عن موقع العالم الجديد
تقرأ ليلى تواريخ صلاحية بعض المعلبات الغذائية، ثم ترميها في سلتها الكبيرة داخل إحدى مولات السليمانية باقليم كردستان العراق، مؤكدة أنها المرة الثانية التي تأتي فيها الى هذا المكان خلال اليوم، من أجل استكمال بعض المواد الغذائية التي ستكون لازمة لعائلتها المكونة من زوج وثلاثة أبناء، في حال نشوب قتال مرده الى استعدادات الاستفتاء التي يقوم بها رئيس الاقليم مسعود البارزاني، أو في حال تطبيق أي من العقوبات الاقتصادية، ومنها غلق الحدود، والتي تنادي بها كل من ايران وتركيا.
وتقول ليلى (49 عاما) في حديث لـ"العالم الجديد"، إن "أية عقوبات ستعرضنا للخطر، بل الابادة الجماعية، لأننا لن نتمكن من الحياة دون فتح المنافذ البرية والجوية مع دول الجوار، واستيراد ما يلزمنا"، متسائلة "ما حاجتنا لاستفتاء يقتلنا".
أما غازي (60 عاما) الذي يعمل سائق تاكسي، فيؤكد أنه لن يشارك في هذا الاستفتاء، لأنه "لا يمثل طموحات الشعب الكردي، وإنما سيصب في صالح (رئيس الاقليم) مسعود بارزاني".
ويشير الى أنه يتبع رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، وكون الأخير ليس مع الاستفتاء، فان موقفه سيكون مطابقا له، مبينا "ولست بحاجة للذهاب الى صناديق الاقتراع".
السليمانية التي خلت من مظاهر البهجة والأجواء الاحتفالية كما هو الحال مع نظيرتها أربيل، فقد بدت متوترة وقلقة بشكل أكبر مع اقتراب ساعة الاستفتاء التي بات من الواضح أن مسعود بارزاني لن يتنازل عنها.
بدوره يقول صلاح (33 عاما) يرى أن "الاستفتاء حق من حقوق الشعب الكردي، ولكن إجراءه في ظل أجواء متوترة أمر غير صحيح، لذا فاني ساشارك في الاستفتاء، لكن بالتصويت بكلا".
إقرأ أيضاً: الانفصال.. المشنقة الكردية للإفلات من التاريخ
ويوضح في حديثه لـ"العالم الجديد"، أن "أي استقلال فانه يعني الموت البطيء والتدريجي لنا كسكان في الاقليم"، متهما المصرين على ذلك بانهم "لا يفكرون الا بمصالحهم". في اشارة الى رئيس الاقليم.
ولم تتباين اراء السليمانيين، حول الموقف من الاستفتاء، حيث يجمعهم القلق والتوتر مع اقترب موعد الاستفتاء.
ويحتفل أنصار قليلون للحزب الديمقراطي الكردستاني كل ليلة في شوارع السليمانية بمفردهم دون أن يتمكنوا من تحشيد الاهالي للاستفتاء. يشار الى أن توترا نشب بين الحزبين في 14 ايلول سبتمبر الحالي، على اثر قيام حزب بارزاني بتعليق ملصقات تستغل رمزية طالباني لتحشيد أكبر عدد ممكن من الناس لصالح الاستفتاء، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل سلطات محافظة السليمانية التي قامت بازالتها اعتراضا على زج اسم رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني في هذه القضية.
وينقسم الاقليم الى جبهتين، أحدهما اربيل ودهوك وتقع تحت نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، فيما الأخرى الواقعة تحت نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني فهي محافظة السليمانية، وكركوك التي تشهد اثارة وتصعيدا كبيرين.
وكان قادة الاتحاد الوطني قد اجتمعوا امس السبت في كركوك وقرروا استبعادها من اجراء الاستفتاء، خلافا لما يصر عليه بارزاني، ول يكن ذلك الخلاف الوحيد، بل ان نجل طالباني (بافيل) كتب على صفحته ان الحزبين الرئيسيين اتفقا على تاجيل الاستفتاء، الامر الذي سارع حزب بارزاني لنفيه، واعادة التاكيد على إجراء الاستفتاء في موعده المقرر يوم غد الاثنين.
يذكر أن حركة التغيير "كوران" والجماعة الاسلامية الكردية، قد أعلنا موقفيهما الرافض لاجراء الاستفتاء، منذ وقت مبكر، مشترطين تفعيل برلمان الاقليم، والخضوع لانتخابات رئاسية جديدة ونزيهة.