الواقع والشروع بتنفيذها وتجذيرها». وتكمن
تثير مشاهد قطع رؤوس مُخْتَطَفين غربيين في العراق ومتسلق جبال فرنسي في الجزائر، إحساسا بالفظاعة وإجماعا على الإدانة. لا يمكن لغير مجرمين في خدمة إيديولوجيا منحرفة أن يُقْدموا على هذا القتل المجنون. ويأتي إخراج ذلك في أعقاب صور تظهر إعدامات جماعية لرجال عزل من السلاح، وهي الأخرى لا تُطاق. لكن ثمة تلاعبا باردا بالتأثر الذي يثيره مسرح الفظاعات هذا، تقوم به وسائل
في عيد الأضحى، كما في كل المناسبات الدينية والاجتماعية الكبرى، تتعرى الفيزياء الاجتماعية لأن كل فرد يريد أن يستفيد، وبأقصى سرعة. هكذا تظهر ممارسات تُقدّم على أنها ظرفية، لكنها لب السلوك الاجتماعي للأفراد... يتم بناء منشآت مؤقتاً بمناسبة عيد الأضحى، لكن المؤقت يصير أبدياً. من ذلك بناء حوش صغير أمام العمارة بمناسبة العيد، لحفظ الخراف ثم ذبحها. وبعدها صار الحوش يؤدي وظائف أخرى. وقد
أوردت صحيفة سعودية خبراً عن توقيف امرأة تقود سيارة في منطقة صفوى في القطيف متوجهة فيها إلى المشفى إثر تعرضها لأزمة بسبب مرض مزمن. سمحت الشرطة للمرأة بتلقي العلاج، ومن ثمّ تمّ سوقها لإدارة المرور لاستكمال الإجراءات النظامية بحقّها، نظراً لخرقها أنظمة المملكة التي تحظر قيادة المرأة للسيارة على أراضيها. لكن الخبر ليس في قيادة المرأة للسيارة ولا دخل له بأنظمة المرور: لماذا لم تتصل المرأة
كأنّهم صورة مصغّرة عن الأجواء السياسيّة في الوطن العربيّ عامةً، يهرع الفلسطينيّون داخل الأراضي المحتلّة العام 1948 إلى التنكّر من عشرات الشبّان، وهم فلسطينيّون يحملون المواطنة الإسرائيليّة، الذين انتسبوا لتنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام». نحو 50 شاباً يقاتلون في سوريا بالأساس، إضافةً إلى غيرهم ممن تمّ اعتقالهم داخل إسرائيل بشبهة المساهمة في التنظيم. ضمن هؤلاء من
حين ذهب ملك البحرين إلى لندن في أيار/مايو 2013 لحضور مهرجان للخيول، ألقى كلمة في حفل استقبال أقامه ودعا إليه عدداً كبيراً من الشخصيات البريطانية. سمع الحاضرون الملك وهو يشيد بعمق العلاقات بين بلاده وبريطانيا طيلة ما يقرب من 200 سنة، أي منذ أن فرض ممثلو التاج البريطاني على جميع شيوخ القبائل في الجانب العربي من الخليج في العام 1820 التوقيع على اتفاقيات وضعت المنطقة برمتها تحت الحماية
انتشرت في مصر خلال الأربعين عاماً الماضية ظاهرة بناء منتجعات سكنية شبه مغلقة، ذات مستويات سكنية واجتماعية أكثر ثراءً من غيرها من التجمعات السكنية التي أقامتها الدولة المصرية للفقراء والطبقة المتوسطة..