وجوه السوريين تغيّرت بعد آذار 2011، صارت ملامحها أكثر تحفّزاً وهي تقترح مساءلاتٍ خاطفة كلّما تبدّل لون البلاد، وازدادت أصبغتها كثافةً، وزاد معها عبث الدول بمصير سوريا المتكوّر عاجزاً تحت ظلّه.. وهذا استطالَ من جَدَلٍ دوليٍّ أعمى لم يَقُد إلا لموت الخطوات، خطوات السوريين المنقسمة بين معارِضةٍ للنظام أو مواليةٍ له. خمس سنوات رَصدت فيها وجوه الناس يقيناً لا يجيء. فلا النظام سقط، ولا عادت
يوم بعد يوم تعلو أصوات الجهات المعنية بحقوق الطفل وحقوق الإنسان محذرة من دفع الأطفال نحو سوق العمل مبكراً، فيما تبقى عمالة الأطفال جزءاً من الواقع المصري الذي نصادفه بصفة يومية. و "بلية" هي الكُنية الشهيرة للطفل العامل في الثقافة الشعبية المصرية، تحكي باختصار عن الصبي المسخّر لإسعاف صاحب العمل بقضاء أعماله التي تحتاج الخفة والسرعة، في ما قد تشوّش ظروف العمل على انطلاق الأطفال وخفتهم،
يقيم في الأردن ما يقرب من 70 ألف كردي، وفقاً لإحصائيات غير رسمية، مشكلين بذلك أقلية منسية لم تلتفت إليهم أي إحصائية رسمية. يعود وجود الأكراد في الأردن إلى العام 1173 ميلادية يوم جاءوا مع جيش صلاح الدين الأيوبي للمساهمة في تحرير بيت المقدس. وعلى الرغم من تلك القرون المنقضية، ومن انصهارهم في نمط الحياة السائد، إلا أنهم ما زالوا يعاملون كأقلية غير عربية. وهم ينتشرون في جميع محافظات الأردن،...
لعل كلمة "فوضى" هي أفضل توصيف للحالة التي يعيشها القطاع السمعي والبصري في الجزائر. فوضى في كل شيء: في القنوات، في البرامج، في القوانين، في التنظيم. فالقنوات الفضائية الجديدة هي قنوات جزائرية عمليا لكنها قنوات أجنبية قانونيا، ورغم أنها تنتج برامجها داخل الجزائر إلا أنها تبثها انطلاقا من خارجها. ويبدو أن هذا الوضع الشاذ لن ينتهي إلا بعد صدور المراسيم التنفيذية لقانون الإعلام الجديد الذي أقره
لا يمكن فهم ظهور النقابات المستقلة خارج هيمنة الدولة واتحاد العمال الرسمي التابع لها إلا في سياق التحولات التي كانت تحدث في الوضع المصري عموما، وتطورات الحركة العمالية خاصة. على المستوى العام، كانت الأطر السياسية الرسمية قد فشلت في استيعاب حركة الشارع المصري والسيطرة عليها. أصبحت الحركات السياسية الأكثر فاعلية وتأثيرا هي تلك التي لا تتبع الأحزاب والقوى السياسية التقليدية. فحركة دعم
طوت تونس صفحة من صفحات الانتقال الديموقراطي، حين تمّ الإعلان عن تبنّي الدستور الجديد في كانون الثاني/يناير الماضي، الذي انسحبت على إثره حكومة الائتلاف الثلاثي بقيادة الإسلاميين لمصلحة تولّي حكومة من الكفاءات المستقلّة مهمة إدارة شؤون البلاد حتّى الانتخابات المقبلة. إلاّ أنّه لا يجوز المرور سريعا على هذه الفترة التّي هيكلت المشهد السياسي التونسي، خصوصاً لجهة صعود حركة النهضة الإسلاميّة إلى
أزمة محتقنة منذ سنوات بين النوبيين من قبائل "دابود" وقبيلة بني هلال العربية في أسوان، تجددت مطلع الشهر الجاري بسبب إساءات متبادلة كتبها شباب من الطرفين على الجدران. ما لبث التلاسن أن تطور إلى اشتباكات بالأيدي والعصي، ثم سالت الدماء، فسقط النساء والأطفال، وأحرقت الجثث بعد التمثيل بها، ونهبت حلي النساء ومواشي البيوت، وقطعت الطرق، واختطف الرهائن، وتفرّجت الدولة!<br
لو قصدتَ شارع جمال عبد الناصر، أحد أكثر شوارع صنعاء التجارية ازدحاماً وحيوية، من أجل شراء ملابس أو مجوهرات أو أية سلعة أخرى، أثناء انقطاع التيار الكهربائي، فإن شيئاً واحداً ستجده أمام جميع المحلات، وكأنه طريقة ترحاب شارع الزعيم بضيوفه: أهلاً بكم في شارع الـ"مواطير".هذا الشيء الذي يدعوه اليمنيون بـ"الماطور" (في تعريب للكلمة الانجليزية) هو نفسه المولّد الكهربائي. إنه في كل مكان. إذا لم
