شبيحة رام الله

2021-07-02

شارك
الأمن الفلسطيني يقمع المظاهرات

في 24 حزيران/ يونيو 2021 جرت تصفية نزار بنات. اعتقل "الأمن الوقائي الفلسطيني" الرجل الأربعيني بطريقة وحشية، وسحلوه إلى مركز الأمن، ومات تحت الضرب المبرح والتعذيب، كما أكد تقرير المعهد الطبي الفلسطيني الذي شرح جثته، ووجد كدمات كثيرة، وقال إن الوفاة نتجت عن الاختناق.

مقالات ذات صلة

اختبأ بنات في منزل أقارب له إثر محاولة لاغتياله بإطلاق النار عليه في منزله قبل ثلاثة أشهر، وهي كانت آخر محطة في مسيرة طويلة من التعديات والاعتقالات المتكررة استمرت لسنوات. نزار بنات معارضٌ سلمي للسلطة الفلسطينية، ولاتفاقيات أوسلو وكل ما ترتّب عليها، وهو معارضٌ شديد النقدية.. وهم أوغادٌ لا يفهمون كيف يجرؤ على قول ما يقول، بينما يقطن تحت مرماهم في الخليل. فقرروا تصفيته.

هذه هي القصة الأولى.

ثم بدأت القصة الثانية: قررت السلطة قمع المظاهرات المنددة بتصفية الرجل، وهي غطت كل الضفة الغربية. وقمعت بشكل خاص تلك التي خرجت في رام الله، "مقر السلطة". لم يتورع زبانيتها عن شيء. أنزلوا خلف القوات النظامية بالملابس الرسمية، المخبرين والعاملين معهم وبينهم نساء، وكانوا بملابس مدنية، فاستحقوا لقب "البلطجية". ثم استحقوه مضاعفاً حينما بدؤوا يضربون الناس بشراسة وحقد، ويلقون قنابل الغاز المسيل للدموع ويطلقون الرصاص.. ثم ركزوا على المتظاهِرات من النساء، مستخدمين الضرب والسحل، ومستهدفين سرقة حقائبهن اليدوية وهواتفهنَّ، وراحوا ينشرون محتوياتها على وسائط التواصل الاجتماعي، تشهيراً وابتزازاً..

وهذه كانت القصة الثالثة، وهي خطيرة بكل الأعراف. فأيُّ سفالة هذه؟

وهؤلاء، ومسئوليهم، بلطجية وشبيحة أيضاً. فخلف هذه البشاعة لا يقبع فحسب معطى "خدمة" اسرائيل، بل وأيضاً الفساد: "تجارات" وتعهدات ووساطات وكوميسونات تعتاش على بؤس الشعب الفلسطيني، تستفيد من الموقع السلطوي للتمكن من الممارسة، برضى اسرائيل وإجازة منها، وتوزع كالعادة الفتات على الأزلام، وترسلهم يحمون مكاسبها. ويقال أن وراء قرار تصفية نزار بنات، ليس فحسب سلاطة لسانه، وإنما فضحه للصفقة المشبوهة لتبادل اللقاحات مع اسرائيل، ونشره لتفاصيلها في منتصف حزيران/يونيو الفائت، ما أدى الى الغائها. وهي كانت تقول أن السلطة تستلم فوراً مليون جرعة لقاح من إسرائيل... تنتهي صلاحيتها خلال أيام، أي غير قابلة للاستخدام، مقابل "رد الجميل" الى إسرائيل بعد ثلاثة أشهر وبالكمية نفسها المخصصة لفلسطين، والتي يفترض ان تصل الى السلطة بواسطة "كوفاكس" وتبرعات شتى.

مقالات ذات صلة

هم يعملون يداً بيد مع الأجهزة الإسرائيلية ولا يزعجهم ذلك، وينسقون معها، يعتقلون الناس، ويعذبونهم ثم يسلمونهم لها. السلطة الفلسطينية، بأجهزتها المدنية والمسلحة، جزءٌ من منظومة الاحتلال الإسرائيلي، وفي خدمته ليس إلا. وهذه الوقائع اليوم هي دلائلُ جديدة على نهج العمالة الممعن في خياره هذا. 

مقالات من فلسطين

رحلة البحث عن رغيف

كُل صباح في الأيام الماضية، حينما أجوب الشوارع، لا أجدني سوى باحث عن الخُبز، وأنا حقيقةً لا أستوعب إلى الآن أن الحال وصلت بي - كما وصلت بكُل الناس- إلى...

خالدة جرار مسجونة في قبر!

2024-11-21

"أنا أموت كل يوم، الزنزانة أشبه بصندوق صغير محكم الإغلاق، لا يدخله الهواء. لا يوجد في الزنزانة إلا دورة مياه ونافذة صغيرة فوقه أغلقوها بعد يوم من نقلي إلى هنا...

اقتصاد البَقاء: الدّلالةُ والمفهوم في ظلّ حرب الإبادة

مسيف جميل 2024-11-17

لا توجد جدوى للصمود، ما لم يرتبط بالتصدي للاحتلال. استخدم المانحون "الصمود" كإطار جديد، يتماشى مع المرحلة الفلسطينية، ويراعي المشاعر الفلسطينية والحس الوطني السياسي، وكأن التنمية تحدث بتسمية وتبنِّي مصطلحات...