تلقيت دعوة لندوة صحافية فيها كرة قدم وغناء. وما علاقتي أنا بهذا؟ تابعت فحص مقالاتي لأختار أقربها للنضج فأختم صياغتها. لاحظت أني مهدد باستنفاد المواضيع التقليدية للسوسيولوجيا، وهذا أمر مرعب للسوسيولوجي البصّاص. لذلك ذهبت للندوة بحثاً عن آفاق جديدة. وجدت فندقاً كقلعة في قلب الدار البيضاء. أبيض من الخارج لكن كله أسود من الداخل بفضل الرخام الفاخر الذي يتضاعف في المرايا بشكل لا نهائي.
مطلع العام الجاري، تمّ إعلان اليمن دولة اتحادية أو فيدرالية. كان ذلك أبرز نتائج "مؤتمر الحوار الوطني" الذي اعتبر أن الدولة المركزية هي أبرز عوامل تدهور البلاد. المعارضة التي أثارها القرار بين المثقفين والنشطاء (وحتى السياسيين) لم تحل دون الاستمرار بالعمل بالقرار العجول، بمباركة من "المجتمع الدولي" والدول الإقليمية الراعية لـ"المبادرة الخليجية" التي تُعد الإطار المرجعي لكل ما يجري حاليا
الثورة المصرية طالبت بالخبز والحرية والعدالة الاجتماعية. ولا يبدو أن المطالب تلك قد اقترب تحقيقها. تمكنت الحركة العمالية، التي انطلقت قبل الثورة بسنوات ــ بل مهدت لها ــ من بلورة مطالبها الرئيسية. وأصبح إقرار حد أدنى مناسب للأجور والحق في التنظيم النقابي المستقل أبرزها، بالإضافة لمطالب أخرى كاستعادة الشركات العامة التي خصخصت عبر صفقات فاسدة، وتثبيت العمالة المؤقتة، وحماية العمال من الفصل
مسافرٌ، زادي الخيال، جئتُ إلى بيروت لقضاء ليلة رأس سنة 2054. بيروت الآن هي عاصمة السلام لأن اللبنانيين عرفوا قيمة الدم مبكراً. فما بدأ في ليبيا في 2011 بدأ في لبنان سنة 1975، وقبلها مرات وإن على نطاق اضيق. أزور بيروت للمرة الخامسة في حياتي. كانت المرة الأولى في آذار/مارس 2014. حينها قلت لمدير عملي سأذهب للبنان، فقال لي «ستقتلُ في انفجار». كما ترون، فقد شخت. لقد
الثقة، وعلو مراتب العسكريين، وخروج رموز الإسلاميين من الحكم، هي أبرز ملامح التشكيل الوزاري الذي قام به الرئيس السوداني عمر البشير قبل انقضاء العام الفائت. فبعد الحديث المتطاول عن التغيير، حسم البشير أمره وقام بالخطوة التي تفتح الباب أمام استحقاقين رئيسيين: الأول هو تخلي البشير الفعلي عن السلطة وترشيح شخص آخر في انتخابات 2015، والثاني هو تهيئة الأجواء للقيام بمصالحات سياسية لإزالة حالة
خلال فترة ثمانية أسابيع فقط، حتى نهاية الشهر الماضي، قام رئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كير بخطوات عديدة جريئة لتعزيز سلطته في مواجهة منافسيه في الحكومة والجيش وحزب الحركة الشعبية. تهدف تلك الخطوات للتصدي لحالة التشرذم التي طالت تلك المؤسسات، ولكنها تهدف خصوصا لتقوية موقف كير في مواجهة الطامعين في خلافته، حتى يصبح مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة التي ستجري في العام 2015.ففي حزيران/يونيو
خمسة عشر قتيلًا وأربعون جريحًا، حصيلة لم تعد لافتة ليوم آخر من التفجيرات، كالسابع من أيلول/ سبتمبر الحالي، في العاصمة الصومالية مقديشو، باسم تطبيق الشريعة الإسلامية وتحرير البلاد من «الصليبيين» و«المرتدين»، في واحدٍ من أندر بلدان العالم من حيث وحدة الديانة والمذهب لدى شعبه، وفي ظلّ حكومة فيدرالية يهيمن عليها فريق سياسي من «حركة الإصلاح في القرن الإفريقي»
لا يزال المطر يقرر نفسية وشعور ومزاج منطقة وصاب الجبلية، الواقعة على بعد 200 كيلومتر جنوب صنعاء، تماما كما هو الحال منذ فتحت عيني على الحياة هناك في الجبال البعيدة، البعيدة عن كل شيء، عن العالم وتفاعلاته، وعن تحقيق حياة كريمة لأبنائه دون اللجوء للهجرة عنه. خلال زيارتي المرة الاخيرة، سمعت تلك الشكاوى نفسها والأنين من الحرمان التي تربيت اسمعها، ثم عشتها كالآخرين عند بدء قدرتي على تمييز ما
أجاب شيمون بيريز عن سؤال صحافي من BBC، مباشرة بعد «حرب تموز» (العدوان الاسرائيلي على لبنان في 2006)، قائلا انها آخر حرب من هذا النوع، وان الحروب الآتية هي حروب تكنولوجيا وغذاء، أي طائرات بدون طيار وتجويع... لماذا الطائرة من دون طيار؟ لكل حضارة أدواتها العسكرية. فالألمان تميزوا بالدبابة ومدفعيتها، والعرب بالسيف، اما الصليبيون فكان
الاحتفال عفوياً بعيد العرشإنه العيد. يقف فتية الحي على أهبتهم، شأنهم شأن أولاد آخرين من القرية، بانتظار «افتتاح الحفل»! بدوري، ارتديتُ ثيابي الجديدة. وعلى الجهة اليسرى من قندورتي (العباءة المغاربية)، علّقت صورة صغيرة بيضاوية الشكل لا زلتُ أذكرها حتى اليوم: كانت صورة للملك.إنه عيد العرش. لقد جلبنا عشية العيد سعف النخيل من الحقول، ورحنا نشيّد جناحاً ليكون بمثابة
«إعلام منحاز، يتبنّى خطابا أحاديا، يكيل الاتهامات من دون أدلة أو تحقق، ويعمد إلى التشويه المنظم لكل صاحب رأي أو موقف سياسي مختلف، مع تحريض على الكراهية بل وأحيانا القتل، واستخدام ألفاظ وأساليب غير لائقة، حيث وصل الأمر إلى حدّ الابتذال». هذه هي أهم الانتقادات التي تُوجّه للإعلام المصري، حكوميّاً كان أم خاصّاً، منذ عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي.خطاب الإعلام هذا
ينعش الحديث عن المؤتمر المزمع عقده في لندن في شهر أيار/مايو المقبل، التكهنات حول مستقبل البلاد. ويبدو أن هذا المؤتمر سيكون أكبر من سابقه وأكثر أهميّة. ويبرز في السياق إعلان الولايات المتحدة الأميركية اعترافها بـ«شرعية» الحكومة الفيدرالية الصومالية في «مقديشو»، وهو مسعى ديبلوماسي لترسيخ انتهاء الفترة الانتقالية التي عاشتها البلاد على مدى اثنتين وعشرين سنة مرّت.<br