تحثُّ شركات التأمين الخاصة خطواتها نحونا. لا تزال تبحث عن لقمتها داخل أمعاء الحرب. تقصد هذه المرّة جيوب الخائفين، تدعوهم في رسائل مقتضبة تصل هواتفهم المحمولة إلى التأمين ضد قذائف الهاون الطائشة و "الإرهاب"، تدمغ نهاية رسائلها بعبارة "بكرا أحلى"، وهم لا يصدّقونها، يعرفون بأنها تشتري خوفهم وحسب. مثل هذه الرسائل لا تصل إلى السوريين خارج مناطق سيطرة النظام. فمن يؤمن عليهم هناك
سأترك التحليل السياسي لمعنى ودلالات أن يُعتقل الباحث الأكاديمي والكاتب والصحافي الاستقصائي إسماعيل الاسكندراني وهو عائد إلى بلده. أتركه لسواي ممن يجيده تماماً، أو لمرة ثانية. وسأقدِّم الإنسان الذي صادف إني تعرفت عليه شخصيا وعملت معه. ليس الشاب من النوع الصاخب الاستعراضي، لكن هدوءه لا يتمكن من التمويه على جذوات نفسه المتقدة: انحيازه العنيد للمضطهدين والمظلومين والبائسين والاستفزاز الذي
تفاوتت ردود الفعل الرسمية في بلدان مجلس التعاون الخليجي بعد التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني في فيينا قبل أيام. فبينما سارعت سلطنة عُمان والكويت للترحيب بالاتفاق الأخير، تأخر بعض الوقت الترحيب المتحفظ من كل من البحرين والإمارات وقطر. أما السعودية فقد أعلنت عبر وكالة أنبائها الرسمية عن امتعاضها، مؤكدة أنها "تشارك دول 5+1 والمجتمع الدولي باستمرار العقوبات المفروضة على إيران بسبب
"المرجة" ساحة لا تستدرج بشراً إليها، لكنها تستخرجهم من العروق الرخوة للفنادق الرخيصة ذات النجمة أو النجمتين، التي تحيطها كسوار. بعد الظهر ينزلق الرجال والنساء، ممّن تجاوزوا الستين، إلى وسطها متفادين»الإفريز» الرخامي الذي يحيطها كسوارٍ آخر محكم الإغلاق إلا من فتحات قليلة. نادراً ما يعاينون النُصب البرونزيّ للفنان الإيطالي «بابلو روسيني» الذي يتوسطها منذ العام 1907 حين
لم يظن أحد منذ عام مضى أن مصر ستقبل على انتخابات رئاسية جديدة، ولم يكن في مخيلة أحد أيضاً أنه سوف يكون في مقدمتها رجل عسكري يجد حوله مَن يسبِّحون بحمده آناء الليل وأطراف النهار، ولا يتوقع أحدُّ عاقل أنها سوف تؤول في نهاية المطاف إلى غير "المشير". فتبدو الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر وكأنها استفتاء على شرعية رجل واحد فقط.معركة اللافتات واستعادة عبد
زيارة وزير الخارجية الأميركي للجزائر حدث نادر يحظى باهتمام خاص، ولا سيما حين تحدث في ظرف متوتر بشكل خاص بسبب انتخابات الرئاسة التي ستجدد لبوتلفيقة لعهدة رابعة."الترجمة خيانة"في الصحافة الجزائرية ثار خلاف على الترجمة غطى على كل الجوانب الأخرى لزيارة جون كيري. فقد ترجمت "خدمة الصحافة الجزائرية" (APS) بطريقة فيها مبالغة في الايجابية لمصلحة النظام، جملة من "الملاحظات
