لم تعد لبغداد ملامح أثيرة. يَصفن الناس بالصور التي يكشفها تاريخ مدينتهم غير البعيد وهم يخمِّنون أو يؤشِّرون، مرتبكين، إلى هذه السّاحة أو تلك، إلى هذا المَعَلم أو ذاك، بعد أن تغيّر الكثير في العاصمة التي كانت تحلم دولٌ بأن تكون على شاكلتها. هكذا، يفرش أهل بغداد تاريخ مدينتهم. يستعيدون الكلمات التي قالها أناس مشهورون بحقِّها، ويعرف الجَميع أنّها صارت "خرابة كبيرة". لم تحفظ ماضيها
"الاضراب السلمي حق ينظمه القانون"، هكذا نصت المادة 15 من الدستور المصري، ولكن المحكمة الإدارية العليا لم تلتفت الى هذه المادة واعتبرت الاضراب "جريمة" يستحق مرتكبوها العقوبة التأديبية بالاحالة الى المعاش[1] او منع الترقية. فقد قضت المحكمة الإدارية العليا بتاريخ 18-4-2015 بتأييد حكم صادر من المحكمة التأديبية بالمنوفية بمجازاة عمال بإحالتهم الى المعاش لقيامهم بتنظيم إضراب
غذت معركةٌ لفظية بين علي حداد، الملياردير الجزائري وصاحب شركة للأشغال العمومية، ولويزة حنون، زعيمة حزب تروتسكي من المعارضة "المرخص لها"، نقاشا يكشف تطوّرَ نظام السلطة في الجزائر في هذه الفترة الموسومة بشلل الحياة العامة. المال: منظورية جديدة رئيسة حزب العمال، التي تأسف لما أسمته "برلسكة" (من برلوسكوني) النظام، اتهمت
على باب البناية الكبيرة العابسة تعريف لها: «المركب الثقافي»، وعلى الأبواب المحيطة بالبهو الداخلي الواسع أسماء المرافق على ألواح بلاستيكية. هناك مراحيض غالبية صنابيرها جديدة ومعطلة، تسيل سبعة أيام في الأسبوع لأن ثمن الماء سيدفع من المال العام. يمكن شم رائحة البول من المدخل، عند الباب. بعد البول يمكن للزائر شم رائحة الشاي المنعنع أو رائحة المرق. ففي غرفة الإدارة موظف لديه
حتى منتصف القرن السابق، لم تكن جداتنا بحاجة إلى حمل حقائب تحتوي على هواتف نقالة أو حواسيب أو أكسسوارت كضروريات، بل إن حقائبهن في الموروث الاجتماعي لم تتجاوز ما يطلق عليه "المّخبة" وهو جيب يحاك في ثوب "الدراعة أو الجلابية" التي يرتدينها فيحفظن فيها أشياءهن الصغيرة من نقود ومفاتيح وما شابه. كما درجت بعضهن على عادة لف نقودهن أو مفاتيحهن وربطها بطرف "الشيلة"،
لا زالت «الوعدة» او « الزردة»، وتعني مأدبة الأكل، تُقام كل خميس في أجواء احتفائية داخل مقامات وزوايا الأولياء الصالحين في تونس، كعنوان شكر لما قدمه هذا الولي أو ذاك لمريديه، أو كتعبير عن التلاحم والتواصل الاجتماعيين في إطار عفوي. وترتبط هذه الزيارات والعادات بطقوس تعبدية كقراءات القرآن والأدعية، وتندرج ضمنها الموسيقى والغناء الصوفيان. تتعدد هذه المقامات، خاصة في مدينة تونس
البلد أدمن الفجيعة ودجَّن الموت، حتى غدت أرض الرافدين مرتعاً لملائكته الذين لم يجدوا ما يكفي من الوقت للانتقال الى مكان آخر. حملت واشنطن على أكتاف مشاريعها من تبقى من جنودها وآلياتها في العراق، بعد احتلال أوشك أن يُطفئ شمعته العاشرة، لكنها خلَّفت ما هو أكثر فتكاً من الجنود والطائرات والدبابات: القنابل الفراغيَّة والعنقوديَّة، والقنابل القذرة، والقنابل الذكيَّة، وغازات سامة، وأسلحة كيميائية
