نساء يكتبن المعتقل: عن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال

تجربة أسيرة فلسطينية من مخيم "جنين" أمضت عشر سنوات في المعتقل، وذاقت صنوف التعذيب الشديد لأنها كانت مقاوِمة، وكذلك حقداً على مخيمها المقاوِم.. وإشارات إلى معاناتها في مجتمعها بعد تحررها من الاعتقال.
2019-03-08

أماني عويس

طالبة دكتوراه في علم الاجتماع بجامعة تونس، من فلسطين

فؤاد غربالي

باحث في علم الاجتماع، من تونس


شارك
منى نحلة - لبنان

السجن أينما كان هو دائماً – بالنسبة للسجين - مسرح لامتحان القوة ولمقاومة ضدية متعددة، تشمل السجانين وإدارة السجن والعدالة، وصولاً إلى المجتمع نفسه. ولكن الامتحان الأساسي يظل علاقة المسجون بذاته، فهو ينازعه دائماً سؤال عن قدرته على مقاومة من يعتبرهم أعداءه بأسلحة غير متكافئة، وسؤال عن أية موارد يستطيع أن يعتمد عليها، ومن أين يمكنه أن يستمد الطاقة لكي يدافع عن نفسه...

ربما يخص هذا الأمر كل المساجين. لكن حين يتعلق الأمر بمعتقل سياسي، كما هنا في الحالة الفلسطينية، فلا بد من قراءة السجن كإحدى آليات تكريس الاحتلال، ليس للأرض فقط، بل وأيضاً لأجساد الذين يجري احتلالهم، وضبطها بغية إذلالها وإنهاكها وإلحاق الهزيمة بها. وهذا أمر يتأكد أكثر حين يكون الجسد أنثوياً، والأسير امرأة. لهذا يبدو مهماً الإصغاء ملياً لأصوات الأسيرات الفلسطينيات ولتجربة الاعتقال التي مررن بها، وهي مرّة وقاسية في أغلبها. وحين نحفر في البنية الذهنية للعقل الاحتلالي، نتبين كيف أن أسر النساء هو مدخل لإذلال ثقافي ومعنوي للشعب الفلسطيني.

صحيح أن سجون الأنظمة العربية هي سجون للإذلال والقمع وممارسة الإرهاب. لكن سجون الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تجارب الأسيرات، هي محاكاة على نحو ما لتجربة "الهولوكوست"، حيث يظهر السجّانون في سجون الاحتلال في تطابق مع فكرة عبّرت عنها حنة آرنت بأن "هناك يجري تعلّم كيفية القضاء على الرأفة الحيوانية التي يتأثر بها كافة البشر الأسوياء عندما يشاهدون الإيذاء الجسدي". وانتهاك أجساد الأسيرات يبدو من منظور الاحتلال وكأنه نجاح في انتهاك النظام الثقافي الفلسطيني والعربي. فالفكرة الراسخة لدى كل المحتلين الذين مروا على المنطقة أن معتقدات شعوبها تقوم على المطابقة بين شرفها وأجساد نسائها. وما فعله الاحتلال الفرنسي في نساء الجزائر والاحتلال الأمريكي في نساء العراق يؤكد هذا. وهناك أيضاً أن انخراط المرأة في المقاومة هو، من منظور الاحتلال، تعدٍ على ذكوريته هو. فالذهنية الاحتلالية ذهنية ذكورية دائماً، وهذا ما يتبين في الشهادات المجموعة هنا.

لا بد من قراءة السجن كإحدى آليات تكريس الاحتلال، ليس للأرض فقط، بل وأيضاً لأجساد الذين يجري احتلالهم، وضبطها بغية إذلالها وإنهاكها وإلحاق الهزيمة بها. وهذا أمر يتأكد أكثر حين يكون الجسد أنثوياً، والأسير امرأة.

انتهاك أجساد الأسيرات يبدو من منظور الاحتلال وكأنه نجاح في انتهاك النظام الثقافي الفلسطيني والعربي، فالفكرة الراسخة لدى كل المحتلين الذين مروا على المنطقة أن معتقدات شعوبها تقوم على المطابقة بين شرفها وأجساد نسائها.

لكن المفارقة أن تجربة الأسر التي تنتهي بالتحرر قد لا تعني دائماً تتويج المرأة المقاوِمة المحررة بإكليل البطولة. فثمة تجربة أخرى قد تكون أكثر وطأة من الأسر نفسه، وهي المتعلقة بحياة ما بعد الأسر، في مجتمع فلسطيني محكوم - على غرار بقية المجتمعات العربية - بتمثلات للمرأة فيها الكثير من النظرة الدونية. ثمة مواجهة ما مع الذات. وقد يكون هناك تراجع. ولهذا تظهر أهمية الاشتغال على المسارات الفردية للأسيرات وكيف عشن تجربة الأسر وما الذي فعلته هذه التجربة في ذواتهن وما معنى أن تكون واحدتهم أسيرة محررة...

