في المغرب، لا يسمح للمغاربة المسيحيين والبهائيين والشيعة.. بممارسة شعائرهم. هناك تنميط للدين والرأي، الدين السائد هو الدين الرسمي فقط، لا الشعبي الموروث بالفطرة، والرأي السائد هو الرأي الواحد المعروف ب"الإجماع" والاستثناء المغربي الوهمي.
لذا فالحرية غير موجودة، اللهم إلا في أّذهان رهط من المطبلين للنظام الحاكم من المنتفعين من اقتصاد الريع والفساد الذي ينخر البلد. يفر المضطهدون سياسياً ودينياً ومثليي الجنس خوفاً من العقاب الشديد، ويُرغِم البؤس والجوع الكادحين والمجوعين، ومن نهبت أراضيهم على ركوب قوارب "الموت" طمعاً باوروبا.
المغرب عظيم بتاريخه وحضاراته وثرواته الطبيعية والبشرية. فلماذا يهرب المغاربة من بلاد الفيوضات؟ ولماذا يتمنى معظم المغاربة الهجرة إلى الخارج وترك بلاد الخيرات؟ وماذا ينقصهم في أجمل بلد في العالم؟
الهروب من المغرب تاريخيا
الهجرة من المغرب قديمة و كانت تنتظم حسب الحاجات الاقتصادية وحالة السلم والحرب في العالم. أشار مولييراس في كتابه " المغرب المجهول" عام 1895 أن أكثر من 20 ألف ريفي كانوا يذهبون كل سنة إلى الجزائر للعمل في مزارع وبساتين الفرنسيين. وفي بداية القرن العشرين كان ما بين 40 ألف و50 ألف عامل ريفي يهاجرون كل سنة للجزائر، هذه الهجرة على طريقة "الخطاف" استمرت بصورة حادة إلى عام 1954. خلال الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918 ) عين في فرنسا بخدمات الحفر في المجال العسكري والقطاع الخاص ما بين 230 ألف مهاجر من المستعمرات، منهم 35 ألف مغربي.
وفي عام 1912 عبَر المغاربة المنتمين لمنطقة سوس من خلال الجزائر إلى فرنسا، بصحبة مغاربيين آخرين، واشتغلوا في معامل "مارسيليا" وموانئ مدينة "نانت" ومناجم "با دو كاليه" شمال فرنسا.
ومن بين 40 ألف رجل تم إدماجهم في "الجيش الأهلي الشمال إفريقي" (فرنسي) لقي في الحرب العالمية الاولى 9000 مغربي حتفهم في حين جرح 17 ألفاً منهم. في عام 1930 هاجر إلى فرنسا سراً 21 ألف مغربي، وبلغ عدد المغاربة المقيمين في فرنسا عام 1931 أكثر من 10 ألآف مهاجر.
فرضت "مصلحة اليد العاملة" منذ نشأتها إرسال 5000 عامل مغربي للعمل في مجال الفلاحة بفرنسا، وفي عام 1940 سمح ل 5000 عامل مغربي بتعويض اليد العاملة البلجيكية والبولونية والتشيكية التي تم طردها في أعقاب الصراع مع بلدانها. وفي نهاية الحرب العالمية الثانية كان المغاربة يمثلون ثلث السكان المهاجرين بفرنسا، وفي عام 1962بلغ عدد المغاربة بفرنسا 53960.
ناهز عدد المهاجرين المغاربة حوالي مليونين خلال الربع الأخير من القرن العشرين، وفي نهاية العقد الأخير من القرن العشرين بلغ عددهم بالخارج حوالي مليون وسبعمئة ألف إنسان، يتركز حوالي 80 في المئة منهم في أوروبا. وبلغت نسبة هجرة النساء خلال العقدين الآخيرين من القرن العشرين 45 في المئة من مجموع المهاجرين، وسجل شيوع ظاهرة زواج مغربيات يفترض أنهم "مسلمات" من غير "المسلمين".