مع بداية أيلول/ سبتمبر الجاري، وفي اجراء غير مسبوق، قامت الحكومة التونسية برفع سعر المحروقات، وإن بنسبة غاية في الضآلة. تتراوح الزيادة بين 80 و100 ملّيم (حوالي 0.05 و0.06 دولار)، وتشمل البنزين الخالي من الرصاص ورفيع المستوى، والديزل، والفيول. أصبح سعر اللتر الواحد من البنزين بموجب هذه الزيادة 1.470 دينار (0.936 دولار)، مقابل 1.370 دينار (0.872 دولار) سابقاً. وكذلك جرى رفع سعر الحليب، بإضافة 100
في الرابع من كانون الثاني/ يناير 2007، فاز العداء البحريني مشير سالم جوهر في سباق الماراثون في إسرائيل، فأصبح بذلك أول رياضي من بلد عربي يشارك في بطولة رياضية إسرائيلية. لم يفرح البحرينيون بمنظر مواطنهم وهو يحمل علم بلادهم في إستاد طبريا الرياضي. بل قابلوه بضجة استنكار، سارع بعدها اتحاد ألعاب القوى البحريني لشطب اسم ذلك العداء من قوائم الاتحاد، وقررت السلطات سحب جواز سفره وتجريده من اسمه
"إعلان .. إعلان: فتيات سوريات للزواج. للاتصال على الارقام التالية: (...)"، نصٌ ترويجي عُلِّق على جدران الطرقات والاعمدة، بعد أيام قليلة من وصول اللاجئات السوريات الى محافظات الاردن الشمالية هرباً من الاضطرابات التي تجتاح بلادهن. اختفى الاعلان سريعاً، غير ان الحديث عن توفر لاجئات سوريات للزواج غدا "طبقاً رئيسياً" على موائد الاردنيين. الزواج من السوريات يبدأ بحض فقير لا يملك
تتوفر للمملكة العربية السعودية عوامل عديدة تجعلها قادرة على إدارة أزماتها والتحديات التي تواجهها بهدوء ونفس طويل، كسمات تميّز آلية اشتغال الدولة في هذا المكان. لهذه الغاية، يتم توظيف الموارد المالية الهائلة والاستقرار السياسي النسبي في منطقة متوترة ومكانة الأسرة الحاكمة ودور المؤسسة الدينية وضعف المعارضة السياسية. وعلى أية حال، تفرض هذا المنهج مكونات البلاد الاجتماعية والثقافية والاقتصادية
يدور جدل في مصر حول ضرورة الحصول على قرض صندوق النقد الدولي لسد عجز الموازنة وزيادة احتياطي النقد الأجنبي. فهذا الأخير انخفض إلى 14.4 مليار دولار في تموز/يوليو الماضي قبل أن يرتفع في آب/أغسطس إلى 15.1 مليار دولار، بعد حصول مصر على 500 مليون دولار، هي قيمة الدفعة الأولى من الوديعة القطرية البالغة 2 مليار دولار. وهناك من يطالب بالاعتماد على بدائل أخرى غير هذا الاقتراض، الذي يعتبر استمرارا
تعرف التونسيون منذ خلع بن علي الى العديد من الظواهر والأسماء الجديدة نسبياً. من أبرزها الصعود اللافت للتيّارات السلفيّة، التي استقطبت سريعاً اهتمام الاعلام..
يتذكر الأوادم بعضهم في الملمّات العصيبة، حيث الفرصة مؤاتية لاستنهاض حزمة القيم الأخلاقية ونفض الغبار عنها، ما يهيئ لإضاءة أنوار التعاضد والتراحم. الشرط القسري السوري يبدأها بتقاسم الرغيف وأطباق البرغل وحفنات السكر وضمادات الملح الذي يُشد على الجرح، في معنى ملموس للصبر المفضي إلى الفرج، الفسحة الحقيقية لاستدراج الأمل البري وتدجينه وتأهيله. وكذلك بمد شبكة تعاون لا يعيش الناس بغيرها. وهم طالما عبروا
إذا كان القرن العشرين في أوروبا قرناً حضَرياً، فإنّ القرن الـ 21 يشير إلى مرحلة انتقالية عالمية نحو حقبة حضرية. ففي العام 2008، وللمرة الأولى في التاريخ، تجاوز عدد سكان المناطق الحضرية وشبه الحضرية عدد السكان الريفيين. ينتقل مليون شخص أسبوعياً للسكن في مناطق مدينية. التحضُّر السريع يجعل أجزاء العالم أقرب إلى بعضها، في ما يشبه سلسلة واسعة من الخلايا المدينية. غير أنه ضمن المدن نفسها، يزداد السكان