ما قبل الاعتقال: اجتياح جنين غيّر تفكيري

الحديث كان مع (ق) من مخيم "جنين" للاجئين في الضفة الغربية، وقد جرى في بيتها. حدثتنا عن نفسها قبل الاعتقال وكيف كانت تريد أن تقدم شيئاً للوطن حيث الحلم بالتحرر من الاحتلال هو جزء من الذات والهوية الفردية. تقول:

''أنا متزوجة وعندي أربعة أبناء، وكنت سعيدة جداً مع زوجي وأولادي. تزوجت صغيرة، كان عمري 15 سنة.. لكن ما كان ينغص حياتنا هو وجود الاحتلال. بدأت حياتنا تتغير عند اجتياح مخيم جنين حيث شاهدنا وعشنا الدمار وسقوط الشهداء والإرهاب الذي خيّم علينا. هذا الشيء غيّر من تفكيري.. فثمة قهر، ولم أرضَ بما حدث للمخيم. وكان هناك أيضاً خوفي على أطفالي، وأن يستشهد أحدهم يوماً ما.. فقررت أن أذهب للمقاومة، وكان أخي ( ف) في صفوفها، وطلبت أن أساعدهم فكان أول ما جوبهت به هو الرفض، لكوني متزوجة وعندي أولاد، وعليّ التركيز على عائلتي. ولكني بقيت مصممة، وتساءلت لماذا فقط الرجال، أين دورنا نحن النساء؟ نحن من حقنا أن نقاوم، فهذا وطننا. بقيت أحكي مع أخي وهو الآن في المعتقل ومحكوم بأحكام عالية.. وأخيراً وافقوا وانضممت لحركة فتح وكُلفت ببعض المهام من بينها حماية بعض الشباب المقاومين في بيتي، ليُطلب مني فيما بعد إيصال أحد الاستشهاديين الى القدس المحتلة، فوافقت مباشرة على القيام بهذه المهمة. قام هو بتفجير نفسه وقتل ثلاثة إسرائيليين وأصاب 85 بجروح. الاحتلال لم يعرف من قام بإيصال هذا الشهيد. ثم كان لي دور أيضاً مع "الجهاد الإسلامي" حين قمت بإيصال استشهادي آخر. ولكن العملية فشلت وتمّ قتل الشهيد واقتحام بيتي الذي قاموا بتدميره كلياً والاعتداء عليّ وعلى أولادي".

الاعتقال: الإذلال والمقاومة

المحتل يخزّن أحقاده ضد كل فعل مقاومة، واجتياح مخيم جنين الذي جوبه بمقاومة كبيرة جعل الاحتلال ينزع أكثر إلى الانتقام من المخيم وأسراه، وهذا ما ظهر في أساليب التحقيق والتعذيب النفسي للأسيرات، بدءاً من السجن الانفرادي والتحقيق في ظروف مهينة، وصولاً إلى التهديد باعتقال الأبناء. نتذكر هنا "فرانز فانون" حين يتحدث عن الاستعمار بوصفه نظاماً للاضطهاد يتناول الوجود وتغييره على نحو أساسي من خلال سحق من وقع احتلالهم وجعلهم بلا ماهية. والنساء من منظور الاحتلال الإسرائيلي هن عنوان الوجود الفلسطيني بالمعنيين الديمغرافي والثقافي، وهو وجود يجب محقه على نحو ما. تقول (ق):

"كان حقدهم على مخيم جنين هائلاً وقد تجسّد بي. أخذوني إلى التحقيق في "المسكوبية" (مركز للتحقيق له صيت مرهوب، يقع في القدس الشرقية، وهو جزء من مجمع بنته الجمعية الامبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية برعاية قيصر روسيا عام 1864). مكثتُ 115 يوماً في الزنازين للتحقيق الذي كان عبارة عن تعذيب نفسي وآخر جسدي.. والأول كان الأقسى. وأظنه كان أشد مما تخضع له سائر الأسيرات ليس لأن ما قمت به أفضل مما قمن به، بل لأنهم حاقدون على مخيم جنين وأنا ابنة هذا المخيم.. كانوا يقيدون يدي لساعات ويمنعونني من دخول الحمام لأيام، وأنا أمٌّ لأربعة أطفال. زوجي معتقل وإخوتي معتقلون.. كل عائلتي من الرجال في الاعتقال. وكان لترك أولادي دون أم ولا أب وقعٌ شديد الثقل علي.. وكان المحققون في إطار التعذيب النفسي يقولون لي أبناؤك ماتوا.. قتلناهم.. ونساء إخوتك أخذناهم وهن بجانبك الآن في الزنازين. بقيت سبعة أشهر - حتى بعد أن ذهبت لسجن "الرملة" (في الأراضي المحتلة عام 1948) - لا أعرف شيئاً عن أولادي".