أزالت محكمة الصلح في حيفا قبل قليل أمر منع النشر عن اعتقال الصحافي مجد كيال، محرر موقع عدالة على الانترنت، المعتقل منذ مساء يوم السبت الماضي، 12.04.2014، عند عودته من الأردن قادمًا من بيروت. وكان الزميل مجد قد وصل إلى بيروت للمشاركة في احتفالية صحيفة السفير اللبنانية لمناسبة مرور 40 عامًا على انطلاقها، علمًا أنه ينشر بشكل ثابت في ملحق "السفير العربي" التابع لهذه الصحفية منذ قرابة
خطرت لي فكرة الكتابة عن الفلاح المغربي الصغير وأنا أتأمل لوحة «المزارع» لفانسان فان غوخ. البؤس واضح من الألوان وهلامية الأشكال. يبدو أن بؤس المزارعين الصغار لم يتراجع مع الزمن. في المغرب تقل مساحة 71 في المئة من الاستغلاليات الفلاحية عن خمسة هكتارات. بينما لا تزيد مساحة 25 في المئة منها عن عشرين هكتاراً. وهكذا فإن 96 في المئة من أملاك الفلاحين المغاربة مزارع صغيرة. وهي تعاني
صادق مجلس الوزراء الموريتاني في منتصف شهر يناير الماضي على إبرام الحكومة صفقة مع مجموعة الراجحي السعودية، تقضى بتأجيرها قطعتي أرض في ولايتي الترارزة وولاية لبراكنة، جنوب البلاد. وستستثمر المجموعة السعودية بموجب هذه الصفقة مليار دولار في القطاع الزراعي والرعوي في موريتانيا. لكن بعض سكان الجنوب الموريتاني، وخاصة الزنوج منهم، وبعض ملاك الأراضي من العرب لم يكونوا راضين، وثار جدل جديد حول سياسات
كانوا يعدّون الفيدرالية كوجبة، لكنهم لم يتوقعوا أن تأتي أصناف وتنويعات أخرى على وجبتهم، أو ربما سعوا لأجل ذلك بحسب نظرية المؤامرة. فإعلان الفيدرالية لم يواجه برفض هنا أو هناك فقط، لكنه عاد بالبلد إلى عهد السلطنات التي كان التاريخ طواها منذ أربعة عقود.في العام 1886 أصبحت سلطنة المهرة محمية بريطانية، وألحقت فيما بعد بمحمية عدن، ثمَّ رفضت الانضمام إلى اتحاد الجنوب العربي. وعقب جلاء
وسط فوضى الانتخابات البرلمانية المزمع إجراءها في العراق نهاية نيسان/ أبريل الجاري، تجتاح العراقيين موجة من السخرية المرة، أو الكوميديا السوداء. شوارع المدن وجدرانها تتقيأ إعلانات المرشحين وهي تحمل صوراً لكائنات غريبة تدّعي ما لا تملك، وتروِّج للأكاذيب. ومثل كل المواسم الانتخابية الماضية، تغدو الدعايات الانتخابية في أيامها الأولى مدعاة تندّر وضحكات السمار، إذ لا تعدم أن تجد عدّة شبّان في
متبجّحٌ صهيونيّ كتب الشهر الماضي مقالاً يسردُ فيه «معاناته» في صحراء النقب. ويصف الطّريق الصعب الذي سلكه ليزرع عنب «الشاردونيه» لصناعة النبيذ الفاخر. يحكي كيف اقتحم قطيع الماعز كرم العنب للرعي فيه، وكيف طرد القطيع ثم احتجز عنزةً واحدة رهينة، حين رفضت الراعيتان البدويّتان الانصياع لأوامره. «الصحراء لنا، وسندخل أينما نريد» قالت واحدة منهنّ. كان القطيع
البندوق تعبير كان قد استخدم في وصف نوع من العصافير الهجينة، وفي تلطيخ سمعة أطفال لا ذنب لهم سوى أن آباؤهم لا يعترفون بأولادهم... لتنتقل بعد عهود، إلى وصف أنماط من التذاكي والتشاطر، وهي تنتقل بأصحابها بين المواقع المتناقضة في ولائها وقيمها.وهي باتت ترتبط عن غير حق بالذكاء العملي، المتحرر من مثاقيل الالتزامات السياسية والاجتماعية وأطرهما الأخلاقية الملائمة، وأضحت تطالب بلغة الإيحاءات
