عراقيون مهددون بالموت على حدود بيلاروسيا برحلة البحث عن وطن بديل

تحقيق بالصور من موقع "العالم الجديد" حول أزمة المهاجرين العالقين على الحدود بين روسيا البيضاء وبولندا، وأكثرهم عراقيون. يتتبع مسارهم ويصور معاناتهم.
2021-11-18

شارك
مهاجرون عالقون على الحدود البيلاروسية - البولندية.

في ساعة متأخرة من مساء 28 تشرين الاول اكتوبر 2021، لفظ كيلان دلير (25 عاما) الكردي القادم من اربيل انفاسه الاخيرة على الحدود البلاروسية البولندية، وهو يطارد حلمه بالعبور الى المانيا، فيما كان نحيب شقيقه وهو يحتضن جسده البارد يشق صمت الغابة الرطبة المبللة بالمطر في الظلام الذي احاط كل شيء.

"لم استطع انقاذه، توسلت بحرس الحدود البولنديين ليساعدوه لكنهم لم يستمعوا لاستغاثتي، توسلت بالحرس البيلاروسيين السماح لنا بالعودة لأتمكن من انقاذه لكنهم رفضوا.. لقد علقنا مع الموت هنا، كنا جائعين وعطشى طوال أيام نقاوم على أمل العبور او تلقي المساعدة، لكن جسده لم يحتمل بسبب ارتفاع السكر لديه وحاجته لابرة انسولين" يقول شقيقه باكياً ثم يضيف "لقد تحول حلمنا الى كابوس".

____________
من دفاتر السفير العربي
قصص العالقين في دول العبور
____________

وصل كيلان، المصاب بالسكري، مع اثنين من أشقائه وشقيقته وزوجها وابنهما الصغير الى روسيا البيضاء في 14 من تشرن الأول/ اكتوبر، مثل آلاف آخرين من العراقيين الفارين من أوضاع بلادهم، وحاولوا طوال اسبوع العبور الى بولندا مع حقائب صغيرة ضمت اغذية بسيطة وادوية، لكن كل محاولاتهم فشلت أمام الأسلاك الشائكة وحرس الحدود الذين أوقفوا العائلة وأعادوا بالقوة بعضاً من افرادها الى روسيا البيضاء عدا شقيقة كيلان التي دفعت اصابة بالغة في قدمها وفقدانها للوعي الى ادخالها لمستشفى بولندي، فيما أعيد الآخرون بالقوة الى الحدود.

قبل ذلك بنحو شهرين، وتحديدا في صباح يوم الأربعاء الرابع من آب/ أغسطس 2021 توفي جعفر حسين يوسف، وهو عراقيٌ في الأربعين من عمره من مدينة النجف، أمام عناصر من حرس حدود روسيا البيضاء في منطقة ميدينينكاي المتاخمة للحدود الليتوانية.

وحسب إفادة سكان محليين عثروا على الرجل الذي لم تكن بحوزته أية أوراق ثبوتية، فإنه كان عائداً من الجانب الليتواني ومصاباً بجراح نازفة في إنحاء متفرقة من جسده.

حادثة الوفاة حصلت بعد يوم واحدٍ فقط من اعادة ليتوانيا نحو أربعين مهاجراً بالقوة الى روسيا البيضاء بعد ساعات من عبورهم إلى الجانب الليتواني، معظمهم عراقيون بعد تعرضهم للضرب المبرح.

تلك الرواية نقلتها وسائل إعلام بيلاروسية، فرد عليها وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوشاوسكاس بأنها "مسرحية دبرتها مينسك".

مينسك هي عاصمة بيلاروسيا (روسيا البيضاء) والتي يتدفق إليها يوميا ومنذ أشهر عشرات العراقيين الطامحين للهجرة الى أوربا بطرق مختلفة بينها رحلات سياحية جوية قادمة من تركيا والامارات وسوريا، وقبلها من الأردن ومصر ولبنان والعراق.

تقدر منظمات معنية بأوضاع اللاجئين وجود أكثر من 10 آلاف مهاجر في روسيا البيضاء يريدون العبور الى دول الاتحاد، معظمهم عالقون في غابات بمناطق حدودية محاطة بالاسلاك الشائكة بين روسيا البيضاء وبولندا. نحو نصف هؤلاء عراقيون، والجزء الاكبر منهم قادمون من اقليم كردستان.

يردد نواب ونشطاء كرد رقم 4000 كمتوسط تقديري للكرد العالقين على الحدود البولندية بلا خيم ودون طعام أو ماء ويواجهون معركة حياة او موت مع البرد في ظل درجات حرارة تقترب من الصفر في ساعات الليل.

هذا أكبر تدفق لللاجئين من روسيا البيضاء الى اوربا منذ زمن بعيد، فتلك الدولة لم تكن ميدانا للعبور لكنها اضحت منذ ربيع العام الحالي وبتشجيع من سلطات تلك الدولة نقطة عبور رئيسية.

مقالات ذات صلة

سجلت حدود البلدين الشرق أوربيين روسيا البيضاء وليتوانيا خلال سنة 2020 مرور 81 لاجئاً غير شرعي فقط، في حين أن أكثر من 4000 شخص اجتازوها في الأشهر الثمان الأولى من 2021، بحسب احصاءات رسمية، غالبيتهم عراقيو الجنسية. تلك هي الأرقام المسجلة فقط وهناك آلاف آخرون عبروا الحدود باتجاه بولندا وليتوانيا ومنها الى بقية دول الاتحاد الأوربي دون ان توقفهم السلطات، بحسب العديد من المهربين والمهاجرين الذين وصلوا فعلا عبر طرق مختلفة أيسرها كانت سيارات معدة سلفا من قبل مهربين بولنديين.

بقية التحقيق على موقع "العالم الجديد".


وسوم: مهاجرون

مقالات من العالم العربي

عبد الله النديم، ثائر لا يهدأ

أشهرت البعثة البريطانية إفلاس مصر فى السادس من نيسان/ إبريل عام 1879. وفي أعقاب ذلك الإعلان، قام السلطان العثماني بعزل الخديوي إسماعيل وتولية ابنه "محمد توفيق باشا" على مصر بدلاً...