هل المنطقة العربيّة والبلدان المجاورة لها ذاهبة لا محالة إلى غفوة كبيرة من دون أي صحوة في الأفق، خاصة بعد انهيار سعر النفط وانتصارات داعش في العراق، أم أنها على حافة صدام كبير ما كان النفط وداعش إلا أولى مؤشراته؟ التّخلّي العربي كانت الدول العربية تصدِّر حتّى فترة وجيزة بعض المواد الزّراعيّة من قطن وقمح (وأيضاً قات وحشيشة!)، وبعض
"حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين"، عبارة اقتبستها الباحثة البريطانية فيكتوريا كلارك عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وكان الشاعر إبراهيم الحضراني قد قال في إحدى قصائده: "وأتعس الناس في الدنيا وأنكدهم / من يركب الليث أو يحكم اليمنَ". هذا الوصف للعلاقة بين النخب المتنافسة على حكم اليمن صادق، إلا أنه ليس دقيقاً ولا صالحا لتوصيف العلاقة بين الشعب اليمني وحكامه.
أصبح «الاقتصاد الفلسطيني» ـ وهو دالٌ وهمي، غير موجود على الأرض ـ عنواناً عريضاً في عالم ما بعد اتفاقية أوسشلو. ركّز المانحون جهودهم على ضرورة النهوض بهذا الاقتصاد، وضخّوا كميّات هائلة من الأموال عبر مؤسسات السلطة والجمعيات غير الحكوميّة. جرى إدخال خطاب «التنمية» إلى الفضاء المعرفي الفلسطيني، وصار الإسكان بنداً رئيساً على الأجندة. أراد العالم أن يبني
هول فقد الإنسان الفلسطينيّ في غزّة، وفي أيّ مكان على أرض فلسطين، يمكن له أن يزداد لعنة ووطأة إذا فُقدت القدرة على سرد قصّة هذا الإنسان، وعلى الإلمام بمركّبات حياته السياسيّة والاجتماعيّة، عبر منتجات تترجّى الكفاءة وتحاذي الجمال. وإذا كان أحد الروائيين الروس قد قال إنّ حياة أي فرد من عامّة الشعب (ناهيك عن مماته!) يمكن لها أن تكون قصّة عظيمة إذا رويت بطريقة جيّدة، فإنّ أعظم عُقد العيش ولحظات
رفضت أهمّ الأحزاب والشخصيات المعارضة في الجزائر، على اختلاف أطيافها، المشاركةَ في المشاورات الرسمية حول تعديل الدستور. من المؤكد أن هذا الموقفَ سيعقّد عمل المكلف بهذه المهمة، مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى، لكن هل سيمنع الرئيس بوتفليقة من المضيّ في مشروعه هذا... دون كبير اكتراث للمقاطعين؟ النظام الجزائري لديه من الموارد المالية ما يكفي للاستغناء عن رضى المعارضين عنه، عكس المغرب حيث لا
لا يمكن ان تبدأ بالكتابة نقداً او إشادة بالتحركات الشبابية الأخيرة حول "قانون برافر" وشعار "برافر لن يمر" دونما التوقف ولو للحظة عند مشهد الفلسطينيين والفلسطينيات ناعمي الأظافر، يقفون متراساً في وجه قوات الشرطة الخاصة الإسرائيلية بكل كرامة وتحدٍ وعنفوان. كما انك لا تستطيع ان تتجاهل ان من تصدر هذه التظاهرات كنّ من الإناث، في مشهد يسقط للحظة النظام الأبوي برمته، ويبعثه عاجزاً عن فهم هذه
يفِد آلافُ المهاجرين القادمين من دول جنوب الصحراء الكبرى إلى الجزائر سنويا، منهم من هي وجهةُ سفره النهائيةُ، ومنهم من يعدُّها "بلد عبور" نحو أوروبا وشمال أميركا، ومنهم من تقطعت به السبلُ فيها وهو في طريقه إلى بلد آخر. وتستقر نسبة كبيرة منهم في كبرى مدن الجنوب كتامنراست وجانت وعين صالح وأدرار، يجذبهم إلى هذه المدن الصحراوية قربُها النسبي الى بلدانهم مقارنة بمدن الشمال، ووجودُ
أصبح " المكدوس"، وهو من الأكلات السورية القديمة المصنفة ضمن "بيت المونة"، حلماً يراود السوريين بسبب غلاء مكوناته. فثمنها قد يتجاوز متوسّط الأجر الأسبوعي للموظف أو العامل في سورا. قبل الثورة، كان من الصعب وجود بيت يغيب عنه "قطرميز" (اي المرطبان) المكدوس، فهو أحد أهم الأصناف الحاضرة في وجبات الفطور التقليدية في الشتاء، إلى جانب اللبنة والزيتون والزيت
