نشر هذا النص لأول مرة على موقع السفير العربي بتاريخ 17 /06 / 2021، ونعيد اليوم نشره بمناسبة الذكرى ال75 لنكبة فلسطين.
• التطبيع مع العدو الاسرائيلي، الذي بدا حتى وقت قريب معطى عادياً، يحاط بعدم الاكتراث إن لم يكن بالقبول، صار في لحظة منبوذاً تماماً ومداناً. برنامج "الدحيح" مثالاً، وهو الذي شغل مؤخراً مواقع التواصل الاجتماعي (وليس الناس عموماً بالطبع، الذين لديهم هموم حياتية تسحقهم في طول المنطقة وعرضها). ما كان يقوله البرنامج "العلمي" ويستطرد به خارج هذا الادعاء، علاقات اصحابه وارتباطاتهم، كل ذلك مرّ في السنوات الماضية مرور الكرام. والامارات تلك التي يستند اليها، ويعتمد على شراكات مع برامج ومنصات فيها، كانت مطمئنة، ولربما اعتبرت نفسها طليعية في تبيّن المستقبل، وتستعجل وصوله.. الى أن صارت العلاقة بها شبهة – على الرغم من ملايينها الوفيرة والمبذولة - وصار التطبيع سبّة، ينفي أصحابها ارتكابها، ما عدا الامارات ومسئوليها الذين – هم - يُمْعنون... ويمكن ان يقال لهم أن "يصطفلوا"!
لذا يخاف الأوغاد!
27-05-2021
العودة إلى "الاقتصاد العربي" في فلسطين
30-05-2021
• أسبوع "الاقتصاد الوطني في فلسطين" تعدى الاسبوع وفاض عنه الى ما يبدو انه موقف مرشح للديمومة. دعكم من المنتجات الفلسطينية التي صار أصحابها يروجون لها على صفحات موقع الأسبوع الوطني، وازدهرت فعلاً مبيعاتها. الأهم أن هناك فرحاً فاقعاً في هذا التلاقي، وفي تأكيد الانتماء الى هوية مشتركة. كأنها إعادة اكتشاف للذات. قد يقال هذا عارض وقابل للتبدد، بحكم مرور الوقت، وبمواجهة أشكال لا تتوقف من القمع، وقد تتصاعد. لكن النشاطات شملت كل الضفة الغربية والقدس والاراضي المحتلة في 1948، والتي كان نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الجديد يحذر فلسطينييها من تصرفهم ك"طابور خامس"، فإذا بالعلم الفلسطيني يرتفع في حيفا وعكا واللد! واذا بالكوفية الرمز تعود الى الأكتاف وعلى الرؤوس. وإذا بخرائط لفلسطين كما كانت، تنتشر وتزهو، مع أسماء مدنها وقراها كما كانت، واذا بكل التراث الفلسطيني القوي في كل المجالات، بما فيها الطعام، يعود للتباهي بجماله. وإذا بالندوات والنقاشات تستيقظ من سبات بدا لوهلة أنه دائم.
• وهناك اليوم، في هذه النشاطات كلها، وقبلها في ما سُمّي "الهبّة" في شهر أيار/مايو، وبعدها في المواجهات الحالية، حضوراً كثيفاً للنساء، للشابات المبادرات واللواتي تعرضن للاعتقال وللتنكيل، وكن واثقات مما يفعلن. وهي، هذه بالذات، علامة لا تخطئها العين ولا العقل، على وقوع تغيير، هو عميق فعلاً في مقاربة واقع النضال الفلسطيني. وكل ذلك ليس تفاصيلاً ولا هوامش. فالتغييرات في الأمزجة والأحكام القيمية، في ما هو مشرِّفٌ أو معيب، ليست في أي مكان وعبر الزمان، إلا علامات على منعطفات كبرى في مجتمعاتها.
• صار الكلام عن فلسطين الواحدة، من البحر الى النهر، يتكرر كبديهية هو الآخر، ليس على ألسنة مراهقين سياسيين أو كموقفٍ متحدٍ، ناكرٍ للواقع كما هو قائم أمام أعيننا، بل كاستعادة لقناعة سُحقت، وصارت "غير لائقة سياسياً" بعدما مرّت فوق جسدها جنازير محادل الهزائم المتتالية، والارتضاء الواسع بالتوافقات الدولية الشكلية التي فَرضت خطاباً يعرف جميع مردديه انه كاذب، وغير واقعي، ولكنه ظل يمثّل الملجأ المتاح بوجه المأزق: ما العمل بينما تتوسع وتتمدد المستوطنات وتُسمَى الضفة الغربية "يهودا والسامرة"، وتُضم القدس ويُطرد منها سكانها حياً بعد حي، وتُستباح رام الله نفسها، وتتكرر استباحة الاقصى، ويُهدد جدياً بالدمار الخ.. يقال: التمسك بحل الدولتين. يقال: هذه مخالفات للقانون الدولي. وهكذا تُنسج رواية من خيوط وهمية، يُفترض بها أن تعوّض ما يجري على الأرض، وما يقال بصراحة فجة. ولعلها في الحقيقة تساعد على تمويه هذا الذي يجري على الأرض، والتخفيف من وقع هذا الذي يقال. وهي بكل الاحوال تسمح لطائفة واسعة من الفلسطينيين المستفيدين من مختلف اشكال البزنس (المادي والرمزي) مع الاحتلال من البقاء في منطقة رمادية، فلا يُصنّفون عملاء للاحتلال ومتواطئين معه، ولا يُطلب منهم غير ما يقدّمون... وفي ظل ميوعة المعايير التي كانت قائمة، تخرج ظواهر كمنصور عباس هذا، "الاسلامي" الذي يرأس "القائمة العربية الموحدة" الى انتخابات الكنيست... ولكنه يصبح هو الآخر مضرب مثل وسبّة، تماما كقصة التطبيع تلك.
• انقلب المزاج العام في مجمل المنطقة العربية وفي العالم. كان من يذكر فلسطين يواجه في أحسن الاحوال بصمت ضجر، أو بالتأفف، أو حتى بالتصريح بالكبائر بوجهه. وهذا التغير الملموس والذي تصاحبه علامات، يشي بأن الموقف المعاكس انما كان نتاج اليأس والاحباط، وليس القناعة الراسخة. ويستنهض الفلسطينيون اليوم الحركة المناصرة لهم في العالم باسره، وهي حركة واسعة وعريقة، خبت، وإن كان معظمها لم ينقلب على نفسه.
فلسطين المتجددة أبداً!
13-05-2021
لحظة كل الممكنات وكل المخاطر
26-05-2021
• وليس أدل على هذا التبلور الجاري من هتافات "مسيرة الأعلام" الاسرائيلية. يدْعون الى نكبة ثانية، أو يهددون بها، الى موت العرب، يشتمون الرسول، والمضحك انهم هم ايضاً يرددون رواية منسوجة من خيوط وهمية. يقولون أن العالم كله يحب اسرائيل، بينما لم يصل النفور منها، حتى لدى مناصريها التقليديين، الى الحدود القائمة اليوم، ويكفي القاء نظرة على الصحف الامريكية لتبين ذلك. ويقولون ان العرب معهم، ويذكرون لبنان والله أعلم كيف، والمغرب حيث لم يرض أحد في الرباط بتأجير شقة لسفير اسرائيل فعاد الى تل أبيب...
• لذلك كله مسار آتٍ ليس معبّداً بالورود. لا بأس! هذه مسألة أخرى ليست نقيضة هذا الذي رُصد هنا بل هي تتمته.