فاز زهران ممداني بعمادة نيويورك. نصر لنا جميعاً في مختلف أنحاء المعمورة، وفي منطقتنا، حيث ارتكبت السلطات الأمريكية أبشع الجرائم في أكثر من نقطة منها، وفي العراق وفلسطين تحديداً.
أهم ما في الأمر، أن الرجل لم يفز بالتلاعب على الحبال، ولا بالعلاقات الملتبسة، والتسويات المملة، بل بفضل خطاب واضح، منحاز إلى الحق وليس إلى القوة، إلى الفقراء من كل الأعراق، إلى الملونين، وإلى كل المضطهَدين، وبفضل عمل واضح هو الآخر، طويل، دؤوب، ومذهل في مثابرته، وبفضل تأييد عشرات آلاف الشباب الذين تجندوا، متبرعين (طبعاً!) للدعوة إلى انتخابه، تخلصاً مما بدا لهم غداً قاتماً أمامهم، لا يحمل سوى الدعوة إلى القبول بالبؤس في كل مناحي الحياة، والاختناق بالتلوث والأمراض... وغير ذلك من عناصر التشاؤم، وانحدار البشرية إلى الانطفاء، بينما قلة قليلة للغاية من المليارديرات بدأت فعلاً بالتخطيط للانتقال إلى كواكب أخرى، بعدما خرّبت الأرض، وحياة البشر باعتبارهم "فائضين عن الحاجة"...
الوحش الكاسر... الوحوش!
26-09-2024
الأمر لا يتعلق بغزة أو بفلسطين فحسب
09-02-2024
هذا صراع عنيف وشرس، لم يتوقف يوماً، منذ فجر التاريخ وإلى اليوم. ينتصر الخير أحياناً، وينتكس في أحايين أخرى، وينهزم مرات. وحين ينتصر، يُصاب البشر بالنشوة، وحين ينهزم يهبطون إلى القاع، وإلى أنه "لا فائدة". هذا الصراع هو قانون الحياة، وهو يتجدد، ولا يكون في أية مرة "نهائياً". لا النصر، ولا الهزيمة. ويعني ذلك أن نختار الانحياز إلى الخير دوماً، حتى في أشد اللحظات بؤساً، بكل وعي، وليس بالكلام، وليس بالأوهام والتمنيات، بأن نتمسك بقيم الحرية والمساواة والغيرية والتضامن، في الحياة الخاصة كما العامة، وألاّ نُبرِّر أبداً البشاعة، أو نرضى بـ"السينيكية" الساخرة من كل شيء. أن نكون نقديين ومتمردين، ومنحازين إلى الأجمل، بالمعنى العميق للكلمة، ونؤمن به.
المعركة المتجددة تلك تبدأ اليوم. ما يمثله زهران ممداني معاكِس لكل ما هو سائد، لكل الخطابات عن التعقل، والممكن، والواقعية، وتمجيد الفردانية، والاحتفاء بـ"النجاح"، تلك التي يمكن ترجمتها بأنها دعوة إلى الخضوع للقوى المسيطِرة، القمعية والاستغلالية في جميع المجالات. "عَالم آخر ممكن"، كان شعار المنتديات الاجتماعية التي أفلستْ في منتصف الطريق لأسباب عديدة، كما هو شعار المقاومات كلها، السلمية والمقاتلة، وإلاّ لما وُجِدت أصلاً. بفوز ممداني اليوم، سقطت محاولات إقناعنا بأن نخاف، ونيأس، ونرضى بالعبودية ونستبطنها.
العبودية الجديدة
06-10-2025
لذا، فستستقتِل قوى الهيمنة والاضطهاد والاستغلال والاستباحة في هزيمة ممداني، وما يعنيه فوزه وما يمثِّله. ستستقتِل بكل الوسائل لإعادة إحباط شعاع الأمل، وإعادة الناس إلى الرضى بالواقع البشع، والاستسلام له باعتباره "طبيعياً".
هي إذاً معركتنا جميعاً!! نُدافع فيها عن زهران ممداني... وعن أنفسنا!