في كتابه " الهويات القاتلة" يشير الكاتب اللبناني أمين معلوف الى الهوية المركبة والانتماء المزدوج، ولكنه يرى أنه "يوجد في أعماق كل واحد انتماء واحد يعتد به. إنه حقيقته العميقة، جوهره الذي تحدد مرة واحدة إلى الأبد لحظة الولادة، وهو لا يتبدل". ولكن حركة الهجرة العالمية خلال تسعينات القرن الماضي طالت نحو ستين مليوناً من البشر الذين انفصلوا عن بيئاتهم الأولى، منتقلين إما من الأرياف والبوادي إلى حواضر المدن، وإما من الأوطان الأصلية إلى البلدان المصنعة.
وفي 2014 بلغ عدد المهاجرين المغاربة بالخارج 5.4 مليون نسمة حول العالم، 70 في المئة منهم شباب دون سن ال 45 .
قاصرون "يغزون" بلاد الغرب
يهرب الأطفال المغاربة من البلد إلى أوروبا، للحصول على وثائق الإقامة ولتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمادي، وبسبب الفساد والبطالة المتفشية في بلدهم.
تقول الإحصائيات والأرقام إن حوالي 38 في المئة من الأطفال المغاربة الذين تقل أعمارهم عن 17 عاماً يعانون الفقر في مختلف أبعاده، وخاصة المتعلق بالعلاج والتأمين الصحي، والوصول إلى الماء الصالح للشرب، والسكن، والتربية والتعليم (35.3 في المئة منهم) ، وخدمات الصرف الصحي. كما أن من 46 في المئة من الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 15 و17 سنة محرومون من الاستفادة من التغطية الصحية، و53 في المئة من الأطفال تحت سن الأربع سنوات محرومون من هذه الخدمة. كما أن 60 في المئة من المغاربة يعيشون عند خط الفقر من بينهم فئة تعانيه بشكل حاد، كما يعانون من حرمانهم من حقوقهم الأساسية.
في عام 1930 هاجر إلى فرنسا سراً 21 ألف مغربي. ومع نهاية العقد الأخير من القرن العشرين، بلغ عدد المهاجرين المغاربة في الخارج حوالي مليون وسبعمئة ألف إنسان، يتركز حوالي 80 في المئة منهم في أوروبا. وبلغت نسبة هجرة النساء خلال العقدين الآخرين من القرن العشرين 45 في المئة من مجموع المهاجرين.
لذا يطرح أطفال المغرب السؤال المزعج التالي: أين المفر؟ الجواب الهروب إلى بلاد الغرب علّهم يحصلون على جنسيات دولها. فالجنسية المغربية ا احتلت اليوم الرتبة 123 دولياً ولكن الثامنة ضمن ترتيب أفضل جنسيات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسب تصنيف "مؤشر هينلي" ( أشهر ترتيب لأفضل الجنسيات بالعالم 2017). وحازت المملكة في هذا التصنيف على معدل عام يقدر بـ26.1 في المئة، فيما حلت في الرتبة 51 على مستوى حرية تسوية الأوضاع بحصولها على معدل 1.9 في المئة، والرتبة 118 في ما يتعلق بحرية السفر بحصولها على معدل 31.9 بالمئة، والرتبة 126 في ما يتعلق بالقيمة الخارجية للجنسية بحصولها على معدل 16.9 بالمئة.
.. وقد قيل قديما "إذا عُرف السبب بطل العجب".. لذا عُرف لماذا رفع المغاربة شعار" الشعب يريد إسقاط الجنسية" خلال الحراك الاحتجاجي الذي يعم البلد.
أرغم "إملاق" (بلغة قبيلة "لخم"، وهو الجوع)، أطفال المغرب على الهروب إلى أوروبا فوصل 6414 قاصراً بشكل غير نظامي إلى إسبانيا في عام 2017، بزيادة قدرها 64 في المئة مقارنة بعام 2016 ، وفقاً لإحصائيات منظمة « Save the Children ».
