ما تعرضت له غزة من تدمير متعدد الأوجه للبيئة والبنية التحتية، كان هدفه تحويل غزة إلى مدينة لا تصلح للعيش، لكن أهالي غزة خيبوا آمال جيش الاحتلال وحلفائه، وأثبتوا يوماً بعد يوم تمسكهم بالأرض مهما بلغت خسائرهم. وكما سيقع على الأجيال الفلسطينية الجديدة عبء الثأر لشهداء الحرب الدامية، سيقع عليهم أيضاً عبء تطهير الأرض من "البصمة الكربونية "للعدوان، والبدء من جديد.
اصدار عملة جديدة من فئة المئة ريال في صنعاء سيزيد من حدة الانقسام النقدي، ومن إذكاء الصراع في القطاع المصرفي، خصوصاً إذا تجاوزت كمية إصدار العملة الجديدة في صنعاء مستوى ما يعادلها من العملة التالفة والمهترئة التي يفترض بها استبدالها، فينخفض سعر الريال مقابل الدولار في مناطق سيطرة الحوثيين، ويغري ذلك بمزيد من الإصدارات الجديدة لمواجهة النفقات، مما يقود إلى تدهور العملة، والتضخم المستقبلي.
لا تحزني أيتها المريمية، وهزي إليكِ ـ يا غزة الأبية ـ بجذع النخلة، يُسقط عليكِ وعلى أهلك الكرام وعلى كل من بوصلته القضية الفلسطينية، رطباً جنياً.
أهم الأوليات التي اتفق عليها خلال اجتماع نُظِّم في تونس في 22 نيسان/أبريل 2024، وحضره بالإضافة إلى رئيس جمهوريتها، الرئيس الجزائري، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، هي الطاقة، والأمن، والهجرة غير النظامية.. ومن "محاسن الصدف"(!) أنها تقريباً الأولويات نفسها لدى جيراننا في الضفة الأخرى من المتوسط. المتأمِل في الطاولة يكاد يلمح كرسياً رابعاً، يجلس عليه طيف "جورجيا ميلوني" رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي. لم تُدعَ "ميلوني" للاجتماع، لكنها كانت وبلادها حاضرتَين بكل...
المعادلة الثابتة الآن بعد عام من الحرب، هي أن الجيش لم يتمكن من تحقيق مكاسب بعد استرداده مباني الإذاعة والتلفزيون، لكنه أيضاً لم يخسر مواقع جديدة. كما أن قوات "الدعم السريع" بعد السيطرة على ولاية "الجزيرة"، خسرت كل معاركها العسكرية في "أم درمان"، وفي "بابنوسة" غرب "كردفان"، على الرغم من أنها أعدت حشوداً غير مسبوقة للسيطرة على هذه المدينة وهي أهم مدن غرب "كردفان"، لكنها لم تتمكن من ذلك.
حضور السلطة المركزية في المشاريع الأصغر، المحصورة في خدمة أهالي الإقليم، يقرّ مركزياً، بعد اقتراح مجالس المدن والبلدات المعيّن أغلب أعضائها من السلطة المركزية، عبر "قوائم الجبهة الوطنية التقدمية" اﻹجبارية في الانتخابات المحلية، وهؤلاء ــ في الغالب ــ منتفعون من النظام، وليسوا فاعلين في المجتمع المحلي، وليسوا خبراء في إدارة العمل المحلي.
نُشِر في آب/ أغسطس من العام 2017، النص الكامل لوثائق اتفاقية جزيرتي "تيران" و"صنافير"، التي أظهرت في جزء منها موافقة سلطة الاحتلال الإسرائيلي عليها ودعمها لحكومة الرياض، مؤكدة أن "ذلك لا يعد انتهاكاً لاتفاقية السلام". يظهر ذلك أن الاتفاقية كانت بمثابة تمهيد لتطبيع وشيك بين سلطة الاحتلال والسعودية. وقد كانت صفقة بيع الجزيرتين بداية حقيقية لصفقات تالية!
تربية الأطفال في مناطق تعرضت للحرب، في غياب التعليم اللازم، وجودته وسهولة الحصول عليه والوصول إلى المدارس المهيأة، يدفع إلى الشك في حقيقة الانتصار على تنظيم "داعش". فمجرد توقف القتال بالأسلحة والقنابل والطائرات، لا يعني انتصاراً، إذا لم تكن هناك إجراءات تضمن حق ضحايا "داعش" في الحصول على التعليم، وأساسيات الحياة، بما فيها الاطمئنان التام من الناحية الأمنية. غير أن ذلك يبدو مستحيلاً، في ظل وجود 12 جماعة مسلحة تتصارع...
تمضي المواجهة العسكرية في المياه البحرية لليمن بوتيرة بطيئة نوعاً ما، لكن إيقاعها غير المتسارع، ينذر بتحوّلات جذرية لصراع القوى الإقليمية والدولية المتنافسة على النفوذ في مضيق باب المندب، الذي يتوسط قناة السويس ومضيق هرمز. ومع إضافة السعودية، الإمارات، مصر، عُمان، الهند، وإسرائيل ضمن اللاعبين الفاعلين والمتفاعلين في المشهد الملتهب في اليمن، تغدو صورة الصراع متعدد الأقطاب أكثر قتامة من ليالي الأعاصير التي تضرب أرخبيل جزيرة سقطرى كل سنة.
