يتجه المشرِّع إلى فرض عقوبات مشددة من دون النظر إلى طبيعة المهنة، ومن دون الرجوع إلى أهلها. فهناك أخطاء واردة، تحدث لأسباب خارجة عن إرادة الطبيب، وهناك أخطاء جسيمة. ولكن المشرِّع لم يراعِ تلك الفروق، وأصر على أن تكون جميعها جنائية. أما رد الفعل العكسي، الذي قد يتخذه الأطباء، فهو التوقف عن اتخاذ تدابير طبية ترتبط بوضع الحالة وطبيعتها، وذلك لحماية أنفسهم، بدلاً من اعتبار مصلحة المرضى. وهو ما يهدد...
يقول "رجب عوض"، الأب الروحي لكل المشروعات التى استطاعت القرية تنفيذها، أنهم فخورون بما حققوه لقريتهم في فترة وجيزة. فقبل ذلك، كانت أغلب بيوت القرية مبنية من خامات هشة وضعيفة، ومغطاه بقش الأرز وأكياس المُشمَّع، وكانت عرضة لتسرب مياه الأمطار ومهاجمة الفئران والثعابين. وكان الوضع الاقتصادي لأغلب السكان متدهوراً إلى الحد الذي لا يكفي لشراء الضرورات الواجبة. أما الآن، فقد تم القضاء على البطالة بالكامل.
وُجه الانتقاد إلى وضع أمر حل الأحزاب بيد "وزارة الداخلية"، وليس "القضاء" في المقترح الجديد، والمطالبة بإحالة أمر حل الأحزاب إلى "القضاء"، حيث يضمن ذلك نوعاً من عدم توظيف الحكومة لهذه الصلاحية في صراعها السياسي مع منافسيها، ويُمكِّن من تطبيق أسلم للقانون.
تَحدّث الناس وقالوا كلماتهم، الكُل يتمنّى أن يعود إلى مدينة "غزّة" أو شمالها، أن يعودوا إلى بيوتهم ولو كانت فوق الرُكام. كلماتٌ كثيرة قُلناها جميعاً، كل يوم نتحدّث بها، إلى درجة تخيّلت فيها أنّ الناس نسيت الحرب، ولم تعُد تتمنّى نهايتها، بقدر حاجتها إلى نهاية مأساة النزوح الكارثيّة، التي فكّكت المجتمع، وقتلت أرواح الناس وهم أحياء.
عامٌ مُريع انقضى... وعامٌ آت نتمنى أن يصون آمال أبناء وبنات مجتمعاتنا، في الحرية والعدالة والحقوق كافة، وفي التحرر من الاستعمار الاسرائيلي، ومن السلطات الطاغية، المستبدة، والنهّابة. أملٌ لم يقوَ على سحقه كل ذلك الاجرام المتعدِّد، على الرغم من المظهر المنهَك للناس... أملٌ لا يلبث أن يُبرعم ويُزهُر من جديد. تمسكوا بالأمل، فهو سلاحنا الأمضى!
في عام 2021، أطلقت "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان"، وقُدِّمت كنقطة تحوّل في تعامل الدولة مع ملف الحريات، واعتبرها الرئيس "السيسي" خطوة جادة نحو النهوض بأوضاع حقوق الإنسان. وفي المقابل، أظهرت الوقائع على الأرض عكس ذلك، إذ تُظهِر الممارسة أن كثيراً من القوانين، وإن كانت تُعلِن عن نية الإصلاح، إلا أنها تظل غطاءً لإجراءات أمنية وقمعية تمس جوهر الحقوق الإنسانية، وتبقى قاصرة عن مواجهة الواقع المعقد.
المشروع برمته هو من تخطيط الأوروبيين، وهم من سينفذون أغلب مراحله ويحددون أولوياته، أي أن تونس والدول المشابِهة لن تكون صاحبة القرار ولن تتحكم في الدفة. كما أن حجم الاستثمارات الضخمة، وربط الإنتاج بالتصدير بشكل شبه كلي، قد يتسبب في خسائر كبيرة جداً للبلاد في حال تعثر المشروع و/أو تغيّرت الأولويات الأوروبية في مجال الطاقة.
يهدف هذا النص، والـ"بودكاست" المصاحِب له، إلى دراسة مدينة "مونستر" في ولاية "شمال الراين – وستفاليا" كحالة ألمانية خاصة، حيث تطورت سريعاً العديد من مجموعات التضامن مع فلسطين، وفعّل الناشطون حركتهم في أعقاب الإبادة الجماعية المروعة في غزة التي ترتكبها إسرائيل منذ ما يزيد عن عام. إنها محاولة لفهم ما شهدته هذه المجموعات، التي تعمل على خلفية بيئة اجتماعية غير مرحِّبة، من تحوّلات للوسائل القمعية التي مارستها وتمارسها الدولة، والشرطة،...
لا يقبل الدين الإيزيدي الراغبين في الانتماء إليه، الذين لم يولدوا لأبوَين إيزيديين. وهو بذلك، كديانة، ليست تبشيرية، ولا نبي أو رسول للإيزيديين، وهذا ما يجعل علاقتهم مباشِرة مع خالقهم، من دون الحاجة إلى وسيط.
