عن المعلمة ماريا تشيركاسوفا صاحبة شارع "الماما" البيروتي

وصلت ماريا تشيركاسوفا إلى بيروت عام 1887. أحبت المدينة وأهلها فافتتحت خمس مدارس فيها، أدارتها وأشرفت عليها. وعندما اندلعت الحرب الكونية الأولى، لم تغادر المدينة مع الروس المجلين عنها، بل بقيت فيها حيث توفيت ودفنت. تمتعت "الماما" – وهو اللقب الذي اطلقه البيارتة عليها - بشخصية صلبة مستقلة، مزجت بين الحماسة للوصول إلى أهدافها التربوية والعناد في الدفاع عن حقوق المرأة.
2024-03-18

عماد الدين رائف

كاتب وصحافي من لبنان


شارك
الماما ماريا تشيركاسوفا وعن يمينها السيدة عفيفة عبدو مع معلمات وتلامذة مدرسة المصيطبة (أرشيف الجمعية الفلسطينية)

سمّاها البيارتة (أهل بيروت) "الماما المسكوبية"، وحمّلوا أحد شوارع مدينتهم اسم "الماما" تخليداً لها، لكن مرور قرن من الزمن كان كفيلاً بنسيانها. هي ماريا ألكسندروفنا تشيركاسوفا (1841-1918)، المربّية الروسية التي وصلت إلى بيروت عام 1887، أحبت المدينة وأهلها فافتتحت خمس مدارس فيها، أدارتها وأشرفت عليها. وعندما اندلعت الحرب الكونية الأولى لم تغادر المدينة مع الروس المجلين عنها، بل بقيت فيها حيث توفيت ودفنت.

تسير في شارع دار الفتوى صعوداً. عليك أن تصل إلى تلة الخياط قبل أن تنحدر باتجاه كورنيش المزرعة. تمر بمسجد محمـد الفاتح، آن الآوان لأخذ نفس فالنزول عن التل أسهل من أرتقائه. هنا "شارع الماما". ضاق إسفلته بإسمنت الأبنية الشاهقة المتراصة والأرصفة التي أُنشِئت كيفما اتفق. اختفت أشجار الكينا الضخمة التي زنّرت البساتين يوماً، وبات الأخضر نادراً. عليك أن تقطع الكورنيش نحو الجدار الإسمنتي العالي الذي يسيّج سفارة الاتحاد الروسي، فالكورنيش قَسم الشارع الذي كان يمتد نزولاً نحو كنيسة يوحنا المعمدان في وطى المصيطبة. داخل السياج يقع "المبنى الشرقي". هناك كانت أولى مدارس الماما المسكوبية، التي افتتحتها في 22 أيلول/ سبتمبر 1887. لا يزال المبنى صامداً، محتفظًا بجمال العمارة الشرقية، مع أن درجه يكاد يختفي بفعل الزمن. عشرات الرحّالة والمؤلِفين والحجاج إلى الديار المقدسة في فلسطين زاروا ماريا في مدرستها الأولى وتحدثوا عنها، وأبرزهم الأمير الكبير (ابن القيصر) سيرغي ألكسندروفيش وزوجته يليزافيتا فيودوروفنا بعد أقل من سنة على افتتاحها.

نبيلة من نوفغورود

ماريا تشيركاسوفا ابنة عائلة نبيلة من مقاطعة نوفغورد الروسية، كرّست نفسها للتربية والتعليم. افتتحت في سبعينات القرن التاسع عشر مدرسة في ملكيتها الخاصة في منطقة بوروفيتشك لتدريس أبناء الفلاحين وبناتهم نحو خمس سنين. عملت ضمن البعثة الروسية في اليابان لمدة ثلاث سنوات، ثم غادرت راغبة في العودة إلى روسيا. كانت قد تصادمت مع إدارة البعثة، فقد تمتعت تشيركاسوفا بشخصية صلبة مستقلة مزجت بين الحماسة للوصول إلى أهدافها التربوية والعناد في الدفاع عن حقوق المرأة. بعد اليابان، مرت بفلسطين حيث التقت فاسيلي نيقولاييفيتش خيترفو (1834-1903)، وهو أحد مؤسسي "الجمعية الأمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية" وسكرتيرها الدائم.

