تمثِّل ظاهرة "تلفزيون الهامش" استجابة إبداعية وواقعية للتحديات التي تواجهها الصناعة الإعلامية التقليدية في مصر، التي شهدت تضييقاً احتكارياً وسيطرة سياسية شديدة على الإنتاج الفني والإعلامي. وتُبرِز كيف أن التكنولوجيا الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، قد تحولت إلى منبر حر يمكن للمهمشين استغلاله للتعبير عن واقعهم، وخلق محتوى درامي واجتماعي يمثلهم. ومن خلال تلك المنصات، أسس هؤلاء الأفراد دراما بديلة، تمكّنت من أن تتجاوز الحواجز الجغرافية والاجتماعية، وتوفِّر مصدر دخل جديد...
في بعض الأيام، وصلت قرارات الإخلاء إلى أربعة. أي في القطاع، هناك أربع مناطق كان مطلوباً منها الهرب في اليوم نفسه. هرب إلى أين؟ هرب إلى المحْشر. يتمدد الجيش ويُطلق قرارات الإخلاء، يتمدد من شرق المدينة باتجاه الغرب. من جنوبها باتجاه الشمال. يدفع بالناس إلى الغرب. يضغطهم أكثر. إما أن تُقتَلوا جوعاً وقهراً، وإمّا أن تموتوا بصواريخنا.
يبذل العائدون إلى أماكن مثل الفلوجة وغزة قصارى جهودهم لإعادة بناء منازلهم وإزالة الأنقاض بأسرع ما يمكن، ويُجبَرون في هذه الحالات على التعامل مع مواد خطرة تتسلّل إلى أجسادهم. وعلى الرغم من أن التفكير في الأقنعة الواقية والفيتامينات وحمض الفوليك قد يبدو أمراً ثانوياً جداً لمن نجوا للتو من أهوال الحرب والنزوح، إلا أن إخطار العائدين إلى مناطق القصف بهذه المعلومات، وتمكينهم من الوصول إليها يمنحهم فرصة، وإن كانت محدودة،...
لا يُختزل العنف في لحظة الصدمة، بل يمتد إلى اليومي، حيث يتسرب إلى تفاصيل العيش، يترك أثره في الجسد، ويتغلغل في اللغة أو في غيابها. العنف لا ينتهي عند وقوعه، بل يعاد إنتاجه في روايات النساء، في سكوتهن، في النبرة الخافتة التي تسرد، وفي العبارات المتقطعة التي تخفي أكثر مما تكشف.
تتسم التركيبة السكانية لليمن إجمالاً، بتمركز غالبية السكان في الريف. وحتى بعد استمرار تدفق الهجرة الداخلية نحو المدن، ظلّت نسبة السكان في الريف أكبر منها في المدن. ففي حين كانت نسبة سكان المدن قبل سنة 1962، لا تتجاوز 10 في المئة، كان عدد سكان الريف سنة 2014، أيْ السنة السابقة للحرب الشاملة مباشرةً، 16 مليوناً و472 ألف نسمة (تقديرياً)، مقابل 9 ملايين و774 ألف نسمة في المدن.
في إطار المتابعة الحثيثة التي يقوم بها "معهد أبحاث السياسات الاقتصادية الفلسطيني- (ماس)" لمتابعة التطورات، ورصد تأثيراتها، أعد المعهد ورقة خلفية لأولى جلسات "سلسلة الطاولة المستديرة" لهذا العام، صدرتْ في 29 آذار/مارس، لتسلط الضوء على "الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لحرب الإبادة الإسرائيلية على شمال الضفة الغربية".
ليس الأمريكان الوحيدين الذين لديهم خطط استثمارية وعقارية لقطاع غزة، بعد إعادة احتلاله وتطهيره من حماس، والاستيلاء عليه، حيث بادرت مجموعة عقارية استثمارية إماراتية إلى طرح رؤية أكثر تفصيلية للفكرة نفسها. تدعو الخطة الإماراتية إلى استملاك غزة من قبل شركة استثمارية عملاقة، برأسمال عربي/ دولي بقيمة 50 مليار دولار، تتولى إدارة الإغاثة، والإعمار، والأمن، والشؤون المدنية المحلية، إلى حين تمكُّن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من إدارة نفسه، في نسق...
