بعد العام 2014، وخاصة بعد احتلال تنظيم "داعش" لثلث مساحة العراق، ومنها قضاء "شنگال" أو "سنجار" بالعربية، تردد اسم هذا المكان، ومعه "الإيزيديين" كثيراً في الأخبار، والكتب، والمؤتمرات.
ولكن النصوص، بمختلف أشكالها وكُتَّابها، تناولت فقط معاناة أبناء طائفة "الإيزيديين" الصغيرة، التي تقطن في "سنجار"، وجرائم تنظيم "داعش" في حقهم، وركَّزت بشكلٍ أساسي على النساء المغتصَبات وأسواق النخاسة التي عُرضن فيها، والإعدامات الجماعية بحق الرجال، والمقابر الجماعية. لم يتم تناول جغرافيا "شنگال"، ولا بُنيتها الاجتماعية، وعادات أهلها، من "الإيزيديين" خاصة، وعلاقاتهم داخل كيانهم ومع محيطهم، ومعنى اسم الجبل والمدينة، والثقافة الخاصة بها، أو بهم. يحاول هذا النص تناول تلك الأمور بنظرة أقرب.
أصل التسمية
تتعدد الروايات والآراء في ما يتعلّق بتسمية "شنكال"، أو "سنجار" بالعربية والوثائق الرسمية. المدينة تقع في مقدِّمة أقدم المدن في الشرق الأوسط، حيث يعود تاريخها إلى ما يقارب ستة آلاف سنة. وهي المنطقة الوحيدة في العراق، التي تحتوي معاً على سهل وجبل ووديان وصحراء. البعض يربطها بمرور سفينة النبي "نوح" أثناء "الطوفان" واصطدامها بأعلى قمة من جبل "شنكال"، وهي قمة "سند لكلوب"، فقال "نوح": "هذا سنّ جار علينا". أو أن كلمة "شنكال" تتكون من مقطعين، الأول "ژن" وتعني في اللغة السومرية المسمارية "امرأة". والثاني "گال": "إلهة"، ويشكلان معاً اسماً أُطلِق على مدنٍ كثيرة آنذاك، وهو "الإلهة الأم المقدسة".
أو أن "سنجار"، كانت تسمى سابقاً "سنگار"، ووردت في بعض النصوص الأشورية بمعنى "السهل العظيم". وعلى الجانب الآخر، هناك مَن يرى أن "سنجار" تُنسب إلى بانيها "سنجار بن دعر بن بويب"[1].
بعض الباحثين يذهبون إلى أبعد من ذلك، حيث يربطون المدينة بـ"التوراة"، وأن "شنعار" الوارد ذكرها في "العهد القديم"، هي "شنگال" الحالية [2].
إلى "شنكَال" عبر العالم السفلي
27-07-2023
كائنات المخيم
21-09-2023
ويربط البعض الآخر اسمها بأصول كردية، إذ تتكون "شنگال" من مقطعين هما " شنگ" وتعني "جميل"، و"آل" وتعني "جهة"، فتنتج جملة معناها "جهة جميلة". وفي اللغة الفارسية، يُقصد بـ"سنجار" طير من الطيور الجارحة، وهو النسر، طائر شرسٌ، مباغِت، شجاع. ويربطون هذه الصفات بسُكان المكان، لذلك أُطْلق عليه هذا الاسم[3].
أماكن تواجد الإيزيديين
يتوزع الإيزيديون على خارطة العالم. وبحسب إحصائيات وزارة الأوقاف في حكومة "إقليم كردستان"، فإن عددهم في العراق يتجاوز نصف مليون نسمة. بعد الهجرة التي اتخذها عدد كبير من الإيزيديين طريقاً إلى النجاة من التطهير العرقي، واستقبال "ألمانيا" لهم، إذ بلغ عددهم فيها أكثر من 250 ألف نسمة، وكذلك فهم يتواجدون في كل من: روسيا، أرمينيا، الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، وبعض البلدان الأوروبية، وكذلك في سوريا وتركيا، إلخ... ويُتوقع أن تكون أعدادهم مجتمعة تتجاوز المليون نسمة حول العالم.
جغرافياً
كأراضٍ متموجة، يمتد جبل "شنگال" من شرق مدينة "تلعفر"، ويتدرج مرتفِعاً من قريتي "سينو" و"شيخ خنس" الأثريتين إلى قمّة "چيلميران"، وينحدر متدرجاً غرباً إلى قرية "بارا"، وكهفي "شلو" وجبل "كولك" أقصى الحدود العراقية-السوريّة، بطولٍ يصل إلى 77 كيلو متراً، وعرضٍ يصل إلى 13 كيلو متراً، وارتفاعٍ يصل إلى 1463 متراً عن مستوى سطح البحر. وتشكل قمة "سندلكلوب" أعلى قمة جبلية فيه. ويجب الذكر أن جبل "شنگال" هو الجبل الوحيد في منطقة الجزيرة، الذي تحيط به الصحراء من كل الجهات.