كانت هذه الجمعية قد أنشئت في العام 1882 لمواكبة الحجاج الروس إلى الأراضي المقدسة، ولدراسة تلك النواحي، ومساعدة السكان المحليين، حيث اشترت الأراضي التي عُرفت لاحقاَ باسم "فلسطين الروسية"، فبنت عليها العديد من المضافات والمؤسسات التعليمية والمرافق الصحية. شكّل ذلك اللقاء منعطفاً في حياة ماريا تشيركاسوفا، فقد كانت الجمعية في أوج نشاطها، لديها داران للمعلمين والمعلمات في الناصرة وبيت جالا، وعدد كبير من المدارس الابتدائية والإعدادية، فقبلت (أو ربما اقترحت) أن تنقل التجربة إلى عاصمة ولاية بيروت العثمانية، التي كانت آنذاك "زهرة سوريا" وأكثر مدنها ازدهاراً، حيث زادت مساحة الولاية عن ثلاثين ألف كيلومتر مربع، وضمت ألوية بيروت، وعكا، وطرابلس، واللاذقية، ونابلس، وزاد عدد سكانها عن نصف مليون نسمة.

ماريا ألكسندروفنا في الذكرى الخامسة وعشرين لإنشاء الجمعية الفلسطينية سنة 1912. (أرشيف الجمعية الفلسطينية)

في "زهرة سوريا"

في الربع الأخير من القرن التاسع عشر كانت الثقافة الفرنسية قد تغلغلت في بيروت العثمانية وسيطرت على المعاملات التجارية والمالية، ترافق ذلك مع تمدد المدينة القديمة خارج سورها، وبدأت معالمها الحديثة بالتشكًّل عبر أحياء مستحدثة (عُرفت بـ"ظاهر بيروت")، كان قد نزح إليها الآلاف بعد أحداث 1860 الدموية، ثم انضم إليهم آلاف آخرون لأسباب معيشية من شتى البقاع السورية، فغيّر ذلك ديموغرافية المدينة التي باتت ذات غالبية مسيحية. وفاض باطن بيروت كذلك بآلاف المسلمين إلى أحياء أخرى، جنوبها وغربها، وانضم إليهم نازحون من إقليم الخروب وقرى صيدا لأسباب معيشية.

عملت ماريا تشيركاسوفا على إعداد المناهج الدراسية، ناقلة تجربتها الطويلة في التعليم. استفادت بشكل مباشر من المناهج الدراسية التي اعتمدتها الجمعية الفلسطينية، واستحدثت آليات تعليمية جديدة سمّتها "أسرع الطرق لتعليم القراءة والكتابة"، واجتهدت في تعلّم اللغة العربية الفصحى والمحكية. ذلك إلى جانب تأمين الظروف المثلى للهيئة التعليمية والتلاميذ ومتابعة حسن سير العملية التربوية.

لم ترغب "الجمعية الفلسطينية" في شراء أراضٍ خارج فلسطين، بل في "تطوير وتعزيز" المؤسسات التعليمية القائمة. التقت تشيركاسوفا بالنبيلة البيروتية إميلي سرسق (1858-1948)، التي كانت من وجيهات المجتمع البيروتي، وسمعت منها عن تجربة مدارس "الجمعية الأرثوذكسية" ومدرسة "باكورة الإحسان" (التابعة لجمعية زهرة الإحسان) تحديداً. أدركت ماريا تشيركاسوفا بسرعة أن التدخل في أمور الآخرين غير مجدٍ، وربما أدركت أيضاً أن رغبة الجمعية في فرض تعليم اللغة الروسية في المدارس المحلية التي تسيطر عليها اللغة الفرنسية مسألة غير قابلة للتحقق، فقررت خوض تجربتها الخاصة.

