تصدّر خبر هزيمة الإسلاميين في تونس بالانتخابات التشريعيّة الصفحات الأولى لجلّ الجرائد العربيّة والغربيّة. فلأوّل مرّة في التاريخ السياسي العربي الحديث ينهزم الإسلاميون في انتخابات حرّة أمام منافسين "علمانيين". لكن كيف حصل ذلك؟ وما الذي يمكن أن تعنيه هذه النتيجة من تداعيات داخلية، وماذا عن أبعادها الإقليمية؟
إحدى الأساطير التأسيسية التي تعتبرها العائلة الحاكمة في الكويت من ضمن أسس شرعيتها التاريخية تتحدث عن تفاهم بين آل صباح و«أهل الكويت»، أدّى في العام 1752 إلى تنصيب صباح بن جابر (صباح الأول) حاكماً. وبغض النظر عن حدوث ذلك «التفاهم» من عدمه، فقدت تحولت الرواية إلى قاعدة تاريخية أسست لعلاقة خاصة بين عائلة آل صباح وبين تجار الكويت وأعيانها. وفي فترات لاحقة
تخبرنا التجربة وبديهيات الفيزياء أن شعلة النار التي تنطفئ عند إلقائها في بركة ماء، هي ذاتها التي تتسبب في انفجار ضخم إن تم رميها على محطة بنزين أو فوق برميل وقود: تختلف النتائج باختلاف المقدمات. هكذا تبدو سياسة رفع الدعم الحكومي عن الوقود ومشتقاته التي يشجّع البنك وصندوق النقد الدوليان حكومات الدول النامية على اتخاذها كوصفة جاهزة لكل مشاكلها الاقتصادية: أياً كانت الأعراض لا
تنتظر السعودية الصيحة الكبرى. كل ما مرّ إلى الآن كان مجرد إرهاصات الخطر الآتي. بات المسؤولون يحجون إلى حدود الصحراء الشمالية المترامية الأطراف ليتأكدوا أن لا عناصر غريبة هناك. رايات سوداء تلوح في أفق المملكة، تدفع النصوص والمقالات والأفواه إلى ترديد متلازمة "الإرهاب لا دين له". مفتي المملكة اعتبر "داعش" أمراً خارجاً عن الإسلام تجوز محاربة منتسبيه وقتلهم ودعا إلى الوقوف مع القيادة. في الوقت نفسه
ينهال طنٌ من المتفجرات من الجو على بيتٍ هنا أو حيّ هناك، فينبعث من لهيبه الحارق شيطان هائل من الرماد ليبتلع المدينة بأسرها... رمادٌ يبتلع رماد. غزّة رماديّة، وهذا أمرٌ لا علاقة له بالذوق أو بالحسّ الجمالي الكئيب، بل إنّه مرتبطٌ على نحوٍ لا ينفصم بسرديّة المكان الاجتماعيّة، وبشكلٍ خاص، بعلاقة أهله الغريبة والمُرتبكة مع «الاسمنت». يكفي أن تعتلي مكانا عاليا مُشرفا على المدينة،
تسببت الأمطار التي تساقطت الشهر الماضي على مدينة أمبود جنوب موريتانيا في تحطيم السد الرملي الذي يحمي المدينة من السيول، مما أدّى إلى غمر المياه لأجزاء كبيرة من المدينة، فتشرّدت مئات الأسر وتحطّمت مئات المنازل وتلفت المحاصيل الزراعية التي كان السكان يخزنونها من حصاد العام الماضي، وهو ما فاقم الموقف لأن أغلب السكان يعتمدون على ما يخزنون من محاصيلهم.هكذا بدأ سكان المدينة في عيش جزء جديد
يملك بطل هذا المقال سمات جوهرية يمكنك أن تجدها في أسرتك ومحيطك بسهولة، فهو يستيقظ في منتصف النهار أو بعده. مزاجه عكر. سنّه بين ستة عشر وأربعين سنة. لم ينه دراسته، غالبا غادر المستوى الإعدادي أو الثانوي، وهو نصف متعلم نصف أمي، ومع ذلك هو واثق أنه يفهم أفضل من الجميع. يقضي نصف ساعة يغسل، ويطلب فوطة وملابس نظيفة. تخدمه امه لأنه فلذة كبدها. يلبس وهو يوبّخها لأن ملابسه لم...
تصرّفت المقاومة الفلسطينيّة بقدرٍ من المسؤولية حين أخفت أسماء العملاء الذين أعدمتهم وسط مدينة غزة يوم الجمعة الماضي (22 آب /اغسطس 2014)، فغطّت وجوههم أثناء تنفيذ الحكم لئلا تتحمل عائلاتهم عار أبنائها. هذا، على الأقل، ما قالته جهات مقرّبة من كتائب القسّام. جرى الإعدام وفقاً لقرار سياسيّ وأمنيّ، يقع الانضباط والمسؤوليّة في تنفيذه كجزء من الانضباط والمسؤوليّة في إدارة المعركة الحاليّة. يعكس
يبدو تفجّر ليبيا المستمر منذ سقوط نظام القذافي كسيرورة حتمية تتخللها مراحل من التسارع العنيف لهذا التفجر. وقد تسبب القتال بين الميليشيات المتنافسة للسيطرة على مطار العاصمة الرئيسي في دفع آخر البعثات الديبلوماسية إلى مغادرة البلاد على عجل. لم تتبق سلطة مركزية في ليبيا، وحالة الفوضى المعمّمة وبالغة العنف بين الجماعات المتناحرة في الداخل ترشح البلاد للتحوّل الى مركز لعدم الاستقرار الإقليمي.