البعض يربط تسمية "سنجار" بمرور سفينة النبي "نوح"، أثناء "الطوفان"، واصطدامها بأعلى قمة من جبل "شنكال"، وهي قمة "سند لكلوب"، فقال "نوح": "هذا سنٌّ جار علينا". أو أن كلمة "شنكال" تتكون من مقطعين، الأول "ژن" وتعني في اللغة السومرية المسمارية "امرأة"، والثاني "گال": "إلهة"، ويشكلان معاً اسماً أُطلِق على مدنٍ كثيرة آنذاك، وهو "الإلهة الأم المقدسة".
منطقة "شنگال" مهمة زراعياً، كونها تنعم بسقوط كمية أمطار تتراوح ما بين 400-450 ملم سنوياً، وتضم مخزوناً واسعاً من المياه الجوفية، يقدر بأكثر من 34 ألف متر مكعب، ما يجعلها مكاناً منتجاً للحبوب الغذائية. وتكثر فيها عيون الماء، خاصة في القرى.
نظراً لسياسات التعريب، التي قامت بها الحكومات والجماعات في فترات مختلفة، تقلصّت مساحة "شنگال" جغرافياً. ففي عام 1943 كانت مساحتها حوالي 4600 كيلو متراً مربعاً. وبعد استحداث قضاء "بعاج"، استقطعت مساحة واسعة من أراضي "شنگال"، بلغت 1312 كيلو متراً مربعاً لصالح قضاء "بعاج"، لتصير مساحته 3188 كيلو متراً مربعاً حتى عام 1990. ثم تمّ تقليص مساحة القضاء بعد التاريخ المذكور، لتصل إلى 2928 كيلو متراً مربعاً.
وبسبب جغرافيا المكان، اعتمدت أجزاء كثيرة من المجتمعات الإيزيدية قبل 2014 على الزراعة كمصدر دخل أساسي، غير أن طبيعة الحياة التي تغيّرت بعد ذلك، وسهولة الوصول إلى التعليم، أوجدت وظائف وأعمالاً عدة يشغلونها.
اجتماعيّاً
"سنجار" كانت، وفي فترات مختلفة من التاريخ، موطناً للإيزيديين والعرب (شيعة وسنة)، و"السريان" المسيحيين، و"التركمان". وبعكس ما هو شائع كاعتقاد، عاش ويعيش مسلمون من "الشيعة" و"السنة" في "سنجار"، جنباً إلى جنب مع الإيزيديين، على الرغم من أن أحداث تنظيم "داعش" تُصعّبُ حالياً من التعايش والاختلاط.
ينقسم المجتمع الإيزيدي، الذي يمثل أغلب السكان في "سنجار"، إلى ثلاث طبقات، هي: "شيخ"، و"پير"، و"مريد". عضوية الطبقات الثلاث موروثة، ولا يمكن اكتسابها أو استبدالها. وفي الوقت نفسه، لكل إيزيدي "شيخ" و"پير"، بما في ذلك "الشيوخ" و"الأپيار" أنفسهم. وبشكل صارم ولا استثناء فيه، يُحظَر ويُمنع الزواج عبر الطبقات، أي أن يتزوج فرد من غير طبقته، وهو ما ينطبق على "المريد"، وكذلك على "الشيوخ" و"الأپيار". وتنتقل الأقوال الدينية شفاهياً، ولا يوجد "كتاب" لدى الإيزيديين، وفي تفسير ذلك عدة تأويلات. رجال الدين أشبه بالنُسّاك، كرّسوا حيواتهم للدين وامتنعوا عن ملذات الدنيا. وهم يعيشون في معبد "لالش". أما العامة، فيعتمدون في معرفتهم على رجال الدين.
بحسب إحصائيات وزارة الأوقاف في حكومة "إقليم كردستان"، فإن عدد الإيزيديين في العراق يتجاوز نصف مليون نسمة. بعد الهجرة التي اتخذها عدد كبير منهم طريقاً إلى النجاة من التطهير العرقي، واستقبال "ألمانيا" لهم، حيث بلغ عددهم فيها أكثر من 250 ألف نسمة - كما انهم متواجدون في أماكن أخرى – فيقدَّر أن أعدادهم حول العالم تفوق المليون نسمة.
بسبب جغرافيا المكان، اعتمدت أجزاء كبيرة من المجتمعات الإيزيدية قبل 2014 على الزراعة كمصدر دخل أساسي. غير أن طبيعة الحياة التي تغيّرت بعد ذلك، وسهولة الوصول إلى التعليم، أوجدت وظائف وأعمالاً عدة يشغلونها.