مقال ذات صلة

انطلقت مسيرة تشيركاسوفا بُعيد وصولها إلى بيروت، وقد انتهجت نهجاً خاصاً في إدارتها، حاظية بضوء أخضر من خيترفو، فسُميت المدارس التي باتت خمساً خلال عقد من الزمن بـ"مدارس الماما"، وكانت تابعة للجمعية لكنها لم تخضع لها بشكل مباشر.

مدارس "الماما"

على الرغم من توفر بعض التقارير، إلا أن تناول تجربة ماريا تشيركاسوفا خلال العقود الثلاثة من عملها في بيروت، وصراعها اليومي على عدد من الجبهات لإنجاح تجربتها، لم يتكشف إلا على أيدي باحثات وباحثين على رأسهم تاتيانا كوفاشيفا بحر وبيوتر فيدوتوف وسعاد سليم أبو الروس، بالإضافة إلى أعمال ألقت الضوء على تلك المرحلة لمساعِدة الماما، عفيفة عبدو، وجميلة كوستا كوستي، وجولييت الراسي، وغيرهن. تفيدنا التقارير الإحصائية للجمعية ببيانات هذه المدارس:

• مدرسة النبي الياس - المصيطبة، مختلطة، فيها ثمانية أقسام، تأسست سنة 1887. كان عدد كادرها الإداري والتعليمي 15 وتلامذتها 235 سنة 1905، ووصل عدد كادرها إلى 18 وعدد تلامذتها إلى 360 سنة 1903.
• مدرسة القديس ميخائيل رئيس الملائكة – المزرعة، مختلطة، فيها أربعة فصول، تأسست سنة 1890. عدد كادرها 6 وتلامذتها 127 سنة 1905، وعدد تلامذتها 156 سنة 1913.
• مدرسة سيدة النورية، مختلطة، فيها فصلان، عدد كادرها 3 وتلامذتها 58 سنة 1905، ووصل عددهم إلى 68 سنة 1913.
• مدرسة القديس نيقولاي العجائبي - الرميل، مختلطة، تأسست سنة 1891، فيها سبعة فصول. كادرها الإداري والتعليمي 10 وتلامذتها 366 سنة 1905، وكادرها 11 وتلامذتها 310، سنة 1913.
• مدرسة القديس جاورجيوس – الرميل، مختلطة، فيها ثلاثة فصول، تأسست سنة 1897. كادرها 5 وتلامذتها 148 سنة 1905، وبلغ عددهم 157 سنة 1913.

المعركة الأولى التي خاضتها الماما، كانت بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن المعلمات الروسيات، دفاعاً عن المرأة داخل الجمعية التي تركزت فيها ذكورية عالية، ويظهر أن عدداً من المفتشين كانوا ينتظرون فشل ماريا تشيركاسوفا في مهمتها البيروتية، وآخرون كانوا يعملون على إفشالها.

 اصطدم مفتشوا الجمعية بشخصيتها الصلبة التي لا تلين مع حملها شعار "المساواة بين الرجل والمرأة" ("في نظر الله وفي المجتمع"). وكان السكرتير الدائم للجمعية خيترفو يراقب عن كثب حركة ماريا تشيركاسوفا ويؤازرها. وهي دحضت كل الأقاويل والدسائس بالنتائج الإيجابية الملموسة المتمثلة بنجاح مدارسها المختلطة التي ساوت فيها بين البنين والبنات.

