نبكي.. لكن نغضب أكثر

لا وقتَ إلّا لحزنٍ مضيءٍ نكون فيه على قلب إنسانٍ واحد.. حزنٌ "يُغيظ العِدى".
2023-10-19

شارك
مؤتمر للاطباء العاملين في المستشفى المعمداني الذي قصفته إسرائيل يوم الثلاثاء في 17 تشرين الاول/ اكتوبر 2023، محاطين بجثامين عشرات الشهداء. تحدث فيه مديره، الدكتور يوسف أبو الريش، عن تلقّي المستشفى قذيفتين إسرائيليتين يوم 14 تشرين الأول/ أكتوبر، متبوعتين باتصال يبلّغهم بضرورة الاخلاء ويهدّد بالقصف. كما تحدث الدكتور غسان أبو ستّة عن المشاهد الرهيبة التي تلت القصف.

لقد سمعَ بعضُنا بكاءَ بعضٍ ليلة الثلاثاء.

حتى في أكثر الشوارع ضجيجاً، في بلدان منطقتنا المكلومة والعالم كلّه وحيثما يستقرّ قلبٌ حرّ، كان الصوت مرتفعاً. بكاء، بكاء، بكاء، وغضب.

وكنّا هناك، بينهم، بين المسجّين أرضاً، الملتحفين بياض الكفن والدماء. ونحن في منتصف الليل، شممنا رائحة أسيدية نفّاذة، كأنها دمهم في أنوفنا. كنا هناك، خُلع القلب وسافر وكان هناك.

هل رأيتم صورتهم؟ قلة من الأطباء محاطون بجثث كثرة من الأصدقاء والعائلات والأطفال؟
هل بزغت صباح الأربعاء شمس يوم آخر؟ وكيف؟
قال أناس "هذا المشهد بصقة كبيرة في وجه العالم"، فهل وصلته الشتيمة؟

لقد قصفت إسرائيل المستشفى المعمداني في غزة. فعلتها إسرائيل. الشكّ لا يراود قلوبنا.
إسرائيل تعرف أنها فعلتها، ونحن نعرف أنها فعلتها.
نعرف هذا الكذب الصفيق منذ غزو العراق، وقبله، وبعده.
نعرف هيئة هذه الأجساد المدماة في صورٍ لا عدّ لها، حفظناها جيلاً عن جيل.
فلمن نخوض نقاشاً يمتصّ آخر ما بقي من أعصابنا؟ ومَن نخاطب؟

مَن لم يكتفِ بدم أهلنا المسفوك في غزة، هل يقنعه دم أطفال ولاجئين في المستشفى المعمداني اليوم؟
لا وقتَ لنقنع أحداً.
إسرائيل قتلت، تقتل، ستقتل أهلنا.
لا وقتَ إلا للبكاء ورفيقه اللصيق، الغضب.

لا وقتَ إلّا لحزنٍ مضيءٍ نكون فيه على قلب إنسانٍ واحد.. حزنٌ "يُغيظ العِدى".  

مقالات من فلسطين

الأسرى المحررون: "لا تنسوا الأسرى"!

2024-07-11

كان معزز عبيات، قبل أن يرى الأهوال، رجلاً صحيحاً قوياً رياضياً يهتم بكمال الأجسام، وعاد كأنّما بدون جسده. عاد مسلوباً من ذاته. يتكلّم معزز وتنهال على وجهه أيدي المحبين، تمسح...

أطباؤنا و"أطباؤهم"

2024-07-04

قالت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية أن السجون الإسرائيلية "ممتلئة"، فيما صرّح وزير الأمن القومي "إيتمار بن غفير" أن الحلّ برأيه يتمثّل "بإعدام الأسرى" لإفساح المجال أمام آخرين! مؤكداً أنه لن...

بلد القبعات..

في غزة - وبغض النظر عن القصف والقتل والاعتقالات - فالحياة "العادية" نفسها في غاية الصعوبة: التنقل، واثمان الحاجيات حين تتوفر، وحتى الحصول على قبعة تقي قليلاً من الشمس الحارقة...