حياة إيتيل عدنان المتعددة

تقول الكثير بواسطة القليل، وترى نفسها "شاعرة عربية في اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وهذه مشكلة أعيشها، وهي بلا حلّ"... وما اعتبر سمة "طفولية" في ابداعات المختلفة هو في معناه نقيض "السينيكية" (أو ما يسمى بالعربية "الكلبية") كما قال مدير المتحف اللندني الذي عرض أعمالها، و"أوكسيجين صافي في عالم مليء بالحروب".
2021-11-18

شارك
من أشعار الحلاج- خط وألوان ايتيل عدنان

في الصباح التالي لموتي

سنجلس في المقاهي

لكنني لن أكون هناك

لن أكون..

تلك قصيدة لإيتيل عدنان تتخيل فيها طلوع شمس يوم جديد ليست فيه، ولكن تستمر فيه الحياة. وقد أتى ذلك الصباح فعلاً بعد ليل الأحد 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، إذ توفيت الكاتبة والشاعرة والرسامة عن عمر يناهز 96 عاماً في العاصمة الفرنسية باريس.

ايتيل أمام مكتبها في منزلها -باريس

وإيتيل عدنان هي حالة خاصة لم يشابهها أحد. وُلدت في بيروت عام 1925 لأب سوري من دمشق وكان ضابطاً عثمانياً، ولأم يونانية الأصل من مواليد إزمير، ولذلك كانت "مشرقية" بأكثر من معنى، مزجت في شخصها تجاور البلدان والديانات، واختارت أن تكون علمانية، رافضة للاستعمار والهيمنة، ومنحازة لكل قضايا التحرر، فيحضر في أعمالها لبنان والجزائر وفلسطين والعراق، وصولاً إلى فييتنام. وهي إذ شاهدت أهوال مجزرة جنين، كتبت قصيدة حزينة طويلة، تصف الجريمة كجرح كوني، يؤثر على البشر كلهم، والحجر والشجر والطبيعة، ولعلّ تلك فلسفتها في كتابة الشعر. وقد جاء في القصيدة:

في هذا الوقت، وفيما كان جنود العدوّ

يعملون في الظلام، كان الكون يشيخ

معَنا.

مثلنا.

في هلاكنا الأخير، سنجر الله نفسه

إلى النهاية.

تقول ايتيل عدنان "شعري لا يخرج من تاريخ الشعر، وإنما من خبرة الكائن الفطرية، ومن تفكّره في الوجود"، وهو أمر ينسحب على لوحاتها الملأى بما يشبه طاقة شعورية متحفّزة وكامنة في أكثر الأشكال بساطة، باللون والرسم (والكلمة في حالة الشعر). أي أنها تقول الكثير بواسطة القليل. يصفها كثر بال"طفلة" نظراً لصفاء الكلمة واللون في أعمالها المتنوعة، إلا أنها وُصفت أيضاً بأنها أكثر الفنانات العربيات تأثيراً وأهمية في العالم.

محطات..

تركت ايتيل عدنان بيروت إلى باريس في عمر الرابعة والعشرين لدراسة الفلسفة في جامعة السوربون بباريس، تحديداً، فلسفة الفن، ثمّ تابعت تحصيلها العلمي في الولايات المتحدة الأميركية، حيث درّست الفلسفة لاحقاً في جامعة بيركلي.

ايتيل عدنان عندما كانت طالبة

كتبت معظم أعمالها بالفرنسية، وفي مرحلة لاحقة تحولت إلى الإنكليزية، ولكنها كانت تقول أنها تنظر إلى نفسها على أنها "شاعرة عربية في اللغتين الإنكليزية والفرنسية، وهذه مشكلة أعيشها، وهي بلا حلّ"، على حد تعبيرها.

من أعمالها: خمس حواسٍ لموت واحد (1971) والهندي ليس له حصان (1985) ويوم القيامة العربي (1980) و27 أكتوبر 2003 (قصيدة كتبتها بالفرنسية بعد الغزو الأمريكي للعراق). وروايتها الأشهر "الست ماري روز" التي تتناول الحرب الأهلية اللبنانية (1978). وقد ترجم الشاعر العراقي سركون بولص شعرها "هناك - في ضياء وظلمة النفس والآخر" (2000) من الانكليزية إلى العربية.

لزمت ايتيل عدنان باريس في سنواتها الأخيرة بعد أن أتعبها المرض، رفقة شريكة حياتها الفنانة سيمون فتال، حتى وفاتها.  

مقالات من العالم العربي

غزة القرن التاسع عشر: بين الحقيقة الفلسطينية والتضليل الصهيوني

شهادة الكاتب الروسي ألكسي سوفورين الذي زار غزة عام 1889: "تسكن في فلسطين قبيلتان مختلفتان تماماً من حيث أسلوب الحياة: الفلاحون المستقرون والبدو المتجوّلون بين قراها. الفلاحون هنا هم المزارعون....

"تنصير" العيد في اليمن

يُعْجَنُ الرماد الناتج عن اشعال الحطب للطهي، بمادة "الكيروسين" أو "الديزل" المساعِدَتين على الاشتعال. ثم تقطّع العجينة وتُوْضَع داخل علب صغيرة معدنية، بينما يُكْتفى في مناطق أخرى بتشكيل هذه العجينة...