وصل طرفا النزاع في السودان، الجيش و"الدعم السريع"، إلى نهاية مطافهما في العمليات العسكرية. لكن المخاوف تتنامى من تمدد الحرب إلى مناطق جديدة، حيث لم تعد المدن الآمنة آمنة، مع دخول الحرب فصلاً جديداً، تسيطر عليه المسيرات الانتحارية بعيدة المدى، مجهولة المصدر، مثلما حدث في مدينة "عطبرة" شمال الخرطوم، ومدينة "القضارف" شرق السودان، خلال أسبوع واحد من هذا الشهر الجاري، وهي مدن لا تشهد أي اشتباكات.
شهادة الكاتب الروسي ألكسي سوفورين الذي زار غزة عام 1889: "تسكن في فلسطين قبيلتان مختلفتان تماماً من حيث أسلوب الحياة: الفلاحون المستقرون والبدو المتجوّلون بين قراها. الفلاحون هنا هم المزارعون. ولكن إذا ما أعطي هؤلاء القرويون في فلسطين اسماً ليس بسبب نمط عيشهم، بل بسبب الأصل، فينبغي بالطبع أن يطلق عليهم اسم الكنعانيين، وهو اسم تلك القبيلة القديمة.. أرضهم دمّرها الغزاة، ولكن لم يستطع أحد أن يدمّرهم في النهاية.
يتمنى كل فريق السفير العربي – إدارة وكاتبات وكتاب وفنانين – لجميع قرائه عيداً مباركاً.
تُصنّف اللغة المهرية ضمن اللغات السامية التي نشأت جنوب الجزيرة العربية، وأبرزها اللغة اليمنية القديمة المعروفة بلغة "المُسند" أو كما يسميها المستشرقون "العربية الجنوبية القديمة". وإلى جانب المهرية توجد خمس لغات محكية قديمة تصنف ضمن اللغات السامية القديمة في جنوب الجزيرة العربية.
كل الطرق في العراق تأخذك إلى المقابر، وأولها دروب الذاكرة، تلك التي تطوفها الأشباح. أين يقفُ الموتى بيُتْمٍ على رصيفٍ مكسور، ينتظرن\ون من يدلهن\م إلى باب من كانوا "هناك" قبل أن تُخلَع بقدوم ما لن تسمهِ هذه اللغة الصماء.
يبدو المشهد مثاليّاً، ولا شيء ينغصّه. فالملابس جديدة، والوجوه هانئة، كأن الحياة بهية والجو بديع. بل تتلوّن الجلابيب أكثر كل سنة، وتبدو أغلى تكلفة وأرفع جودة. فهل صار المغاربة أغنى، حسب مظاهر الرفاهية "الجلبابية"؟ وما الذي يحدث في جيوب هذه الجلابيب قبل العيد؟
"يسيل الماء إلى أعلى، بل يقفز من الوديان إلى رؤوس الجبال، ليحرم كلّ من سكن السهول من الماء.. يا رجل". هكذا تحدث الشيخ زوبعة لأحد خبراء الاقتصاد الذي رأى لأول مرة الألم في عيون الأهالي. وصف الخبير التفاصيل الدقيقة لما رأى في جولة حول مدينة القمر.. ياريخ.. أريحا، أقدم مدن العالم وأكثرها انخفاضاً في الدنيا.
هل يستقيم ألا تغيِّر الحرب على غزة موازين الأرض؟ أو لا يصير الى صياغة برنامج سياسي مصري ينطلق من إلغاء هذه معاهدة كامب ديفيد، وأن يكون ذلك ركيزة للتغيير الجذري الشامل، هو نزر قليل ولكنه صحيح ولا يجوز معه تسويف أو مماطلة؟
قررت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية تحديد 30 حزيران/ يونيو من العام 2024 موعداً نهائياً لإغلاق مخيمات النازحين في إقليم كردستان، والتي يبلغ عددها 24 مخيماً، يسكنها نازحون من مناطق مختلفة، أغلبهم من سنجار.
يبدو أن السلطة المصرية لن تتوقف نيتها في بيع الأصول والأراضي، ولن تكتفي فقط بما حُسم من صفقات منذ العام 2021، بل ستسعى إلى مزيد من عمليات البيع، تنفيذاً لاشتراطات صندوق النقد الدولي، واشتراطات دول الخليج المانحة، التي رأت أنه قد حان الوقت لمقايضة ديونها بأصول مصر الاستراتيجية، فيما تُطلق عليه السلطة الاستثمار المباشر والصفقات الكبرى.
وصلت ماريا تشيركاسوفا إلى بيروت عام 1887. أحبت المدينة وأهلها فافتتحت خمس مدارس فيها، أدارتها وأشرفت عليها. وعندما اندلعت الحرب الكونية الأولى، لم تغادر المدينة مع الروس المجلين عنها، بل بقيت فيها حيث توفيت ودفنت. تمتعت "الماما" – وهو اللقب الذي اطلقه البيارتة عليها - بشخصية صلبة مستقلة، مزجت بين الحماسة للوصول إلى أهدافها التربوية والعناد في الدفاع عن حقوق المرأة.
المزيد