تطلب الأمر ثلاث سنوات حتى تمر رياح الانتفاضة العربية التي انطلقت من تونس فوق الأراضي السعودية. استقبلها عبد العزيز الدوسري بداية، ووجهها بدوره إلى مواطنيه عبر تسجيل لمقطع فيديو خاطب فيه الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، مطالباً بتوزيع الثروات، قبل أن يلمح الى أن الشعب ليس عاجزا عن اتخاذ العنف كوسيلة لتحقيق مطالبه. وفي نهاية المقطع، أشهر الدوسري بطاقته المدنية كتعبير عن عدم خوفه من
على سقف قاعة درس بثانوية في ضواحي الدار البيضاء بقع سوداء تتزايد بين حين وآخر، فحصت واحدة فإذا هي قماش أسود فيه حناء. حين سألتُ ما هذا، تلقيت جوابا موجزا "مخدرات". لم يكن الجواب الشفوي كافيا، لذلك طلبت من التلاميذ في امتحان الإنشاء الكتابة عن أنواع المخدرات وأشكال استخدامها في الثانوية.حصلت على كنز ثمين في مائة وعشرين ورقة فذهبت ذات صباح إلى مقهى لتصحيحها. على جدار المقهى لافتة "ممنوع
كنت أنتظر عند زقاق في مخيّم شاتيلا، بينما ذهبت زميلتي لتسأل أين يقع قبر غسّان كنفاني. هناك، أخذتني جدارية متواضعة على حائطٍ مُنهك، كُتب فيها اقتباس لمحمود درويش: "ستُسافرون ولأي حُلم؟". التقطت صورةً وأشرت لزميلتي إلى أن هذه الجداريّة كان عليها أن تكون عنواناً لفعاليّات "السفير العربي" التي جئنا لأجلها: "حلم: نحن في العام 2054". لكننا لم نتوقّع أن يتحوّل هذا الاقتباس عنوانًا لما هو أكبر من
أسَّسَ الاستبدادُ وإنكارُ الحقوق الدائم، منذ بداية الحقبة الاستعمارية في القرن التاسع عشر وصولاً إلى ديكتاتوريات ما بعد الاستقلال، مبدأَ العنف في مجتمعات محتجزة في تخلفها وممنوعة من الانتقال إلى التقدم الاجتماعي والسياسي. استمرار هذا المبدأ هو تعبير عن تحرر غير منجز، وبرهان يلامس العبثية عن الواقع النيو كولونيالي في هذه المنطقة من العالم.حروب الخاسرينالحمقى وحدهم يرون
شكّل الانقلاب العسكري الذي قام به حزب البعث في 8 آذار 1963، تغييراً جذرياً في شكل الحكم وبنية الطبقة الحاكمة السورية، إذ قام باستبدال الحكم البرلماني لممثلي البرجوازية المدينية والإقطاعيين وملاك الأطيان والقرى، بحكم شمولي لحزب واحد يمثل فكر البرجوازية الصغيرة ذات البرنامج التغييري القومي - الاشتراكي، ويعتمد في ذلك على نفوذ أعضائه في الجيش وبين الفلاحين. كان الحزب قد انتشر في الريف
لن يستطيع العالم العربي أن يستوعب نساءه. لن يقدر على منحهن ما يطلبنه من حقوق. زلازل التغيير التّي أدّت إلى انهيار الأنظمة الديكتاتورية، لم تفلح في إحداث هزّةٍ بسيطة في العالم الذكوري الذي يجعل من كلّ امرأة عرضةً لأن تكون مشروع ضحية. تهبط علينا الفضائح كزخّات المطر، لا نلحق على استيعاب الفضيحة حتّى تأتي أختها فتهزّ عالمنا النائم لبضع لحظاتٍ، لا يلبث بعدها أن يعود إلى سكونه: تزويج لاجئاتٍ
عبارة تختصر الحضور النسوي للمرأة السورية في الحراك الشعبي الذي ابتدأ في 15 آذار/ مارس 2011، والموازي تماماً لحضور الرجل السوري. ومع هذا، ظل صوت فئة كبيرة من النساء السوريات مغيباً. وقد عانين وما زلن منذ بداية الثورة من الاعتقال والتنكيل والإهانة والنزوح والاغتصاب. لم تشارك المرأة السورية في الحراك منذ بداياته فقط، بل يمكن القول، أنها هي من احتضن الثورة، وبزخمٍ لا ينتهي. وهذا ليس بطارئ على
تبرز في السعودية مجموعات شبابية جديدة بدأت تدير الحراك الاصلاحي بمنهجية وأساليب مبتكرة. وهذا يعاكس ما كان سائداً منذ بداية تسعينيات القرن الماضي وحتى فترة مخاض الانتفاضات العربية، حيث كانت النخب الثقافية والسياسية في السعودية، بكل اتجاهاتها، هي المبادرة في قيادة الفعل الإصلاحي.فقد سببت محدودية فرص التعبير عن الرأي في السعودية وانخفاض سقف المتاح أمام المواطنين للإفصاح عن آرائهم بحرية،