اتسم التركيب الاجتماعي للمجتمع اليمني التقليدي بالتراتبية الشديدة، واحتلّ السادة الهاشميون والقضاة وشيوخ القبائل المواقع العليا في سلم المكانات الاجتماعية، فكانت مخاطبتهم من قبل العامة وتدوين أسمائهم في الوثائق الرسمية تُسبق دائماً بالكنية الدالة على مكانتهم الاجتماعية تماماً مثلما كان يتم التعامل مع الباشوات في مصر قبل 1952.بعد ثورة 1962، لم يستطع ضباط الثورة بقيادة رئيس الجمهورية
سجّل البنك المركزي الأوروبي في مطلع شهر حزيران/ يونيو الفائت سابقةً عبر إصداره قراراً بخفض سعر الإيداع إلى ما دون الصفر، في إطار حزمة قرارات تشجيعيّة للنشاط الاقتصادي. يقضي القرار بخفض سعر الإيداع إلى ناقص 0.10 في المئة، وهي خطوة لم يقم البنك بمثلها قبلاً، وتعني أنه بدلاً من حصول المودع على فوائد إيداع أمواله، يحصل البنك عائداً على الإيداع لديه.اعتبر بعض المحللين أن الخطوة تستلهم فكرة
كتب الرجل العجوز، وهو مناضل يساري ونقابي سابق، بياناً في أول ساعات الفجر المطل على الأول من أيار/مايو، عبّر به عن تحليله لما يجري في تونس ومصر شتاء 2010-2011، وحمّله أمنياته بتحقيق ما يحصل هناك أن يحصل في بلده، لقناعته بأن المجتمعات العربية تجمعها منظومة اقتصادية سياسية - أيديولوجية متقاربة. غادر المنزل في الصباح، متجهاً نحو مكتبة قريبة، أخرج الورقة المكتوبة، وقدمها إلى صاحبها،
أوقفت السلطات الإسرائيلية عند معبر "جسر الشيخ حسين" مساء البارحة السبت في 12 نيسان/ابريل، الباحث الفلسطيني الأستاذ مجد كيال أثناء عودته إلى حيفا من زيارة الى لبنان، حيث دعته صحيفة السفير الى المشاركة في ندوة بحثية حول "مستقبل المنطقة العربية"، ثم في ورشة كتابية لملحق "السفير العربي" الذي يكتب فيه بانتظام. والأستاذ كيال يعمل كباحث في مركز "عدالة"( المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية
قبل نحو ثلاثة أشهر، كان أعضاء المؤتمر الوطني العام في ليبيا يعقدون جلسة تشريعية عندما دخل أحد النواب وحذر الجميع من قدوم فرقة مسلحة نحو البرلمان. قال إن السلاح من العيار الثقيل، ومن بينه دبابات وأسلحة مدفعية. غادر معظم النواب الرجال القاعة، فيما اصرّت نساء المؤتمر على البقاء "مهما كلف الأمر". بقي مع البرلمانيات نائبتان فقط، من أصل مئتي عضو، هم عديد مجلس النواب
«رحلةٌ إلى نابلس» عُنوانٌ على رأس صفحة إعلان بيضاء تملأ شوارع حيفا وغيرها من مُدن الداخل الفلسطيني. في هذه الصفحة لا تجد أي معلومات أخرى عن الرحلة، لا برنامجها ولا مرشدها ولا جهة التنظيم، الموعد والرسوم ورقم الهاتف فقط. أسود على أبيض، ورقةٌ هزيلة فارغة مطبوعة بإهمالٍ بخيل: عُنوان فقط من دون مضمون. هذا حال الإعلان وحال الرحلة التي تبدأ وتنتهي بالأسواق. وهذا حال ما يُسمى
15 إلى 20 في المئة من الاردنيين يعانون أمراضاً نفسية، وفق دراسة رسمية أعدها فريق من أكاديميين واختصاصيين نفسيين أردنيين في العام 2009. وقد يكون مثلهم يسعى إلى إخفاء مرضه في بلد يعتبر فيه الطب النفسي عيباً ويُوصم المريض بالجنون..
سَلَمية، المدينة التاريخية العريقة الجاثمة على مدخل البادية السورية، جذورها ضاربة في الزمان، عُرفت باسم «كور الزهور» زمن السومريين والآشوريين. وحين اختارها أنطيوخوس الثالث - السلوقي منتجعاً استشفائياً لطيب مناخها، لابنته «سلاميناس» المصابة بالسل، أطلق اسمها على المدينة بعد رحيلها، وهي منذئذ مدينة الموت النبيل. وفي زمن الامبراطورية البيزنطية، أصبحت سَلَمية مقراً لأبرشية
ليس بإمكان المرء في بغداد نقل أثاثه من حي إلى آخر من دون الحصول على موافقات الأجهزة الأمنية وعلى تواقيع أمراء الألوية والأفواج. اعتاد الأهالي هذه الإجراءات وغيرها، وأي محاولة للاحتجاج أو للاعتراض، تجعل صاحبها معرضا للاعتقال بموجب المادة 4 ("إرهاب") . شوارع بغداد مليئة بالعسكر، فكأنها تتوجس حالة الخطر والخوف في كل لحظة. وتنتشر بين نقطة تفتيش ثابتة وأخرى الحواجز المتحركة، بدعوى "الأزمات