وادي الصليب: نهش أحشاء البيوت

كان هناك دائماً وادي الصليب هذا. كأنه شاهدٌ على الأزلِ المنكوب. بين العمارات المتسلّقة التي شُيّدت حوله لتخفيه، بعنجهيّة معماريّة وبشاعة بيئيّة، لجهة المدخل الشمالي لمدينة حيفا.
هذا الحيّ الكبير المهجّر، ببيوت الحجر الفارغة المُغلقة بالإسمنت، كان معْلّم التاريخ الأوّل. حيث لا حاجة هناك لأي كلمة لا عن حيفا ولا عن النكبة: صمت المكان يشرح حياةً كانت، أزقةً سُلِكَت، عن دفءٍ مطرود وعن كون توقّف.
في هذه الأيّام "تحتفل" البلديّة الإسرائيليّة بهدمها لأجزاء كبيرة من الحيّ لتُقيم "منطقة فنّانين"، أما في الأجزاء الأخرى، فتنهش الجرّافات أحشاء البيوت: تهدم كلّ ما فيها من جدرانٍ وغرف، تُبقي الواجهة الخارجيّة "الأثريّة" للمبنى وتبيعه لمشاريع إعمار إسرائيليّة مترفة شعارها "الفخامة"!
 

* تصوير خلود طنّوس وأمل شوفاني

 


12 أيّار / مايو 2017

المزيد من بألف كلمة

جنوب لبنان: أكثر من 200 يوم من الصمود

2024-05-02

يودّ الاحتلال لو يفني غزّة بمن وما فيها، ثمّ يتخذها عِبرة يستعرضها على جميع من يتجرأ على التفكير بمقاومته، في جنين أو طولكرم أو جنوب لبنان... بأن "هذا ما ينتظركم"،...