على بعد 20 كيلومتراً من مدينة الإسكندرية، تقع بلدة صغيرة على الساحل الشرقي تدعى «المعدية»، شديدة الجمال، يحفها النخيل من جوانبها كافة والبحر المتوسط من شمالها وبحيرة أدكو في جنوبها. وعلى شاطئها تقبع طابيتان (الطابية هي استحكامات عسكرية دفاعية وهجومية)، ترجعان إلى زمن مقاومة الإنكليز (1882) بقيادة عرابي. كانت الأولى من ناحية الشرق تسمّى «الطابية البيضاء» والأخرى من
في نهاية 2012 بلغ تعداد حظيرة المركبات الجزائرية (سيارات سياحية خاصة، شاحنات، حافلات، الخ) 4.8 مليون وحدة لــ 38 مليون ساكن، بارتفاع نسبتُه أكثر من 6 في المئة مقارنة بمثيلتها في العام 2011، و29 في المئة مقارنة بـ 2006. وبطبيعة الحال، لا يني "لوبي" المستوردين يقول انّ المشكلة ليست هذا العددَ الهائل بل في ضيق شبكة الطرق وان الجزائر "أقلّ تجهيزاً" في هذا المجال من دول كثيرة. والحقيقة أن
لم تشهد مدينة أردنية التسارع العمراني والديموغرافي الذي شهدته مدينة الزرقاء (20 كيلومتراً شمال شرقي عمّان)، التي تأسست في العام 1903. كانت يومها قرية صغيرة تسكنها 66 عائلة من أصول شيشانية، فأصبحت في تسعينيات القرن الماضي مدينة مليونية. وها هي، بعد أن كانت تتكون من بضعة بيوت ضائعة على مساحة لا تتجاوز 60 كيلومتراً مربعاً، تعج اليوم بمئات الآلاف منها، وتزيد يومياً.حتى أربعينيات القرن
حولت «جماعة الإخوان» التنظيم الأيديولوجي إلى كيان بيولوجي بمرور الوقت، وذلك وفق قاعدة «الإخواني يجب أن يتزوج إخوانية»، فتداخَل لديها السياسي بالطبيعي، واستخدم كلاهما في خدمة الآخر. فتزاوج أفراد الأسرة المالكة في البلد الواحد أو بنظيراتها عبر الأقطار، هي مسألة حدثت بقوة في التاريخ، من منطلق البحث عن سند وعزوة ولتعزيز النفوذ والثروات. لكن أن تقوم شريحة سياسية واجتماعية
"آه يا جسدي، اجعل منّي انساناً يسائل دائماً!". كانت تلك إحدى آخر العبارات لرجلٍ يسائل دائماً... رجل يسائلنا دائماً! بعد أكثر من 50 عاماً على وفاته، في السادس من كانون الأول/ديسمبر 1961، قبل بضعة أشهر من اتفاق وقف إطلاق النار في حرب الجزائر (19 آذار/مارس 1962)، الذي مهّد لاستقلال البلاد، لا يزال فرانز فانون يسائل الجزائريين والأفارقة، ويزوّدهم بالأدوات والمفاتيح المناسبة لتفكيك رموز
بدلاً من أن تشتري عروساً لتلهو بها، كعادة الفتيات الصغيرات في كلّ أصقاع الأرض، تتحوّل هي إلى واحدة. بدلاً من أن تحلم بأميرٍ وتنتظر قبلةً تمنحها الحياة، تقتصّ منها شفتان غلاظ ورجولةٌ حمقاء.في كلّ مرّة تموت فيها الضحية يلتفت العالم التفاتة بسيطة لما يحدث هناك. شجبٌ واستنكارٌ ثم نسيان، لتتكرر بعدها الحادثة مع تغيير بسيط باسم العروس/الجثّة.لم يتوقف زواج القاصرات في اليمن رغم كلّ الجهود