تسود "حالة من الإظلام الإعلامي" للحرب في السودان، وانتشار للمعلومات المضلِّلة، بسبب السيطرة والتحكم من طرفي الصراع في المعلومات المنشورة، بما يجعل من الصعب التحقّق من صحتها أو دقتها، وعن عدم قدرة الصحافيين في السودان على التغطية المباشرة أو استخدام الكاميرا، حيث يجري استهدافهم بالقتل أو الاعتقال أو مصادرة الهواتف والكاميرات، مما يؤدي إلى عدم توثيق الجرائم والانتهاكات، ومن ثمّ إفلات مرتكبيها من العقاب.
خلال عام 2024، تمّ تسجيل 121 ألفاً و16 انتهاكاً، شملت التضييق على الحريات النقابية، والفصل التعسفي، والتأخير في صرف الأجور، وحرمان العمال من حقوقهم القانونية. كما تعرض العمال لـ 32 حالة سجن، و83 واقعة فصل تعسفي، و10.700 تهديد بالفصل، إضافة إلى 7.000 حالة تهديد أمني، و510 استدعاءات شرطية، و12 واقعة إيقاف عن العمل، و500 حالة منع من دخول أماكن العمل. إضافة إلى توثيق 23 واقعة عنف من قبل جهاز الأمن،...
فقدت "دمنهور" في أقل من عقدين من الزمن كل ما كان يميزها على المستوى الاقتصادي، مع تراجع الصناعات المهمة. ارتفعت معدلات البطالة في المدينة، وصار المشروع الأبرز هو "المقهى"، حيث يتكدس الآلاف من أبناء المدينة المتبطِلين بالفعل، أو هؤلاء الذين يعملون في أعمال لا تكفي حاجاتهم الأساسية. فيما انتشرت مافيا المقاولات من الأغنياء، الجدد الذين عمدوا إلى تغيير الخريطة المعمارية للمدينة واستبدالها بتلك الأبراج المتطاولة، التي تنسف كل ما تبقى...
مباشرة بعد إصداره في 2022، تعرض المرسوم 54 إلى انتقادات حادة، ووقَّعت عشرات الهيئات المهنية والمنظمات الحقوقية، بياناً عنونته بـ"يجب على الرئيس إلغاء المرسوم الذي يقوِّض الحق في حرية التعبير والصحافة"، وحذرت فيه "من خطورة هذا المرسوم على الحقوق والحريات الرقمية، حيث تضمّن قيوداً غير مسبوقة، من شأن تطبيقها أن يؤدي إلى ترهيب الصحافيين/ات وعموم المواطنين/ات، من التعبير عن آرائهم، خاصة تجاه أعوان الدولة والمسؤولين السياسيين". هذه المخاوف أثبتت الوقائع...
أثار المشروع التشريعي غضب المعترِضين عليه، بعد أن وصل بوتيرة سريعة إلى مرحلة المصادقة عليه من قبل مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، في جلسة "سوريالية" مساء يوم 5 شباط/ فبراير الفائت، حيث غاب عن جلسة التصويت 291 نائباً، ووافق عليه 84 نائباً، فيما عارضه 20 نائباً.
هناك ما يمكن تنفيذه في الحال: إنشاء متحف إلكتروني لتخليد الإبادة ضد غزة، حيث يسهل جمع كافة الصور والفيديوهات والشهادات حول الجرائم الإسرائيلية، والحصول على حقوق عرضها، سواء تلك المملوكة لأفراد عاديين، أو صحافيين. فلن يرفض أحد المشاركة في عمل بهذا النبل والشجاعة، بجانب الاستفادة من تقنيات العرض الافتراضية التفاعلية الجذابة، وفي الوقت نفسه الهرب من المنع الجغرافي والسياسي والتكلفة.
