وادي الصليب: نهش أحشاء البيوت

كان هناك دائماً وادي الصليب هذا. كأنه شاهدٌ على الأزلِ المنكوب. بين العمارات المتسلّقة التي شُيّدت حوله لتخفيه، بعنجهيّة معماريّة وبشاعة بيئيّة، لجهة المدخل الشمالي لمدينة حيفا.
هذا الحيّ الكبير المهجّر، ببيوت الحجر الفارغة المُغلقة بالإسمنت، كان معْلّم التاريخ الأوّل. حيث لا حاجة هناك لأي كلمة لا عن حيفا ولا عن النكبة: صمت المكان يشرح حياةً كانت، أزقةً سُلِكَت، عن دفءٍ مطرود وعن كون توقّف.
في هذه الأيّام "تحتفل" البلديّة الإسرائيليّة بهدمها لأجزاء كبيرة من الحيّ لتُقيم "منطقة فنّانين"، أما في الأجزاء الأخرى، فتنهش الجرّافات أحشاء البيوت: تهدم كلّ ما فيها من جدرانٍ وغرف، تُبقي الواجهة الخارجيّة "الأثريّة" للمبنى وتبيعه لمشاريع إعمار إسرائيليّة مترفة شعارها "الفخامة"!
 

* تصوير خلود طنّوس وأمل شوفاني

 


12 أيّار / مايو 2017

المزيد من بألف كلمة

"سودان، يا غالي".. هتافات قطعها أزيز الرصاص

2025-12-04

"ولقد صبرنا مثل أيوب، وواقعنا أمرّ. فالوضع في السودان مزرٍ، وحالنا يُبكي الحجر. لم يسمعوا صوت الحشود. أولم يروا دمّاً هُدر؟"... يكادُ من يشاهد ويسمع كلمات هؤلاء الثوار أن يسمع...

"لنرسم من أجل غزّة"

2025-11-20

اختبر أطفال غزة على مدار عامين صنوفاً من الصدمات النفسية والعاطفية تحتاج دهراً للتشافي منها. أثناء حرب الإبادة، عبّر 96 في المئة من الأطفال في القطاع عن أنهم يعتقدون أن...