وشكل عدد الأطفال المغاربة غير المصحوبين الذين تسللو إلى إسبانيا 70 في المئة من مجموع 7145 طفلاً غير مصحوب من مختلف الجنسيات، حسب مع صحيفة "إلبايس" الاسبانية، ما دفع حاكم مليلية الاسباني (محتلة) إلى رفض تسجيل القاصرين المغاربة غير المرافقين من أهلهم بالمدارس، وطالب بترحيلهم.
في المغرب ينتشر الفساد والبيروقراطية والمبالغة في بناء المساجد وسط أحياء الصفيح وقرى المغرب العميق المطحون التي لا تتوفر على مستشفيات ولا طرق ولا ماء ولا كهرباء ولا مراحيض. وتفوق ميزانية بناء المساجد ميزانية قطاع الثقافة بالمغرب العجيب، ويشيد في البلد ما بين 160 و 200 مسجد سنويا، وهو ما يعادل تقريبا معدل المدارس المغلقة بالبلد اليوم.
بلد عشرات ألوف المآذن.. والانسان صفراً
01-02-2018
لا تنتج المساجد غير الكلام بينما تنتج الزوايا والأضرحة ثقافة عبادة القبور والخرافة والأساطير، ومع ذلك تحظى بدعم منقطع النظير من قبل "المخزن" (الدولة)، لأنها عامل مهم في الاستقرار بنشرها لثقافة قدرية استسلامية وثقافة الرضى بالواقع المرّ، واتهام السماء بتفقير وتجويع المغاربة، رغم أن السماء لا تملك حسابات بنكية سرية وعلنية. تقول أغنى وزارة بالبلد ،"وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية"، في إحصاء رسمي إن 87 في المئة من الخطباء ليست لهم أية شهادات دراسية عليا. ولا يعد بناء 70 ألف مسجد بالبلد معياراً من المعايير المعتمدة لقياس مقدار التقدم والازدهار، على النقيض من بناء المدارس والمستشفيات والمصانع، باعتبار الدول التي تحتل المراتب الأولى في الرفاهية وجودة الحياة، هي التي تحتل المرتبة الأولى في جودة التعليم.
حج إلى "الفردوس" الأوروبي
سجل معدل البطالة بالمغرب تراجعاً طفيفاً خلال الربع الثاني من 2018 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث انخفض من 3. 9 في المئة إلى 1. 9 في المئة. ويتجاوز معدل بطالة الشباب المغربي اليوم المعدل الوطني ب 6 مرات، ويصل الى 40 في المئة من العاطلين عن العمل في الوسط الحضري، حسب ما ورد في التقرير السنوي ل"المجلس الاقتصادي والاجتماعي" (وهو مؤسسة رسمية) الذي دعا إلى الحد مـن حجـم الفوارق الاجتماعية ومحاربة الفساد مـن خـلال تركيـز الجهود على محاربة الفساد، وتعميم مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وزجر الممارسات المنافية للتنافس. وخلص إلى أن الحركات الاجتماعية والاحتجاجات المسجلة خلال الفتـرة الأخيرة أبرزت أن الفقـر والبطالة فـي صفوف الشباب والإقصاء أضحت ظواهر ينظر إليها المواطنون بشكل متزايد بصفتها شكلاً من أشكال الحيف، وحذر من أن تفاقم الفوارق ينعكس علـى التماسك الاجتماعي للبلاد... بينما تنص الأدبيات الشعبية على زواج الشاب وهو في مقتبل العمر ليكبر معه الأولاد ويعودوا عليه بالنفع عند حصولهم على عمل.
يحلم معظم الشباب المغربي بالهجرة إلى الخارج، ويقول رقم مثير ومرعب إن 80 في المئة من الشباب المغاربة يرغبون في هجرة البلد. الرقم لم يصدر عن دراسة لمؤسسة مغربية أو عربية، بل عن مؤسسات دولية وأمريكية، كمكتب الدراسات "بوسطن الاستشارية" (BCG)، واعتمد عينة من المغرب طالت 6721 مواطناً، وهو لم يقتصر على المغرب بل شمل العالم.
