منذ إعلان قدوم رمضان، يتهلل وجه طرابلس بالنور. يضيء الساحات والزواريب وكذلك السماء. هكذا يشاء مواطنون، فيفعلون. وهكذا أيضاً تقدّم طرابلس المعنى الملموس لإضاءة "شمعة" عوضاً عن لعن الظلام، في بلد يعيش سقوطاً حرّاً على مقياس كل شيء، وقيل فيه أخيراً أنه في المرتبة الثانية للبلدان الأكثر تعاسة.
تلتمس إضاءة الشوارع بالفوانيس والزينة في رمضان إحياء تقليد في المدن الاسلامية القديمة، وأوّلها القاهرة التي انتشرت فيها الفوانيس مع الفاطميين. إلّا أنّ أنوار رمضان المضاءة اليوم في طرابلس تبدو ذات دلالة ثانية مستجدة، وهي وليدة أدوات الحاضر واحتمالاته، فيظهر فعل تجاوزيّ لكومٍ من الأزمات والعوائق التي تتراكم في ذهنية المواطنين لتخلق وتوطد ثنائية "دولة غائبة، مواطن مستسلم".
وليس جديداً القول أنّ لبنان يعاني أزمة في الكهرباء لا تتعدى فيه التغذية الكهربائية الرسمية أكثر من 6 ساعات يومياً في أفضل حال. في المقابل، تنجح هذه المحاولات في طرابلس باكتشاف الممكن والاعتماد عليه، وسط شعور لبناني عامّ بالعجز وغياب اليقين.
مناطيد "نوِّر دربن"
"أزرق، أصفر، أخضر، زهري، برتقالي!". تفتن الطفلَ الألوان. يصوب نظره نحو السماء وهو يراقب مئات المناطيد التي ترتفع ببطء من الباحة الخارجية لـ"معرض رشيد كرامي الدولي" بطرابلس. يقف ليلة الأول من رمضان مع أهله في البقعة التي ازدحمت بأفواج من الصغار والكبار. تجمّعوا لإشعال الشموع التي علقت في أسفل المناطيد وأطلقوها، على وقع الأناشيد والتكبيرات. ولدقائق، نخال بالعين المجردة وعبر مواقع التواصل أنّ سماء طرابلس غزتها أجرام ملوّنة. كأن هذا المشهد صيغة محدثة عن العادة الطرابلسية التي كانت تقضي بالتماس رؤية هلال رمضان من تلة تدعى "الزعبية" مشرفة على نهر أبو علي الذي تلتف حوله المدينة التاريخية. لكن المواطنين اليوم يلتمسون الفرح.
يتواصل هذا النشاط منذ 10 سنوات. وتتفرد به طرابلس التي جددت في تقليد رمضان والأعياد على طريقتها، ولـ"الأزمات" أحكام!
مدينة طرابلس: من يقوى على الحلم؟
07-05-2020
بداية، أطلقت المناطيد مجموعات شبابية متطوعة ومتلاحمة بعد مأساة تفجير مسجدي "التقوى والسلام" (1) في 23 آب/ أغسطس 2013، ثم كُرّس النشاط في ليلة عيدي الفطر والأضحى تحت شعار "نوِّر دربن"، ثم "عِلْمن أولوية". ويهدف إلى تجميع المال من ثمن المناطيد، ليعود ريعها إلى تغطية تكاليف دراسة تلامذة الثانوي في التعليم الرسمي. وتمكّن هذا النشاط من تعليم مئات التلامذة الثانويين من الأحياء الأشد فقراً في طرابلس. ويبدو لهذه السنة أن الناس استعجلوا إدخال البهجة إلى القلوب، خصوصاً أنها متاحة للجميع وضرورية، فأضيئت المناطيد في أول رمضان.