نضال طويل وعنيد، وإن لم يكن شرساً، خاضه ويخوضه البدو من أجل مطلب صار مع الزمن شعاراً للنقب: «الاعتراف». منذ النكبة، لم تكن إسرائيل تعترف بقرى البدو في النقب، وحصرت الاعتراف في البلدات الحكوميّة التي أسستها ونقلت السكّان إليها قسراً. في العام 2003، اتخذت الحكومة قراراً خارجاً عن القاعدة بالاعتراف بثلاثة عشر قرية. الاعتراف، في هذا السياق، يعني اعتراف الدولة الإسرائيلية بأن هذه قرى
أعلن رئيس الوزراء المصري عن تنفيذ التعهدات الخليجيّة بتمويل اقتصاد بلاده، التي تُقدّر بـ 12 مليار دولار، وأن هناك مفاوضات لتمويل مشروعاتٍ استثماريّة مُختلفة. بثّ تدفّقُ هذه المساعدات، مصحوبا ببدء مرحلة انتقاليّة سياسيّة جديدة، أجواء من الحيويّة انعكستْ فورا في ارتفاع أسعار البورصة المصريّة، وشيوع تفاؤل بإمكانيّة إخراج الاقتصاد المصري من أزمته العميقة. فهل يُمكن مساعدة الاقتصاد المصريّ
بالأمس عايدتُ ستة مرضى. هذا كثير على ما أعتقد. وصلتُ للعمل متأخراً بعض الشيء، فوجدتُ فوجاً في انتظاري أمام باب المكتب. كنتُ مصاباً بصُداع الخمار ولم أجد فسحة واحدة لأغادر القسم وأحضر قهوة. مريض يخرج مريض يدخل. تفحصتُ تواريخ مواعيدهم بدقة على البطاقات، كلها سليمة ومدونة بخط يدي. (المرضى يزورون المواعيد في بعض الأحيان) لقد جاؤوا في الموعد وأنا الذي لم يكن في الموعد. أنهيتُ العمل كذلك مع بعض
انتهت الصلاة للتو في رحاب أكبر مسجد في المغرب. غادر المصلون. بقي شيخ فطلب منه أحد المراقبين مغادرة المكان. أغلق المسجد. جلس الشيخ في الباحة الخارجية ورأى أجانب يدخلون المسجد من باب جانبي. سأل أحد المراقبين فقال له إن هؤلاء سياح يدفعون ثلاثين دولارا لزيارة مسجد الحسن الثاني، وان بإمكان الشيخ الدخول مجانا للمسجد في أوقات الصلاة.هكذا تغلق المساجد بين الصلوات. وهذا أمر جاري العمل به في
يقصد الطالب مكتب التسجيل في الكلية. يطلبون منه نسخ وثائقه. يسأل عن مكان النسخ، يرشدونه بشكل معقد. يعبر ردهات ومتاهات وهو يسأل بين حين وآخر. خلف هذا السور مكتب النسخ. يقطع مسافة. بل خلف السور الثاني. يبدأ الشك ويكتشف الطالب أن الكلية ليست بناية واحدة بل مباني متجاورة شيدت على فترات... كل مرة يضيفون مدرجا أو قاعات ويفتحون بابا في السور الأصلي. من خلال هذه الترقيع المعماري يكتشف الطالب روح
ضمن سلسة اجتماعات تمهيدية لمؤتمر القمة الدوري لدول مجلس التعاون الخليجي المقرر انعقاده في الكويت في نهاية هذه السنة، استضافت البحرين وزراء الإعلام في دول المجلس. وعلى هامش هذا الاجتماع الوزاري، استضافت البحرين 150 شخصية إعلامية في «ملتقى الإعلام الخليجي الأول». وما جعل الاجتماعين يختلفان عن عشرات الاجتماعات التي سبقتهما هو توقيت انعقادهما، أي عشية بروز احتمالات جدية للتوصل إلى
مساء الأول من آذار/مارس، انتشر خبر عن قيام الشرطة السعودية باعتقال 176 شخصاً، بينهم 15 امرأة وعدد من الأطفال ممن اعتصموا أمام مقر هيئة التحقيق والادعاء العام في مدينة بريدة وسط المملكة السعودية، للمطالبة بالإفراج عن معتقلين ومعتقلات تحتجزهم السلطات السعودية منذ سنوات طويلة بدون محاكمة، أو بعد انتهاء فترة محكومية بعضهم. إلا أن الاعتقالات الجديدة لم تمنع أهالي المعتقلين من التجمع والاعتصام في