لقد سمعَ بعضُنا بكاءَ بعضٍ ليلة الثلاثاء.
حتى في أكثر الشوارع ضجيجاً، في بلدان منطقتنا المكلومة والعالم كلّه وحيثما يستقرّ قلبٌ حرّ، كان الصوت مرتفعاً. بكاء، بكاء، بكاء، وغضب.
وكنّا هناك، بينهم، بين المسجّين أرضاً، الملتحفين بياض الكفن والدماء. ونحن في منتصف الليل، شممنا رائحة أسيدية نفّاذة، كأنها دمهم في أنوفنا. كنا هناك، خُلع القلب وسافر وكان هناك.
هل رأيتم صورتهم؟ قلة من الأطباء محاطون بجثث كثرة من الأصدقاء والعائلات والأطفال؟
هل بزغت صباح الأربعاء شمس يوم آخر؟ وكيف؟
قال أناس "هذا المشهد بصقة كبيرة في وجه العالم"، فهل وصلته الشتيمة؟
قتلوا الأطفال النائمين
11-05-2023
لماذا يدعمُ الغرب جرائم إسرائيل في غزّة؟
18-10-2023
لقد قصفت إسرائيل المستشفى المعمداني في غزة. فعلتها إسرائيل. الشكّ لا يراود قلوبنا.
إسرائيل تعرف أنها فعلتها، ونحن نعرف أنها فعلتها.
نعرف هذا الكذب الصفيق منذ غزو العراق، وقبله، وبعده.
نعرف هيئة هذه الأجساد المدماة في صورٍ لا عدّ لها، حفظناها جيلاً عن جيل.
فلمن نخوض نقاشاً يمتصّ آخر ما بقي من أعصابنا؟ ومَن نخاطب؟
مَن لم يكتفِ بدم أهلنا المسفوك في غزة، هل يقنعه دم أطفال ولاجئين في المستشفى المعمداني اليوم؟
لا وقتَ لنقنع أحداً.
إسرائيل قتلت، تقتل، ستقتل أهلنا.
لا وقتَ إلا للبكاء ورفيقه اللصيق، الغضب.
لا وقتَ إلّا لحزنٍ مضيءٍ نكون فيه على قلب إنسانٍ واحد.. حزنٌ "يُغيظ العِدى".