ساحة التل : الضوء والابداع
يمكن القول أنّ "البصمة الفارقة" والأبهى حطّت على "ساحة التل"، أي تماماً في وسط المدينة. تتجمهر النساء والأطفال والشباب والرجال... حتى ساعات ما بعد منتصف الليل، يتسامرون، يشربون العصائر والقهوة من باعة متجولين، ويلتقطون الصور على الساحة التي انتشرت عليها مجسمات ترمز إلى رمضان، اتخذت واجهات من الزجاج والحديد المشكل بنقوش "الأرابيسك"، وتوهجت بالنور من الداخل: هلال رمضان، قباب مصنوعة بطريقة مبتكرة على شكل خيمة واجهاتها مقسمة إلى عدة ألوان، لوحة أضيئت عليها "أسماء الله الحسنى"، مجسمات مكعبة تكسوها الزخارف ذات النمط الاسلامي، ومن التصميم نفسه ينتصب فانوس ضخم، بطول تسعة أمتار ونصف، وهو "أضخم فانوس" في لبنان.
تجمّع الصغار والكبار لإشعال الشموع التي عُلِّقت في أسفل المناطيد وأطلقوها على وقع الأناشيد والتكبيرات. ولدقائق، نخال أنّ سماء طرابلس غزتها أجرام ملوّنة. كأن هذا المشهد صيغة محدثة عن العادة الطرابلسية التي كانت تقضي بالتماس رؤية هلال رمضان من تلة تدعى "الزعبية" مشرفة على نهر أبو علي الذي تلتف حوله المدينة التاريخية. لكن المواطنين اليوم يلتمسون الفرح.
كُرِّس النشاط تحت شعار "نوِّر دربن"، ثم "علْمن أولوية"، ويهدف إلى تجميع المال من ثمن المناطيد، ليعود ريعها لتغطية تكاليف دراسة تلامذة الثانوي في التعليم الرسمي. وتمكّن هذا النشاط من تعليم مئات التلامذة الثانويين من الأحياء الأشد فقراً في طرابلس.
هذا ما يخبرنا به رئيس دائرة العلاقات العامة في بلدية طرابلس، الشاب المهندس الذي حلم بتبديل كآبة المشهد المعهود على هذه الساحة بمشهد يحبه الناس ويقصدونه في رمضان.
فالمعلوم أنّ محلّة "التل" عموماً، خسرت شيئاً فشيئاً وظيفة الوسط التجاري والخدماتي والترفيهي، وأصبح دخولها "غير مرغوب فيه" حين يُطْبق المساء، حيث يسيطر جو من الحذر والتوتر، وهي البوابة نحو الشطر الداخلي من طرابلس والمهجور تقريباً سوى من أهله وبعض الاعمال، ويعاني ما يعاني من خضات يومية وممارسة السلطة والأجهزة الأمنية لكل تلاوين "الكيل بمكيالين" ضد مواطنين متروكين لقدرهم ومهمشين.
المشهد في رمضان بدّله النور. "بالإرادة كل شيء ممكن، المهم أن نحب المدينة"، يقول المهندس الذي طرح الفكرة في كانون الأول/ديسمبر 2022، واشتغل على التصاميم وشارك في تنفيذها على الأرض خلال ثلاثة أيام فقط.
يقطع حديثنا بدء عرض "الفتلة المولوية" في الساحة، بأداء صبيان وشباب بالثوب الأبيض واللبادة. هذه الرقصة واحدة من مكونات التراث الطرابلسي الصوفي، عادت إلى الحياة في بقعة عادة ما يتجنب الناس سلوكها.
ولم يكن الموضوع بالصعوبة المتوقعة. كانت أغلبية المواد من "الحواضر"، منسية ومهملة في مستودعات البلدية، فجرى العمل على ترميمها، وتبرعت جمعيات أهلية بالانارة.
واللافت أنّ فرض "النظام" حصل، بحيث أزيلت بأمر من البلدية بين ليلة وضحاها البسطات التي كانت تصيب الساحة بالفوضى والمظهر الرث، وكانت منجماً مالياً معروفاً لأصحاب الخوات الذين يقبضون من البسطات "إيجار" الأرصفة.