المنفى في زنازين السجن: اقتصاد سياسي للجسد المحتل

يتحدث ميشيل فوكو في كتابه "المراقبة والعقاب" على أنه يجب إدراج النظم العقابية في "اقتصاد سياسي للجسد"، ''فحتى حين لا تستعين هذه النظم بالعقوبات العنيفة أو الدموية، وحتى حين تستعمل الطرق "اللطيفة" التي تحبس أو تُصْلح، فالمهم فيها دائماً هو الجسد - الجسد وقواه وفائدته وطواعيته وخضوعه". تروي (ق) كيف رُميت في زنزانة تسمى "المنفى" وهي سجن انفرادي:

"زنزانة المنفى تحت الأرض. بقيت فيها 14 يوماً. لا ترين شيئاً ولا تسمعين شيئاً، وهذا من أجل إذلالك وإخضاعك لتقدمي الاعترافات التي يطلبونها منك.. يأتون بالحشرات وينشرونها في الزنزانة ويدخلونها من تحت الباب، وذلك للتخويف. وفعلاً كنت أخاف وأصرخ. كانت كمية الحشرات كبيرة.. لا يوجد سرير في الزنزانة. فقط فراش رث رائحته كريهة جداً. لا يوجد حمام ولا حنفية ماء كي أغتسل أو أشرب أو أتوضأ. كنت أصرخ وأضرب الباب، لكن لا حياة لمن تنادي.. العذاب الذي ذقته هناك لا يزال يرافقني حتى بعد خروجي، ولا زلت لا أصدق أنني احتفظت بعقلي. كان أكثر من فيلم رعب.. اليوم الذي قرروا فيه أخذي إلى سجن آخر فيه أسيرات، شعرت وكأنه أفرج عني.. سأرى الناس، ناسٌ من شعبي. لمدة 115 يوماً لم أرَ بنتاً عربية.. فقط أنا وأربعة حيطان سوداء.. عندما رُحّلت إلى سجن الرملة وجدت الكثيرات مثلي. أسيرات عشن الآلام نفسها، ودافعن عن بعضهن البعض. النفسية التي كانت في الزنازين، ووجودي بين الأسيرات خفف عني بعض الشيء. حاولنا أن نبني حياتنا داخل السجن ونقاوم من داخله.. عملنا تنظيماً خاصاً لحياتنا. مكتسباتنا في السجن، مثل إدخال الكتب ورؤية أطفالنا، لم تكن هدية من إدارة السجن بل كانت كلها نتيجة إضرابات خضناها. وعلى ذلك، فالضرب موجود، وكذلك الاقتحامات من قبل السجانين المدججين بالسلاح. كانوا يرشوننا بالماء، ويدخلوننا زنازين فردية مدّةً قد تصل إلى أسبوعين. سجن الرملة كان قاسياً. وكنا مختلِطات مع سجينات "حق عام" قبل أن يتم نقلنا الى سجن التليمود بعد إضراب عن الطعام دام 12 يوماً. إلا أن كل السجون الإسرائيلية سيئة. لا يوجد علاج والإهمال الطبي كثير، وهذا ما أدى إلى وفاة أسيرات كثيرات مباشرة بعد خروجهن من السجن. مرة نادتني السجينات: "لديك زيارة"، ففوجئت. كانوا أولادي. فرحت. لكني رأيت ولدين ملابسهما رثة وكانا يناديان من وراء الزجاج "يا ماما". لم أستطع لمسهما واحتضانهما، سألتهما أين إخوتكم.. قالوا لي "أحنا في ملجأ الأيتام وأخواتنا – كانوا بنتان - ليسوا معنا"، (تبكي). عرفت فيما بعد أنهن في مؤسسة أيتام ثانية.. حينها أغمي علي وبقيت أعيش على المهدئات طيلة شهر كامل".

الخروج من الأسر لا يعني الحرية

يستقبل الفلسطينيون أسراهم المحررين بكثير من الفرح وبشعور مستمر بأن فكرة المقاومة لا تزال ذات قيمة. والاحتفاء بتحرير الأسرى هو طقس قديم في تقاليد الشعوب المستعمَرة، حيث يظل الأسير في النهاية في حالة تجذر داخل بنية ثقافية فشل الاحتلال في انتزاعه منها. وهي بنية تبدو مؤثرة بشكل أو بآخر في حياة الأسيرات. ففي الحالة الفلسطينية، كما في حالة المجتمعات العربية الأخرى، النساء لا يجب أن يكن في السجن حتى ولو من أجل القضية العادلة. لأن السجن هو عالم للرجال فقط. لهذا يغدو التفكير في "كلام الناس" جزء من تجربة الأسر ذاتها التي تستمر بعد انتهائه، حيث توضع الأسيرة في وضعية مفارَقة قاسية. فهي انخرطت في المقاومة – الثمينة بنظر المجتمع - من أجل قضية التحرر، لكنها تجد نفسها في المقابل إزاء بنية اجتماعية محافِظة تتمثل الجسد النسائي خارج دوائر الصراع المسلح والمقاومة والاعتقال.