عملت ماريا تشيركاسوفا على إعداد المناهج الدراسية، ناقلة تجربتها الطويلة في التعليم. استفادت بشكل مباشر من المناهج الدراسية التي اعتمدتها الجمعية الفلسطينية، واستحدثت آليات تعليمية جديدة سمّتها "أسرع الطرق لتعليم القراءة والكتابة"، واجتهدت في تعلّم اللغة العربية الفصحى والمحكية، ذلك إلى جانب تأمين الظروف المثلى للهيئة التعليمية والتلاميذ ومتابعة حسن سير العملية التربوية. ولم تكن ماريا تشيركاسوفا لتنجح في مهمتها لولا مساعِدتها ونائبتها الفتاة البيروتية عفيفة دمتري عبدو، التي لازمت الماما طيلة ثلاثة عقود من الزمن، فتعلمت اللغة الروسية وتحدثت بها بطلاقة، وأجادت التعبير بها على مستوى عال، بالإضافة إلى كتابتها بالعربية، حيث دوّنت سيرة حياة ماريا ألكسندروفنا في كتيب صدر سنة 1912. يظهر من خلال المراسلات وتقارير المفتشين التربويين التابعين للجمعية. لعبت السيدة عفيفة دوراً تأسيسياً وإدارياً في مدارس الماما، كانت هذه الأخيرة تنظر إليها كزميلة ونائبة لها طيلة مدة عملها، ثم صارت مديرة لمدارسها الخمس بعد وفاتها. وتظهر وثائق "أرشيف السياسة الخارجية في الإمبراطورية الروسية"، أن الماما خاضت معركتين طويلتين داخل الجمعية.

مشهد عام لبيروت في الربع الأخير للقرن الـ19 (تصوير بونفيلس)

جبهة الماما

المعركة الأولى، كانت بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن المعلمات الروسيات، دفاعاً عن المرأة داخل الجمعية التي تركزت فيها ذكورية عالية، ويظهر أن عدداً من المفتشين كانوا ينتظرون فشل ماريا تشيركاسوفا في مهمتها البيروتية، وآخرون كانوا يعملون على إفشالها. فقد رأوا أنها لم تلتزم حرفياً بقرارات الجمعية وتعليماتها سواء في المناهج أو في التشدد بلباس المعلمات. لكنهم اصطدموا بشخصيتها الصلبة التي لا تلين مع حملها شعار "المساواة بين الرجل والمرأة" (في نظر الله وفي المجتمع)، وكان السكرتير الدائم للجمعية خيترفو يراقب عن كثب حركة ماريا تشيركاسوفا ويؤازرها. وكانت تدحض كل الأقاويل والدسائس بالنتائج الإيجابية الملموسة المتمثلة بنجاح مدارسها المختلطة التي ساوت فيها بين البنين والبنات.

أدى التغير الديموغرافي في بيروت الى أحاطة السنّة بالأرثوذكس من الشمال والغرب. لكن أبناء الطائفتين عاشوا متجاورين، واستقبلت الماما أطفال المسلمين والمسيحيين معاً بلا تفرقة، حيث كانت تزودهم بالملابس والطعام اليومي خلال مدة الدراسة ضمن نظام تعليمي صارم. ظلت الأمور على حالها لثماني سنوات، إلى أن تحركت العصبيات الطائفية صيف 1905، بعد انتهاء العام الدراسي

المعركة الثانية كانت أصعب من الأولى، رفضت الماما منطق الاستعلاء تجاه المعلمات العربيات من قبل مفتشي الجمعية وموظفيها، حتى أن بعضهم كان برتبة وزير. فما كان أحد في الجمعية، ولا حتى القنصل الروسي في بيروت الأمير ألكسندر غاغارين، ليتخيل أن تختار نبيلة روسية فتاة عربية بيروتية لتكون زميلة لها، ثم نائبتها ووريثتها في إدارة المدارس من بعدها. وكأن ماريا تشيركاسوفا بذلك مسّت "تابوه" العلاقات بين السيّد والقنّ في وعي الرجل الروسي. إلا أننا لم نشهد نهاية هذه المعركة، التي أنهتها الحرب الكونية فجأة. فقد استمرت مدارس الماما في العمل حتى تشرين الأول/ أكتوبر 1914، وقبيل انطلاقة شرارة الأعمال الحربية بين روسيا القصيرية والسلطنة العثمانية، أوقفت الجمعية أنشطتها والعمل في جميع المدارس وتسلمت الهيئات الكنسية الأرثوذكسية المحلية إداراتها. أجلت السلطات القيصرية الموظفين والمعلمين الروس من بيروت على عجل، لكن تشيركاسوفا لم تغادر المدينة، التي منحتها العقود الثلاثة الأخيرة من حياتها. توفيت سنة 1918 عن سبعة وسبعين عاماً، ودفنت في مدافن آل عبدو التابعة لكنيسة مار متر (القديس ديمتريوس) في محلة الأشرفية.