محلّة "التل" عموماً، خسرت شيئاً فشيئاً وظيفة الوسط التجاري والخدماتي والترفيهي، وأصبح دخولها "غير مرغوب فيه" حين يُطْبق المساء، حيث يسيطر جو من الحذر والتوتر، وهي البوابة نحو الشطر الداخلي، المدينة القديمة المملوكية والمهجور سوى من أهله وبعض الاعمال، ويعاني ما يعاني من خضات يومية وممارسات السلطة والأجهزة الأمنية لكل تلاوين "الكيل بمكيالين" ضد مواطنين متروكين لقدرهم ومهمشين.
فحين تريد السلطة المحلية (وأي سلطة، وأي كيان) لعب دورها، تستطيع. والأمر يعني بشكل مباشر ممارسة الضبط، والكف عن التذرع بالعامل المالي – على الرغم من حقيقته بسبب انهيار العملة الوطنية. ولكن هذا النشاط، على بساطته، إثبات أنه ليس بالمال أوّلاً تحيا المدن، إنما بالتعاون لأجل الصالح العام، من خلال تنظيم الموارد: الادارة من البلدية، والتكاليف من مؤسسات خاصة مؤمنة بالمسؤولية المجتمعية، والابتكار من موارد بشرية. كما تعطي هذه الخطوة النقيض لنمطية الموظف الحكومي البليد الذي لا يؤنب نفسه على التقصير والكسل وربما الفساد في دولة تنهار.
ساعة التل أيضاً!
لا تكتمل صورة رمضان في "التل" دون الحديث عن "برج الساعة"، التراثي العثماني الذي ينهض وسط ساحة التل. أصبح أيضاً مضاءً بعد عقود من الاهمال.
ويقول مؤرخون أنّ الساعة التي أضيئت بعد سنوات من العتمة، بنيت عام 1901، وهي أول معْلم بناه العثمانيون في طرابلس للتكريم (2)، دون أن يحمل معنى أو شكل ديني. ويكتسب أهمية ثانية لكون ارتفاعه البالغ 30 متراً، هو ضعف ارتفاع الأبنية المسموح بتشييدها وقتذاك، كما كانت الساعة تدور خلال العهد العثماني على النمط العربي الذي يعتبر أن غروب الشمس يبدأ عند الساعة 12 ظهراً، وذلك قبل أن تتبع التوقيت الزوالي. ووصفت في وثائق عثمانية بـ"العروس تتجلى في فسحة التل". ومعلوم أن ساعات مشابهة شيدت في أكثر من مدينة عربية وقت "التنظيمات" العثمانية كمنحى نحو الحداثة وتنظيم الوقت، ولعل أشهرها في بغداد (ساعة "برج القشلة") وفي حلب (ساعة "باب الفرج") وفي عكا (اسمها "برج الساعة")...
وهنا لا بدّ من التركيز على الأثر المتراكم الذي تحققه جمعية محلية قامت بحشد الجهود والموارد، ومن خلال تشبيك "المتاح"، تحقق ما ظنه المواطنون مستحيلاً، وانصرفوا حتى عن المطالبة به.
تنجح الجمعية منذ شهور في إنارة شوارع طرابلس التي تقبع في ظلمة متواصلة، فيتجنب الناس الخروج من بيوتهم الا في حالات الطوارئ، ناهيك عن شلل الأرزاق والحوادث الأمنية. وهي تمكّنت حتى الآن من إنارة 21 شارعاً، بعضها تجاري، وغيرها سكنيّ، فضلاً عن بولفارات وأحياء فرعية. وتعمل الجمعية لتأمين الانارة من خلال التشبيك بين البلدية ورجال أعمال ومؤسسات خاصة ومستشفيات وجمعيات.
أضواء المقاهي : بين المتنفس والماضي
أخيراً، يعمد طرابلسيّون في رمضان إلى تحرّي أماكن وعادات أسلافهم، من خلال الركون إلى المقاهي التراثية، بعد صلوات التراويح، وخصوصاً تلك الواقعة في محلة "باب الرمل" الشعبية، وأشهرها "مقهى موسى".