انخراط الولايات المتحدة الأمريكية في الفوضى المدمِّرة التي تعصف بعشرات البلدان حول العالم، هو ما يدفع سكان هذا البلد أو ذاك تلقائياً إلى استشراف موقعهم في جحيم "ترمب" المُنتظَر على أعتاب الربيع القادم. وبالنسبة لليمن، فقد يقامر "ترمب" بدفع البلد إلى جولة جديدة من الحرب. وما لم تدعم السعودية والإمارات اندفاعه هذا، فمن المرجّح أن تفرمله المؤسسات الأمريكية نفسها.
هناك إصرار متزايد في أوساط أطفال وشباب جيل النكبة الفلسطينية الجديدة على حقهم في التعليم، وتشكيل مستقبلهم بأيديهم من جديد، على الرغم من الظروف القاسية عليهم. إلا أن ذلك، بالمقابل، يثير عدداً من التساؤلات عن دور "مصر"، وأين تكمن "قوتها الناعمة"، فيما تتحول يوماً بعد يوم إلى سياسة "ادفع بالدولار كي تحيا"، أو تتعلم، أو تستخرج إقامة حتى لو كنت نازحاً من حرب، فتصير "مصر" بذلك مركزاً طارداً.
يحصد السودانيون الآن سياسات "التمليش"(تحفيز الميليشيات)، وفق نموذج "قوات الدعم السريع"، الذي أورد البلاد إلى الهلاك. هذا الوضع الشائك، يثير المخاوف من مصير هذه المجموعات، بل ومصير البلاد ككل.
تحوّل القانون رقم (73) لسنة 2021، الذي يتيح فصل الموظفين المتعاطين للمخدرات، إلى أداة لملاحقة العمال والنشطاء النقابيين العماليين، والنشطاء السياسيين والصحافيين. وعلى الرغم من اعتراض النقابات والجهات الحقوقية على تطبيق هذا القانون، استمر تنفيذه، ما أدى إلى فصل الآلاف من العمال، الذين نظّم بعضهم وقفات احتجاجية أمام "نقابة الصحافيين".
تسوِّق السلطات هذا المشروع على أنه خطوة إصلاحية لمعالجة الثغرات القائمة في نظام العدالة الجنائية. إلا أن مراقبي حقوق الإنسان يرون فيه تهديداً مباشراً للحريات العامة، وتكريساً لممارسات الاعتقال التعسفي. فبدلاً من توفير الضمانات اللازمة لحماية حقوق المتهَمين، يمنح المشروع سلطات واسعة لأجهزة الأمن والنيابة.
عُدتُ إلى بغداد ولم أعد. تركتُ قُبلةً على قبر أُمي ورحلتُ. ما حدث ويحدث لبغداد بعد الغزو الذي قادته جيوش الولايات المتحدة الأمريكية، هو انتقامٌ من الأسلاف والتاريخ معاً.
لم تقتصر رؤية أصحاب المشروع على تقديم مجرد "مساعدات" للأسر الفقيرة، أو دعم مالي للفتيات اليتيمات، أو إنشاء مستشفى لمعالجة المرضى... بل اتسعت لتحويل القرية بالكامل إلى قرية منتِجة، قادرة على الاكتفاء ذاتياً، ولا يوجد فيها متبطل واحد، وذلك عبر دعم المشروعات الاستثمارية للأهالي، وتشجيعهم على التوسع فيها، طالما كان ذلك ممكناً، مما أدرج جميع السكان داخل التجربة، بجعلهم شركاء منخرطين في العمل، وليسوا مجرد متلقين لإحسان ربما ينقطع لأي...
وفق آخر بيانات صادرة عن الأمم المتحدة، وصل عدد النازحين السودانيين إلى 10 مليون نازح، فيما وصفته المنظمة الدولية بأنه أكبر أزمة نزوح على الإطلاق. وهناك أكثر من 61 ألف شخص توفوا في الخرطوم وحدها، خلال الفترة من نيسان/ أبريل 2023 إلى حزيران/ يونيو 2024، وهي زيادة بنسبة 50 في المئة على معدل الوفيات قبل الحرب.
كُل صباح في الأيام الماضية، حينما أجوب الشوارع، لا أجدني سوى باحث عن الخُبز، وأنا حقيقةً لا أستوعب إلى الآن أن الحال وصلت بي - كما وصلت بكُل الناس- إلى البحث عن رغيف!
على الرغم من الأهمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بالنسبة إلى المواطنين، للمنشآت والمباني المقامة حالياً على أراضي "طرح النهر"، خاصة في العاصمة القاهرة، إذ يشمل أغلبها كثيراً من الأندية الاجتماعية التابعة للنقابات المهنية أو العمالية، أو الجامعات، ووزارة الثقافة، أو مشروعات خاصة، ومشاتل زهور، ومساحات مزروعة، وهي قد ضُمّت إلى ولاية "جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة"، إلا أن السلطة في مصر تتغاضى عن ذلك.
لا أريد الرحيل، لأني أعرف أن تحمّل الحرب عن بُعد أصعب من عيشها على الأرض... كنت ممتلئة بوهم العودة إلى المنزل، منزلنا الكائن في "الضاحية الجنوبية"، المنزل الذي لطالما مللتُ العيش فيه. الآن، لا أفهم طبيعة وقوعي في حبّه، بعد اثنين وثلاثين عاماً من العيش تحت سقفه.
المزيد