ينتشر في المغرب الفساد والبيروقراطية والمبالغة في بناء المساجد وسط أحياء الصفيح وقرى المغرب العميق المطحونة بالفقر والتي لا تتوفر على مستشفيات ولا طرق ولا ماء ولا كهرباء ولا مراحيض. وتفوق ميزانية بناء المساجد ميزانية قطاع الثقافة في البلاد، ويشيد فيها ما بين 160 و200 مسجد جديد سنوياً.
ويقول رقم أخر إن 91 في المئة من المغاربة مستعدون لمغادرة البلد والاستقرار في الخارج لضمان توفير حياة أفضل لهم وتطوير مهني وبيئة عمل جيدة، وكندا هي الوجهة المفضلة (37 في المئة منهم) وجاءت فرنسا في المرتبة الثانية. وقد احتل المغرب المرتبة 123 في التنمية البشرية، علاوة على شيوع الفساد. ويشهد البلد تحركات احتجاجية شبه يومية. ولكن من تظاهر سلمياً للمطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية وبالحريات وبالتوزيع العادل للثروات وبعدم زواج المال والسلطة وبتحييد الدين وعدم توظيفه لسرقة قوة ورزق المغاربة، سيزج به في غياهب السجون. الحل إذاً هو الهجرة السرية وركوب قوارب الموت.
موظفون يسعون لمغادرة البلد
سألت ممرضاً يعمل في إحدى محافظات الجنوب الشرقي للبلد: "لماذا ترغب بالهجرة إلى الخارج وأنت لست معطلاً؟ تملك منزلا وسيارة وتحيا حياة سعيدة في بلدك"؟ أجاب: "أطمح إلى تحسين وضعيتي المادية لأنني أتقاضى هنا مبلغ 5000 درهم (500 دولار) وهو مبلغ بسيط مقابل ما سأحصل عليه إن وفقت في الهجرة إلى الخارج" .
مشاهد من الرباط
04-01-2018
هنا شارع المهدي بن بركة ( زعيم اليسار المغربي) بالعاصمة المغربية الرباط، اصطفت ثلة من المغاربة في انتظار دورهم لتقديم ملفاتهم للحصول على وثائق من السفارة الألمانية. وعلى الرصيف المقابل للسفارة جلست شابة تنحدر من مدينة مراكش في انتظار دورها.
قالت إنها جاءت إلى السفارة لتقديم طلب الحصول على جواز سفر ألماني بعد أن تعرضت للسرقة في مراكش. وأردفت أنها تعيش في ألمانيا رفقة زوجها وابنهما الصغير، رغب زوجها بعد نهاية دراسته في العودة للاستثمار في المغرب وخلْق فرص شغل للشباب. أسس شركة متخصصة في الأمن المعلوماتي لحماية مؤسسات الدولة من التجسس والقرصنة. اعتقد بسذاجة – كما تقول - أنه سيحصل على صفقات بنزاهة ودون وساطات ولا محسوبية ولا إعطاء رشوة، بيد أن ظنه خاب بعد تقديم ملفه كاملاً للحصول على عدة صفقات لمرات ومرات، لم يحصل على أي واحدة منها. فقرر العودة إلى ألمانيا واستقر هناك بصفة نهائية حيث يعمل.
في المقهى الشعبي يعرب أستاذ لزميله عن رغبته في الهجرة إلى الخارج لأنه تعب من العمل في المغرب. ويرد الآخر بأنه سيتزوج فتاة من عائلته مقيمة بالخارج، وسينتقل إلى أوروبا للعيش معها.