ومَن يمرّ بـهذا المقهى ومحيطه، سيلاحظ أنّ هذه الفسحة ما كانت مأهولة لولا أسلاك الأضواء التي تعلوها، فتبهج النظر، وتضيئ الساحة المكشوفة التي انتشرت على مدرجاتها الطاولات والكراسي. وبخلاف الأيام العادية، تمضي نساء وشابات السهرة في هذا المقهى، حيث أنّ "الكود" الاجتماعي تبدّل في رمضان، وصارت تسوده أجواء من الارتياح والألفة.
في "مقهى موسى" في باب الرمل كان يلعلع صوت "الحكواتي" الذي يُشهِر سيفه ويتلاعب بإيماءاته وهو يروي قصص وبطولات "عنترة"، و"أبو زيد الهلالي"، و"الزير سالم". وفي مقهى مجاور، كان الحكواتي "أبو محمود الحارس"، المشتهر بلقب "الكراكيزي"، يؤدي حوارات معقودة من نسج خياله بين شخصيتي "كراكوز" و"عيواظ"، وكانت الشخصيات/ الدمى تتحرك وراء شاشة مضاءة مثل ألعاب الظل.
هذا المقهى لا ينام. حتى بزوغ الفجر، ينصرف كلٌّ إلى سلواه، تحت الأضواء والنجوم المتدلية وبين الشجر. هنا شيء مستعاد عن مشاهد الأفراح الشعبية المكشوفة في القاهرة، وربما "مقهى الصفصاف" في تونس: طاولات النرد، وأوراق اللعب، أقداح القهوة وأكواب الشاي العجمي، وطبعاً "النرجيلة" التي يتزاحم دخانها في السماء، يرمّم بها المتعَبون مزاجهم، وقد يتوجّه البعض إلى أفران الكعك على الحطب التي تبعد خطوات عن المقهى، فيؤمّن لأولاده سحوراً شهيّاً بثمن مقبول، وإن منعه ضيق ذات اليد من ارتياد محلّ الأجبان الملاصق للفرن لصنع كعكته بالجبن – وهي أكلة طرابلسية ممتازة في ليالي رمضان - سيكتفي بكمشة السماق التي يقدّمها الفرّان مع الكعك.
وكأن بهذه الأنوار تعلن المقاهي الشعبية أنها تستقبل الباحثين عن متنفسات من الضغط اليومي لقاء مبلغ زهيد، بحيث لا يتجاوز ثمن فنجان الشاي 30 ألف ليرة، والقهوة 50 ألف، بينما تبلغ كلفة النرجيلة حسب النوع (معسل أو عجمي) 100 ألف كحد أقصى. بمعنى أنّ السعر الأقصى للطلبات في المقهى لم يتجاوز الدولار الأميركي الواحد.
هذا النشاط، على بساطته، إثباتٌ أنه ليس بالمال أوّلاً تحيا المدن، إنما بالتعاون لأجل الصالح العام، من خلال تنظيم الموارد: الادارة من البلدية، والتكاليف من مؤسسات خاصة مؤمنة بالمسؤولية المجتمعية، والابتكار من موارد بشرية.
تعيش طرابلس حقيقتها المطلقة بأنها، وعلى الرغم من مكانتها كعاصمة ثانية، تعاني الحرمان والإفقار، وتصادر المركزية الإدارية والخدماتية والاستثمارية كل إمكاناتها، ويُسمح فيها بانتشار البلطجية من كل صنف، محميين من "شخصيات" وأجهزة.
وفي هذه المقاهي أيضاً ملامح لتبدّلات ثقافية مستمرّة. فقد ازدهر ارتيادها في أيام العثمانيين وكانت حكراً على الرجال، حيث كان يلعلع في "مقهى موسى" صوت "الحكواتي" الذي يُشهر سيفه ويتلاعب بإيماءاته ونبرة صوته، وهو يروي قصص وبطولات "عنترة"، و"أبو زيد الهلالي"، و"الزير سالم". وفي مقهى مجاور كان الحكواتي "أبو محمود الحارس"، المشتهر بلقب "الكراكيزي"، يؤدي الحوارات المعقودة من نسج خياله بين شخصيتي "كراكوز" و"عيواظ"، وكانت الشخصيات وراء شاشة مضاءة مثل ألعاب الظل.