تنحصر وظيفة "طبقة الپير" في المجتمع الإيزيدي، في العبادة والواجبات الدينية البحتة، فيما تمثل "طبقة المريد" عامة الناس، الذين يمكنهم الزواج من بعضهم بعضاً من دون قيود. تتسلم "طبقة الشيوخ" القيادة، وفيها شخصيات كـ"بابي شيخ"، الذي يمثل مرجعاً دينياً أعلى، وأباً روحياً للإيزيديين، ورئيس "المجلس الروحاني"، الذي يسمى "الأمير"، وهو المسؤول عن تمثيل المجتمع بكافة أصنافه.
يتحدث الإيزيديون بالـ"گورمانجية" أو "الكردية الشمالية"، وهي لهجة من "اللغة الكردية"، التي تعود أصولها إلى اللغة "الميدية الإيرانية"، التي تصنف ضمن فرع اللغات الإيرانية الشمالية الغربية، الهندوأوربية.
العادات والتقاليد
ككل المجتمعات القديمة، لدى الإيزيديين طقوس خاصة بهم، وأخرى يتشاركونها مع المجتمعات الأخرى. الزواج يتم في المحكمة حصراً، والعزاء على الميت يتم بذبح الماشية ولطم النساء حزناً عليه، بعد غسله، ووضع "برات" في يديه قبل تكفينه. و"البرات" كرات بحجم حبة البندق تُصنع من تراب "لالش" حصراً وماء "كانيا سبى" أو العين البيضاء. يدخل "كانيا سبى" شبان وشابات بكر (غير متزوجين\ات) وهم حفاة الأقدام، مع مجموعة من القوَّالين الذين يعزفون على الدف والشبابة، فيعجنون الكرات الصغيرة مع قليل من اللبن.. يؤمن الإيزيدون بأنها خميرة الأرض. وهناك عيد بهذا الاسم يدعى "شيف برات"، أو ليلة القدَر، التي يكتمل فيها القمر، لأن الملائكة نزلت على الأرض وخلطت العناصر الأربعة للحياة: الماء، الهواء، التراب، النار، بأمر من الخالق وبقدرته وعلمه. والـ"برات" عند الإيزيديين لها قدسية، إذ يُقبِّلونها قبل وبعد الإفطار والسحور عند الصوم. وتعد علامة على الصدق والوفاء. يكون رأس الميت إلى الغرب، وقدماه إلى الشرق، ووجهه نحو الأعلى، أي الشمس، لقدسيتها عند الإيزيديين. ويتم رفع الميت ثلاث مرات وإنزاله قبل توديعه إلى القبر.
هناك تفصيلة أخرى يجب عدم تجاهلها، وهي أن الموتى الإيزيديين، وإن ماتوا في مناطق بعيدة، أو في الحروب، لا يجوز دفنهم في غير مقابر الإيزيديين.. وهناك تقليد يدعى "الأربعينية"، الذي يعني "نهاية أربعين يوماً على رحيل الميت"، وتتم فيه دعوة الأقارب والجيران لتناول الطعام. إضافة إلى "سه ر سال" الذي يعني "نهاية السنة أو بعد سنة من موت الشخص"، حيث تتم فيه الطقوس نفسها. وترتدي النساء اللون الأسود أو القهوائي (البُني) حزناً على الميت. ويُمكن أن يقوم أهل الميت، بشراء حاجيات لشخص يختارونه، يكون عمره مقارِباً لعمر الميت، ويطبخون وجبات مختلفة، ويعطونها للشخص المُختار، كاستذكار ورحمة عن روحه.
"سنجار" كانت، في فترات مختلفة من التاريخ، موطناً للإيزيديين والعرب (شيعة وسنة)، و"السريان" المسيحيين، و"التركمان". وبعكس ما هو شائع كاعتقاد، عاش ويعيش مسلمون من "الشيعة" و"السنة" في "سنجار"، جنباً إلى جنب مع الإيزيديين، على الرغم من أن أحداث تنظيم "داعش" تُصعِّب حالياً من التعايش والاختلاط.
وفي عيد "خضر الياس"، بعد قلي حبوب الحنطة، يُطحن ما يسمى "ئه ش"، وبعدها يُخلط بالدبس والشاي، أو بالسكر والشاي. وتُصنع منها كرات من الشعير المطحون وتؤكل. وكذلك الأمر مع "سه هى"، التي تُطبخ في العيد، وتتكون من الحنطة والحمص، وتكون نوعاً من الحساء يُضاف إليه اللحم بحسب الرغبة.
رأس السنة الإيزيدية "جار شما سه ري سالي"
في أول أربعاء من شهر نيسان/ أبريل من كل عام – بحسب التوقيت الشرقي الذي يعتمده "المجلس الروحاني الإيزيدي" - يحتفل المجتمع الإيزيدي برأس السنة، وهو شهر تُمنع فيه حراثة الأرض، والزواج، وقطع الأشجار.