كتب الفلسطينيون على أيدي أطفالهم أسماءهم، لئلا تضيع جثثهم، ويتعرّفون إليها بعد قصفهم، وهو ما فاتنا. كان علينا كتابة أسمائنا على عظامنا، فشمس آب جفّفتْ دماء أهلي في الجبل، وتحلَّلت أجساد القتلى. كان علينا كتابة أسمائنا على عظامنا، كي يتعرّفوا إليها في المقابر الجماعية، ولا تدفن المؤسسات الرسمية عظامهم بعد سنوات، بطريقةٍ عشوائية، وغير قانونية.
تشهد المؤسسات التقليدية للمجتمع التونسي، تهاوياً متسارعاً منذ ثمانينيات القرن الماضي، أي منذ تشابك الاقتصاد المحلي مع اقتصاد السوق المعولَم، الذي فرض مطالبات تتعلق بتغيير دور المدرسة، من مؤسسة توكَل إليها مهمة الاندماج الاجتماعي، وتمرير قيم إيديولوجيا دولة الاستقلال، إلى "ساحة" لصراعات تعكس إعادة توزيع غير متكافئ للموارد والسلطة داخل المجتمع. وهكذا فالعنف صار أحد التعبيرات عن أزمة عميقة، يتقاطع عندها الشعور بفقدان المعنى، مع غياب آليات التوجيه والضبط الاجتماعي،...
أنظار العالم بأسره ترنو إلى القمة القادمة في القاهرة، وإلى قفّاز التحدي القاطر سماً واحتقاراً، الملقى عند أقدامها.
في الربع الأخير من القرن التاسع عشر والسنوات الأولى من القرن العشرين، ترك عدد كبير من الرحالة والحجاج السْلاف نصوصاً عن "الديار النابلسية"، مليئة بالملحوظات الاجتماعية والمشاهدات، وكتباً ومذكرات، إلى جانب رسائل ومخطوطات لم يُكتب لها أن تُطبع، تحتفظ بها الأرشيفات الروسية في "سان بطرسبورغ" و"موسكو". ولم يُقدَّر لها أن تصل إلى القارئ العربي، مثلما وصلت الوثائق المكتوبة بلغة المستعمرين الإنكليز والفرنسيين.
يمثل نظام "البكالوريا" الجديد، المزمع تطبيقه في مصر ابتداءً من العام الدراسي 2025-2026، محاولة لإعادة هيكلة التعليم الثانوي، فيتيح للطلاب فرصاً لتحسين نتائجهم عبر إعادة الامتحانات بمعدل أربع محاولات في الصف الثاني الثانوي، ومحاولتين في الصف الثالث، مع احتساب أعلى الدرجات، ويفرض رسوماً مالية على كل محاولة إضافية لتحسين المجموع، باستثناء الأولى المجانية. وتصل هذه الرسوم إلى 500 جنيه مصري لكل محاولة، وقد تؤدي إلى إقصاء الطلاب من الأسر محدودة...
حجم الركام في "غزة" تجاوز 42 مليون طن، وهو ما يعادل 14 ضعف الكمية، التي خلفتها الحروب السابقة على القطاع، حتى تشرين الأول/ أكتوبر 2023. كما أن إزالة هذه الأنقاض وحدها قد تستغرق 14 عاماً، بتكلفة تقدر بـ 1.2 مليار دولار. وفي ظل هذا الدمار الهائل، يواجه أكثر من 1.8 مليون فلسطيني في "غزة" أزمة سكنية حادة، ومن المتوقع أن تستمر عملية إعادة بناء المنازل المدمرة حتى عام 2040 على...
جرت مساومات في مجلس النواب، علانية، وفي الخفاء أيضاً، اتخذت طابعاً طائفياً بحتاً، بين ما يسمى بالكتل الشيعية والكتل السنية والكردية. ساومت الأحزاب الدينية الشيعية كلاً من الكتل السنية والكردية للحصول على أصوات نوابها، لدعم مشروع تعديل "قانون الأحوال الشخصية"، مقابل إقرار "قانون العفو العام"، الذي ترغب فيه الكتل السنيّة. أما الكتل الكردية، فتصويتها كان مقابل إلغاء قوانين "مجلس قيادة الثورة"، في "حزب البعث" المنحل، والتي نصّت على مصادرة أراضٍ...
المزيد