نعمل لأجلكم!

تقرر إذاً رصد 5.4 مليارات دولار لـ«مساعدة الشعب الفلسطيني»، نصفها لقطاع غزة. وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته من الدمار الذي شاهده في حي الشجاعية، واكد المجتمعون أن «حكومة الوفاق الوطني» ستكون وحدها موضع الثقة لاستلام الأموال المرصودة. وقررت قطر المساهمة بمفردها بملياري دولار. وقلق الفلسطينيون من المقابل المطلوب منهم، فأسماه بعضهم نزع سلاح المقاومة، وآخرون
2014-10-15

نهلة الشهال

أستاذة وباحثة في علم الاجتماع السياسي، رئيسة تحرير "السفير العربي"


شارك

تقرر إذاً رصد 5.4 مليارات دولار لـ«مساعدة الشعب الفلسطيني»، نصفها لقطاع غزة. وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن صدمته من الدمار الذي شاهده في حي الشجاعية، واكد المجتمعون أن «حكومة الوفاق الوطني» ستكون وحدها موضع الثقة لاستلام الأموال المرصودة. وقررت قطر المساهمة بمفردها بملياري دولار. وقلق الفلسطينيون من المقابل المطلوب منهم، فأسماه بعضهم نزع سلاح المقاومة، وآخرون «السلام الاقتصادي» وفق نظرية نتنياهو (وترجمته «قوت لا يموت» مقابل مصادرة كل شيء: القدس، وأراضي «ج» الغنية، والتخلي عن حلم التحرر الوطني، وارتضاء العيش في غيتوات معزولة ومقطعة الأوصال) الخ...
وحدها المنظمات التي تعمل على الأرض تعرف الحقيقة.. أو بعضها: لم يعمر إلا النزر اليسير مما تقرر اعادة اعماره بعد حرب 2008 - 2009 على القطاع، وهي كانت أقل تدميرا من هذه الأخيرة. رصدت الأموال في حينها، وبقي الكثير منها حبرا على ورق، وما صرف فعلا ظل مجمداً لأن المعابر مغلقة، فإسرائيل لم تسمح بمرور المواد.. وتقول منظمة اوكسفام مثلا ان الأطفال الذين يئنون اليوم في القطاع لأنهم بلا مأوى ولا مدرسة «سيصبحون أجدادا قبل أن يحدث اعمار أماكنهم» ما دامت إسرائيل تتحكم بالعملية وما دامت مصر تغلق هي الأخرى معابرها الى القطاع.
... ثم لماذا يتم التدمير ما دام ستلحقه إعادة اعمار؟ ومن دمَّر يعرف ماذا يفعل، أو يفترض به، لا سيما أن حرب إسرائيل الأخيرة على غزة «كلّفتْ»/ ها 2.5 مليار دولار (رسميا، بحسب موشي يعلون)، وما بين 4.4 و5.8 مليارات دولار بحسب دراسة أعدتها صحيفة هآرتس. ولعل إسرائيل ستطالب بناء عليه بمنحها تعويضات!
ما الخلاصة؟ اليوم ضجة وسجالات.. ستنسى قريبا. فمؤتمر القاهرة ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل النفاق المدهش منذ اطلاق «العملية السلمية» ثم الانصراف إلى «إنقاذها». المال لن يصل إلى الناس في غزة، وسيبدأ قريبا وضع الشروط ثم الزعل لأنها لا تُطبق، وسيتكفل الفاسدون من بين الوسطاء الفلسطينيين بملء جيوبهم لقاء وعود لن يمكنهم الوفاء بها. ولا يوجد دولتان ولا حل من هذا القبيل. والجميع يعرف ذلك، ويتكاذب، ويشتري الوقت، ويبرر بهذه الطريقة منصبه وحضوره الإعلامي، وكذلك مرتب آخر الشهر (الضخم) الذي يناله. والصراع مستمر.
            
 

للكاتب نفسه

ماذا الآن؟

وقعتْ إسرائيل في خانة المستعمِر، واهتزت بقوة "شرعيتها" المصنوعة بتوأدة. حدث ذلك بفعل مقدار منفلت تماماً من همجيتها في الميدان وصل إلى التسبب في الصدمة للناس، وكذلك بفعل التصريحات والخطب...