هذه قصتي

الثِقل الحقيقي لا يُحمَل على عربات، بل يسكن القلوب. لا أحد ينجو بأبوابه ونوافذه، النجاة الوحيدة أن نحمل ذاكرتنا عارية، بلا خشب ولا حديد. ليبقَ البيت في مكانه، وليُدفن مع ذكرياته إذا سقط.
فادي ثابت – غزّة (27 أيلول/ سبتمبر 2025)

*النص وجميع الصور للمصور فادي ثابث، من غزّة. 

في كل مرة أذهب فيها لتصوير رحلة النزوح القاسية، تتقافز في رأسي أسئلة لا تهدأ.

مئات الشاحنات المثقلة بالأثاث تمر أمام عيني، فأضع عيني على معين النظر (Viewfinder)، وأردد في داخلي:

الثِقل الحقيقي لا يُحمَل على عربات، بل يسكن القلوب. لا أحد ينجو بأبوابه ونوافذه، النجاة الوحيدة أن نحمل ذاكرتنا عارية، بلا خشب ولا حديد. ليبقَ البيت في مكانه، وليُدفن مع ذكرياته إذا سقط.

https://www.instagram.com/p/DOyyu31DPXe/?hl=en

عتبة:

لم أحمل معي إلا القليل. تركت الكثير للبيت نفسه، ليبقى مع الذاكرة حيث وُلدت. قلت لنفسي: إن قُصف البيت، فليكن أثاثه شاهدًا معه، ولتُدفن الذكريات في موطنها الطبيعي، لا على ظهر شاحنة هاربة من حمم النار.

إنها المفارقة القاسية: بين من يُصرّ على حمل بيته معه أينما ذهب، ومن يرى أن البيت لا معنى له بعيداً عن ترابه، وأن الذكريات لا تُرحّل، بل تبقى حيث خُلقت، حتى لو ابتلعها الدمار ..

مقالات من فلسطين

بينالي غزة: نزوح الفنّ قسرياً.. وبقاؤه

2025-09-25

"هذا ليس حدثاً ثقافياً، إنه صرخة روحٍ نجت.. ونداءٌ أخيرٌ قبل أن تُغلق النعوش على ما تبقى. من غزة إلى العالم: لن نموت في صمت... نقاوم بصوتنا، بألواننا، بكلماتنا، وبكل...

يأكلني الخوف

بدلاً من النزوح، وتأسيس حياةٍ جديدة، والبحث عن مستلزماتها التي ستكون مُكلفة بشكلٍ كبير، يأخذ الناس حياتهم معهم، ويُغيّرون المكان. ويا ليتَ تغيير المكان سهل، فالمكان في كلّ نزوح ليس...

للكاتب نفسه