الاقتصاد في المغرب باعتباره مُظلِماً
17-04-2018
في إحدى قرى المغرب الشرقي، يحكى الأهالي أن عاملاً منجمياً بفرنسا، رفض انتقال زوجته وأبنائه للعيش معه في الخارج في إطار سياسة التجميع العائلي، بدعوى خوفه من انسلاخهم عن هويتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، وعلل الأمر بتحولهم هم وأحفاده إلى "نصارى" فرد عليه أبناؤه: "إذا كنت تخاف من أن نكون نصارى في فرنسا، فإننا سنكون نصارى في المغرب"... ويغادر البلد ما لا يقل عن 50 مهندس معلوميات كل شهر، يجري استقطابهم من قبل شركات أجنبية (حسب ما ورد في تقرير لجريدة ليكونوميست).
يعد طلب التحصيل العلمي من بين العوامل الباعثة على مغادرة المغاربة إلى الخارج، وقد تصدر الطلبة المغاربة عدد الطلبة الأجانب بفرنسا خلال عام 2017 ، وبلغ عددهم 38002 طالب منهم 43 في المئة من الطالبات خلال سنة 2016 – 2017 ، أي بارتفاع نسبته 17 في المئة مقارنة مع الفترة ما بين 2011 و2016 ، حسب ما نشرته "الوكالة الفرنسية للنهوض بالتعليم العالي والاستقبال والحركية الدولية" (كامبوس فرانس).
يغادر البلد ما لا يقل عن 50 مهندس معلوميات كل شهر، يجري استقطابهم من قبل شركات أجنبية.
شعبياً يوصف الطالب العائد من الخارج بشهادات عليا للعمل في المغرب بالأحمق والمجنون، لأنه يطلب المحال.
يؤدي ظلم الطغاة من الحكام وجبروت رجال السلطة واحتقار "الرعايا" وجور القضاة وحكمهم بالزور والبهتان لصالح الأعيان والأباطرة وذوي الجاه والسلطان، وضعف ثقافة حقوق الإنسان ببعدها الكوني وغياب ثقافة المواطنة.. إلى هروب المغاربة من البلد لشعورهم بالاحتقار وبأن لا قيمة لهم وبأنهم ليسوا مواطنين. في المغرب السلطة القضائية مسيسة وخاضعة لإملاءات الهواتف. لكن هناك بصيص أمل، هناك قضاة نزهاء وقاضيات شريفات، لكنهم يشكلون أقلية وسط أغلبية فاسدة . لذا جور القضاء أحد الأسباب المباشرة لهروب المغاربة من البلد. يقول المثل المغربي الشعبي الساخر الشهير "المحامي المجهد هو لي كيعرف القانون، والمحامي المطور هو لي كيعرف القاضي" بمعنى أن: " المحامي المتمكن هو الملم بالقانون والمحامي الذكي هو الذي تجمعه بالقاضي علاقة مشبوهة".
وصحيح أن الدواعي الاقتصادية تعد أهم أسباب الهجرة من البلد مقارنة بالدواعي الاجتماعية والعلمية، ولكن البحث عن الحقوق والحريات عامل مؤثر وفعلي..
خلاصة
لا بد، علاوة على ما سبق وقيل، من تأميم الدولة المغربية للمدارس والمستشفيات وضمان التعليم الجيدة والصحة والشغل للمغاربة. وتوعية المغاربة بأهمية بناء المدارس والمستشفيات ومراكز تعليم اللغات الحية، ومساعدة الأرامل ودعم المطلقات واليتامى، عوض التشجيع الهائل للذهاب إلى المشرق للسياحة الدينية بأموال خيالية. يقول أحد الحكماء " من أراد أن يحج فليحج في جيرانه وأهله وبؤساء بلده". والمراد هنا أن يتصدق بالأموال التي سيخصصها للشعيرة التي تدر ذهباً على أهله وجيرانه واليتامى والأرامل. ولا بد من جعل العلاقة بين الدولة وحاملي المشاريع الممولة من أموال دافعي الضرائب ( "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" أنموذجاً) عمودية لا أفقية، لأنه تبين أن المستفيد من أموال المبادرة هم الولاة والباشوات والقادة، لا المغاربة المطحونون المفقّرون والمهمشون.