مخفر المصيطبة بعيد افتتاحه سنة 1880 (تصوير ج. كوفا، أرشيف الدولة العثمانية – إسطنبول)

في المقابل، يبدو أن ماريا تشيركاسوفا انغمست في عملها التربوي من جهة، وفي صراعها في إطار الجمعية، ولم تعر التغير الديموغرافي اهتمامها. فقد أدى الاكتظاظ السكاني في باطن بيروت إلى زحف المسلمين باتجاه الجنوب، حيث المزرعة (التي لجأ إليها المسيحيون عام 1860) القريبة للمصيطبة ووطاها والتلال القريبة (التي تُعرف اليوم ب"الطريق الجديدة") وصولاً إلى محلة العرب الملاصقة لحرش بيروت. عملياً أحاط السنّة بالأرثوذكس من الشمال والغرب، لكن أبناء الطائفتين عاشوا متجاورين، واستقبلت الماما أطفال المسلمين والمسيحيين معاً بلا تفرقة، حيث كانت تزودهم بالملابس والطعام اليومي خلال مدة الدراسة ضمن نظام تعليمي صارم. ظلت الأمور على حالها لثماني سنوات، إلى أن تحركت العصبيات الطائفية صيف 1905، بعد انتهاء العام الدراسي.

رفضت الماما منطق الاستعلاء تجاه المعلمات العربيات من قبل مفتشي الجمعية وموظفيها، حتى أن بعضهم كان برتبة وزير. فما كان أحد في الجمعية، ولا حتى القنصل الروسي في بيروت الأمير ألكسندر غاغارين، ليتخيل أن تختار نبيلة روسية فتاة عربية بيروتية لتكون زميلة لها، ثم نائبتها ووريثتها في إدارة المدارس من بعدها.

حصل تضارب بالعصي والحجارة وعمليات إطلاق نار مختلفة، وصولاً إلى هجوم نسائي من حي اللجا باتجاه المزرعة عُرف بـ"معركة أم الطناجر"، أو "طوشة 1905" (التي روى فاروق عيتاني جانباً منها)، حين حملت النساء العصي ووضعن الطناجر على رؤوسهن كخوذات، وقادتهن السيدة خديجة عيتاني الملقبة بـ"خدرج". لكن هذه "المعركة"، التي مثلت ذروة الأحداث، حركت مخفر المصيطبة القريب للحد منها إلا أنها لم تحرك الجيش الرابع العثماني المرابض في حرش بيروت، وأدت إلى نزوح عدد (غير محدد) من العائلات الأرثوذكسية نحو الرميل، فسارع الزعماء ورجال الدين إلى تهدئة الأمور. وقد أثرت "طوشة 1905" على أعداد التلاميذ في مدرستي المصيطبة والمزرعة لعام دراسي واحد، إلا أن الأمور هدأت وعادت إلى مجاريها بدءاً من العام 1907.

ولعل حركة المسلمين المعبِّرة عن تململهم في جزء منها، لم تكن موجهة ضد الجهود التربوية التي قادتها الماما، ورعايتها أولاد المسلمين إلى جانب الروم، بل كانت على الارجح رسالة باتجاه والي بيروت خليل باشا وزعماء المسلمين كي يحذوا حذو ماريا تشيركاسوفا فيُنشٍئوا مدارس ابتدائية وإعدادية في المناطق التي استوطنوها حديثاً، ويقدموا إلى التلامذة ما تقدمة هذه السيدة، بالإضافة إلى جملة من المطالب التنموية الأخرى في مناطق كانت تفتقر إلى المقومات الأساسية للحياة.

مقالات من لبنان

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...

للكاتب نفسه