فلسطين المتجددة أبداً!

المغزى الأساسي للانتفاض اليوم في فلسطين – كل فلسطين – هو هذا تحديداً: لن يستتب الأمر لكم في أي وقت، ولا في أي ناحية من فلسطين. سيخرج الفتية والفتيات أبناؤها، جيلاً بعد جيل، لمقارعتكم، مستحضِرين ما عاشه أجدادهم، النكبة في 1948 وكل ما تلاها، قائلين أنه ليس ماضياً، وأن النكبة مستمرةٌ ومتجددة.
2021-05-13

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك
ليلى الشوا - فلسطين

سيدرك الإسرائيليون، قيادةً ومجتمعاً، أنهم كلما اعتقدوا أن الأمر استتب لهم، تأتي لحظة ينقلب فيها البنيان برمته، ويخرج جيل جديد يقاومهم، بتصميم ووعي مذهلين.

ظنوا بعد الانتفاضة الثانية أن مقاومة الفلسطينيين لهيمنتهم صارت محصورةً بقلة أو حتى بأفراد، وأن الكتلة الأعظم سلّمت أمرها لله، وراحت تسعى للتأقلم مع شروط العيش المتاحة، بل وحتى للفوز بأفضل الممكن، بدليل الساعين إلى النجاح من الفلسطينيين ، وأن قوى سياسية فلسطينية من اتجاهات مختلفة، وممثَلة بشخصيات متنوعة، انخرطت في الحياة السياسية الاسرائيلية، لا همّ لها سوى المساومة على موقعها ومكتسباتها ومناصبها...وأن السلطة الفلسطينية تتولى مهام "الإدارة الذاتية"، معفيةً الاحتلال من هذا العبء. وأن دولاً عربية، وإن كانت هامشية وتافهة (ومن ليس تافهاً هذه الأيام؟)، تأخذ إسرائيل بالأحضان، ممارسةً "صلحها" معها بأشد الأشكال ابتذالاً، إمعاناً في الاستفزاز من ناحية، وفي تعظيم الخدمة من ناحية ثانية..

المغزى الأساسي للانتفاض اليوم في فلسطين – كل فلسطين –هو هذا تحديداً: لن يستتب الأمر لكم في أي وقت، ولا في أي جهة من فلسطين. سيخرج الفتية والفتيات أبناؤها، جيلاً بعد جيل، لمقارعتكم، مستحضرين ما عاشه أجدادهم، النكبة في 1948 وكل ما تلاها. قائلين أنه ليس ماضياً، وأن النكبة مستمرةٌ ومتجددة. وسيقابَلون باحتضان عارم في المنطقة التي تُجدد، هي الأخرى، انتفاضاتها كل بضع سنين، معلنةً رفضها السحق الذي يجري تجريعه لها.

لا تهم التفاصيل. ولا يهم الاختلاف - المشروع – حول التكتيكات، وحتى على سواها من الظواهر و"الأغراض" التي يمكن أن تُساءَل. لا يقع قلب الموضوع هنا. وإنما في هذه الحقيقة الموضوعية: سيقاوم الفلسطينيون كل حين، بين إحباط وآخر، وعلى الرغم من أي ضياع وإنهاك وبؤس، إلى أن يدرك محتلوهم ومضطهِدوهم ومرتكبو المجازر بحقهم أنه لا رجاءَ لهم... فيهزَمون. هذا هو مآلهم. 

مقالات من فلسطين

مساعدات ل"إنقاذ الحرب"

لا أستطيع أن أرى في هذا المشهد، وهذه المساعدات، إلّا أنها إنقاذ للحرب، إنقاذ لكلّ الأطراف. أولاً لإنقاذ الحرب من فكّ الاعتراض الدولي والأصوات المستنكِرة، ثانياً لإنقاذ إسرائيل من جريمة...

هل من مخرج لفلسطين من الإبادة نحو السيادة؟

فلسطين في مرحلة حرجة ومصيرية، تتطلب تكاتف الجهود والمبادرة الخلاقة والجريئة، وليس الاختباء والانتظار. قد يتيح توسيع المبادرة الاقتصادية الفلسطينية، وربط تدويل مصالح الاقتصاد الفلسطيني (حتى ولو بالارتهان للاقتصاد العالمي)...

سقط العالَم إنْ سقطَت غزّة

2025-07-24

غزّة تُجوَّع. لا وقتَ لتمنيق الكلام. غزّة كلها جائعة: أكثر من مليوني إنسان منهَك الجسد والروح، جائعون. إنه ذلك النوع من الكوارث المفتعَلة الشريرة الذي يتطلب منا أن نفقد عقلنا...

للكاتب نفسه

غزة: لن ننسى ولن نسامح

ليس من المعقول أن تستمر هذه الحال من الإبادة في غزة. لا من العرب جميعاً، حكاماً وشعوباً، ولا من تركيا ولا من إيران، الغارقتين تاريخيّاً وعملياً ولفظياً، في المسألة الفلسطينية...

لبنان: من هو الوطني اليوم؟

الوطني اليوم هو من ينوي لملمة كل تلك التقرُّحات وكل ذلك العفن. أن ينوي أصلاً، ويعلن عن ذلك، فهي خطوة إيجابية. وهو سيواجه مقاومة عنيدة من المستفيدين من واقع الحال...

لبنان مجدداً وغزة في القلب منه

... أما أنا فأفرح - الى حدّ الدموع المنهمرة بصمت وبلا توقف - لفرح النازحين العائدين بحماس الى بيوتهم في الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. لتلك السيارات التي بدأت الرحلة...