موزاييك طرابلس لبنان والحدود الوهمية للمقاهي
02-03-2020
هناك أيضاً نور من نوع آخر. إنه البريق الذي ظهر في عيني ولد كان يمر بالقرب من المقهى مع رفاقه، وقد حسبنا من السياح، سألنا "how are you? " (بالانكليزية : كيف حالكم؟). لربما لم يعتد هذا الطفل على مصادفة أناس من خارج الحي في الأيام العادية المغمورة بالظلام. يلامس القلب كيف يأنس هذا الولد لوجود غيره. يكشف عنده وفي الوجوه الباشة المحيطة، حاجة ما إلى تأكيد وجود الذات، وحب الذات، ومعرفتها بالمكان، وتجذرها فيه، وحاجتها إلى التواصل مع الآخر فيه ومن خلاله.
تنتهي الجولة مع هذا الطفل، الذي لفته التقاطي الصور. كانت عدسة هاتفي المحمول تجول على الأنوار، أو تمثّلات رمضان في وجه طرابلس: النور يغطي المقاهي الشعبية، وخلفها "جامع المعلّق"، وفي زواريب المساكن المتواضعة في "درج العوينات" داخل المدينة القديمة الذي أتسلقه صعوداً إلى "طلعة الرفاعية"، بدون خوف أو توجس، وهذا استثناء جعلته الأنوار حقيقة. ومدّ السكان شرائط الأضواء الملونة على الشرفات، يتمسّكون بأفراحهم البسيطة ويعلنونها، فيجعلونها طليقة معمّمة، كبيرة.
خيار ضد الأزمة
تعيش طرابلس حقيقتها المطلقة بأنها وعلى الرغم من مكانتها كعاصمة ثانية، تعاني الحرمان والإفقار، وتصادر المركزية الإدارية والخدماتية والاستثمارية كل إمكاناتها، ويُسمح فيها بانتشار البلطجية من كل صنف، محميين من "شخصيات" وأجهزة.
هذا ما يجعلها أقرب إلى الظاهرة، "فكرة" أن تضاء الأنوار في مدينة لبنانية تغرق في الوحشة منذ ساعات المساء الأولى، في ضوء أزمة لبنانية عامة. أضف هنا أنّ "الأزمة"، وإن بقيت حقولها غارقة في التأويلات، ولكن أسئلتها خاضعة لمدى واحد: المستقبل في لبنان غير منظور.
يجدي تأمّل هذه المبادرات والخيارات الطرابلسية في ضوء تحليل "إدغار موران" (3) لمسارين متناقضين قد يحصلان ضمن مجتمع الأزمة: الأول هو البحث عن حلول جديدة تحفّز الخيال والابداع، والثاني هو البحث عن الخلاص بالعودة الى الماضي والتعلق بمنقذ قدري. وبين هذين المسارين، يبدو الثاني هو الأكثر سهولة ومؤشراته واضحة في طرابلس التي لم تستطع حتى اليوم اجتراح رواية جديدة عن نفسها، فتعود كما في الماضي تحب نفسها فخورة بنفسها، وعوضاً عن ذلك بقيت تحب الماضي حبَّ التعلق به. لذا تبرز أهمية هذه المبادرات المتعلقة بالأنوار في كونها مكوّنات مساعدة للمسار الأول، الخاص بالمبادرة والخيال والحلّ. ويبدو قد حان الآن تحدّي الاستمرار وعدم الاستسلام، وهذا صعب، ولكن من شأنه أن يجعل طرابلس مدينة الأنوار طيلة أشهر السنة وفي كلّ السنوات.
1- تفجير بسيارات مفخخة وقع خلال صلوات ظهر الجمعة حصد 49 قتيلاً وأكثر من 800 جريح، وكان على خلفية الصراع في سوريا.
2- بنيت ساعة التل احتفالاً بمرور 25 سنة على ولاية السلطان عبد الحميد الثاني، وتسمى كذلك "الساعة الحميدية".
3- إدغار موران، "في مفهوم الأزمة"، ترجمة بديعة بوليلة، دار الساقي، ص.8.