حلّوا عنهم!

الصحافيون والصحافيات في فلسطين يتعرضون لضغوط شديدة واضطهاد، على يد الاحتلال الإسرائيلي بالطبع، وإنّما كذلك على يد كل من السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة
2016-08-31

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
بهرام حاجو - سوريا

الصحافيون والصحافيات في فلسطين يتعرضون لضغوط شديدة واضطهاد، على يد الاحتلال الإسرائيلي بالطبع، وإنّما كذلك على يد كل من السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة! لا جديد في المعلومة، وهي تتكرر في التقارير ذات الصلة بالشأن، سواء أصدرتها منظمات حقوقية عالمية أو لحظتها تحقيقات ودراسات حول الموضوع كائنة من كانت الجهات التي تجريها.. وآخرها تقرير صدر منذ أيام عن هيومن رايتس واتش.
تكفي أسباب سخيفة (حقاً!) لاعتقال الصحافيين أو الناشطين في مجالات حقوق الإنسان، كأن ينتقد أحدهم الحكومة في غزة لفشلها في حماية شخص يعاني من إعاقة عقلية، أو أن ينشر صحافي صورة لامرأة تبحث عن الطعام في حاويات القمامة، أو أن تقول صحافية إن سوء الممارسة الطبية في مستشفى عام هو سبب وفاة طفلة حديثة الولادة.. بينما من المعلوم أن القطاع ليس الجنة على الأرض، وأنّ الجوع والإهمال مستحكمان وكذلك شتى النواقص. ولعلّ القصد تفويت الفرصة على شماتة الأعداء (سواء إسرائيل أو السلطة، وخصوصاً هذه الأخيرة)، أو ممارسة الستر وعدم الانكشاف أمام الغرباء، أو الغيرة على معنويات الأمة والخشية من تهوينها.. وهي الحجج التي تعتد بها مختلف الأنظمة العربية عند قيامها بالاعتقالات وتوردها في التهم الموجهة للمعتقلين من مناضلين وباحثين، وتأخذ بها المحاكم.
أما في الضفة الغربية، فالسلطة الفلسطينية تتحسس من السخرية حتى لو مورست في قالب تمثيلي أو من خلال أغاني في حفلات موسيقية، وهي تكره كثيراً تهماً توجه إليها من قبيل التعاون مع إسرائيل أو الفساد.. فتكون الحصيلة اعتقالات وتعذيب ("لايت" والحق يقال، مثل الحرمان من النوم أو الضرب أو الرش بالماء الساخن ثم البارد.. لا شيء مما يَقتل، والحمد لله)، علماً أن السلطة وبما أنها "دولة" ومعترف بها على نطاق واسع وعضو ولو مُراقِب في الأمم المتحدة، وموقِعة على الاتفاقيات الدولية المناهضة للتعذيب وسواها.. أي أنها "محترمة" وتعرف "تقنيات" الأصول، فهي ترفض الإجابة على تلك المزاعم بلا "شكوى رسمية"!
ألا تكفي الناس في فلسطين عذاباتهم؟ ألا يكفيهم الاحتلال الاسرائيلي؟ حلّوا عنهم!

مقالات من فلسطين

إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية تحوّل إلى "روتين يومي"... استعراض عام لتنظيمات المستوطنين العنيفة!

2024-04-18

يستعرض هذا التقرير إرهاب المستوطنين، ومنظماتهم العنيفة، وبنيتهم التنظيمية، ويخلص إلى أن هذا الإرهاب تطور من مجرد أعمال ترتكبها مجموعات "عمل سري" في الثمانينيات، إلى "ثقافة شعبية" يعتنقها معظم شبان...

غزة القرن التاسع عشر: بين الحقيقة الفلسطينية والتضليل الصهيوني

شهادة الكاتب الروسي ألكسي سوفورين الذي زار غزة عام 1889: "تسكن في فلسطين قبيلتان مختلفتان تماماً من حيث أسلوب الحياة: الفلاحون المستقرون والبدو المتجوّلون بين قراها. الفلاحون هنا هم المزارعون....

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...