"في السجن كنت أفكر فيما يمكن أن يقوله الناس عني. جزء من أقاربي كانوا فخورين. لكن جزءاً آخر كانوا يقولون لي أنت أم فلماذا فعلت بنفسك هذا.. كنت سعيدة جداً قبل المعتقل، لم أفكر أن هذا الأمر سيأخذني من أولادي ويدمر عائلتي.. الناس كانوا يقولون عني أشياء، وهذا كان يصلني عن طريق أطفالي أو المحامين. ولكن كلام الناس لم يكن يعنيني. ولم تكن هناك إمكانية للرد أثناء الاعتقال. في العشر سنوات التي أمضيتها في المعتقل كان كل تفكيري منحصراً بأبنائي، ولكن معنوياتي كانت عالية. لم أكن أريد أن أضعف داخل المعتقل بل أن أظل امرأة حديدية حتى لا ينكسر صمود الأسيرات وتضامنهن. عندما حُكم علي بالمؤبد ضحكت، إذ كان لدي يقين بأنني سأعود إلى أولادي. وفعلاً بعد عشر سنوات جاءنا الخبر (بعد خطف الجندي الإسرائيلي)، وأبلغنا أن كل الأسيرات سيغادرن المعتقل. حينها عشت ثنائية الفرح القلق. فرحتي بالخروج لا توصف. ولكن كيف سأجد أولادي وقد أصبحوا في عمر الشباب.. بعد الخروج ظللت منطوية على نفسي فترة حتى أتأقلم من جديد. السجن جعلني أقوى من الأول. تلك البنت الصغيرة أصبحت امرأة ناضجة. أعرف ماذا أريد. في السجن اشتغلت على حالي كثيراً".

القضية لا تموت

تروِّج البروباغندا الصهيونية لإسرائيل ديمقراطية في صحراء الديكتاتوريات العربية. لكن التمعن في تجارب الأسيرات والاستماع لأصواتهن يكشف عن رغبة الاحتلال الإسرائيلي في كسر إرادة المقاومة بوجهها النسائي خصوصاً. فتثبيت ذكورية استبدادية في المجتمع الفلسطيني هو رهان احتلالي بامتياز. تحييد النساء عن المقاومة هو ترسيخ لوصم ثقافي لمجتمعات تحتقر النساء وتُدرجهن في نطاق المحرّم والعيب. وهو ما يحاصر فكرة المقاومة ويجعلها في قطيعة مع قيم التحرر النسوي.. الشرط الأساسي لتحرير الأرض.

مقالات ذات صلة

مقالات من فلسطين

رحلة البحث عن رغيف

كُل صباح في الأيام الماضية، حينما أجوب الشوارع، لا أجدني سوى باحث عن الخُبز، وأنا حقيقةً لا أستوعب إلى الآن أن الحال وصلت بي - كما وصلت بكُل الناس- إلى...

خالدة جرار مسجونة في قبر!

2024-11-21

"أنا أموت كل يوم، الزنزانة أشبه بصندوق صغير محكم الإغلاق، لا يدخله الهواء. لا يوجد في الزنزانة إلا دورة مياه ونافذة صغيرة فوقه أغلقوها بعد يوم من نقلي إلى هنا...

اقتصاد البَقاء: الدّلالةُ والمفهوم في ظلّ حرب الإبادة

مسيف جميل 2024-11-17

لا توجد جدوى للصمود، ما لم يرتبط بالتصدي للاحتلال. استخدم المانحون "الصمود" كإطار جديد، يتماشى مع المرحلة الفلسطينية، ويراعي المشاعر الفلسطينية والحس الوطني السياسي، وكأن التنمية تحدث بتسمية وتبنِّي مصطلحات...

للكاتب نفسه

تونس: الثورة تنقسم على نفسها

كان 17 كانون الأول/ ديسمبر هو لحظة تكثيف معارضة التونسيين لتوصيات مؤسسات التمويل العالمية التي كانت تونس أحد "تلامذتها النجباء"، والتي أفرزت شروخاً اجتماعية، وجيوشاً من العاطلين عن العمل، ولا...

تونس: مثقفون هاربون من السياسة

لم تكن النخب الثقافية في تونس تتوقع أن يحدث تغيير جذري يطيح بالنظام، بل أن يُحْدِث النظام إصلاحات سياسية تتعلق بحرية التعبير والتعددية السياسية. تهاوي النظام كان الصفعة القاسية لغالبيتها،...