يبدأ الإيزيديون بالتجهيز لعيد رأس السنة في ليل الثلاثاء، مُلوِّنين البيض المسلوق "الذي يرمز إلى كروية الأرض". وهذا له دلالة تُفسّر بأن الأرض كانت ماءً (كما هي البيضة قبل سلقها)، وخلق الرب أرضاً ليسير عليها البشر (تتصلب البيضة بعد سلقها لتمثل الأرض بعد ظهور سطحها).
وتلوين البيض يرمز إلى ألوان الطبيعة في شهر نيسان/ أبريل، وتقطف كل عائلة باقة من زهور "النيسان" – قريبة من "شقائق النعمان الحمراء" - وتعلِّقها مع قشور البيض على عتبة الباب الأمامي للمنازل، كدليل على قدوم "النيسان" والسنة الجديدة.
في مساء الثلاثاء، وبعدد أيام السنة، يتم إيقاد 366 شمعة "فتيل" في سوق المعرفة بـ"معبد لالش"، إيذاناً بقدوم السنة الجديدة، وكـ"سِرٌّ من أسرار الباطنية، يقرأ حوله 366 عالِماً، اسم الخالق عند الإيزيديين وهو "خودى"، أو "خودا" ويعني "الذي خلق نفسه". وتسمية الإيزيدي، جاءت من "ازدا"، بمعنى "خلقني". و"إيزي" هو اسم آخر من أسماء الخالق عند الإيزيديين "نورُ الخالِقِ الواحد الأحد" [4].
أربعينية الصيف
يبدأ هذا العيد في 24 حزيران/ يونيه من كل عام، وينتهي في الثاني من آب/ أغسطس، مستمراً أربعين يوماً، في الأيام الرمضاء من السنة، وفيها يصوم رجال الدين. يتلوها العيد لثلاثة أيام.
معبد "لالش"
يقع المعبد الرئيس للإيزيديين على بعد ستة كيلو متراً عن قضاء "شيخان" في "نينوى"، وهو قائم على حوالي 500 متر مربع، متكوناً من كهوف على شكل غرف حجرية عددها 366، كعدد أيام السنة. وفي عيد "الجماعية"، لقدسية المكان، يجب على الزائرين نزع أحذيتهم قبل أن يخطوا داخله، ولا يجوز لأقدام الزائرين لمس عتبات الأبواب. ويصادف العيد في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وطيلة سبعة أيام، يزور خلالها المعبد الإيزيديون بأعداد هائلة، وتقام مراسم الذبح والتعميد – يكون التعميد بماء "كانيا سبي"، أو العين البيضاء، وهو طقس يحتاج إليه كل إيزيدي.
عيد أربعينية الشتاء
يصادف هذا العيد 24 كانون الأول/ ديسمبر، ويستمر حتى 2 شباط/ فبراير، حيث يكون الشتاء في أوج برودته، ويصوم فيه رجال الدين، ومَن شاء من العامة، لتنتهي بثلاثة أيام عيد، تُقْطع فيها الأشجار التي يحرم قطعها بعدها، للاعتقاد بأنها تحمل في باطنها روحاً كالبشر.
ولا يقبل الدين الإيزيدي الراغبين في الانتماء إليه، الذين لم يولدوا لأبوَين إيزيديين، وهو بذلك، كديانة، ليست تبشيرية، ولا نبي أو رسول للإيزيديين، وهذا ما يجعل علاقتهم مباشِرة مع خالقهم، من دون الحاجة إلى وسيط.
عبادة "إله الشر"
في الداخل العراقي، لم يكُنْ للإيزيديين وجودٌ كغيرهم على المستويين السياسي والإداري، وشابهم نوع من الغموض لسنوات طوال – ولا يزال - ما ألصق بهم تهماً كثيرة ، كأن لهم ذيولاً، وأنَّ رائحة نتنة تفوح منهم لعدم استحمامهم يوم الأربعاء. وأنَّهم يعبدون "إله الشر". في حين لا يؤمن المجتمع الإيزيدي أصلاً بوجود "إله الشر"، إذ يؤمنون أن الخير وحده حاضر. وهم على ثقة في أنهم ليسوا بحاجة إلى كتاب أو نبي، لأن عمل النبي هو تصحيح مسار الإنسان الخارج عن طريق الخالق، وأنَّهم – ببساطة - لم يعصوا خالقهم!
- أنظر: "تاريخ شنكَال القديم"، شكر خضر مراد بازو. ↑
- جيمس، بيكنغهام، "رحلتي إلى العراق"، ترجمة: سليم طه التكريتي، (بغداد 1986). ↑
- https://www.rudawarabia.net/arabic/opinion/231020221 ↑
- https://ezidi24.com/?p=40309 ↑