انتظرنا "ماتركس" ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً
مثل طفلٍ ضغط على زر التوقف في منتصف فيلم رعب عند أشد المشاهد خطورة، هكذا كانت الأيام التي سبقت احتلال العراق في نيسان /أبريل 2003. توقفت الحياة والمدارس والدوائر الحكومية.
مثل طفلٍ ضغط على زر التوقف في منتصف فيلم رعب عند أشد المشاهد خطورة، هكذا كانت الأيام التي سبقت احتلال العراق في نيسان /أبريل 2003. توقفت الحياة والمدارس والدوائر الحكومية.
كانت سنة الاحتلال الأولى، وفي جوٍ يملؤه دخان القصف وغازات الحرائق. كانت العيون السليمة تتأثر، فكيف بعينين حسّاستين؟ كل ما حولي كان يدفعني للعمى: أسئلة الطبيب وعيادته ذات الإضاءة المزعجة، غبار الطلع الممزوج بغازات غير نظيفة، نصال السكاكين الموجهة نحوي، الشمس القاسية وأشعتها التي تخترق طبقات النظر، الألوان العسكرية وما تسببه من شعور بالكتمة، وأخيراً سياج المدرسة الذي يخنقه سلك شائك كما يخنق حياتنا.
انقلب هدوء قرى جبال الأطلس إلى زلزال أتى على المنازل وأهلها. ولم يبق منها سوى حجر وردم غزير. بين كومة البيوت المهدمة تخرجُ الأرواح الناجية كأنّها خارجةٌ إلى يوم الحشر، ذاهلة لا تدري ما الذي حدث. وبعض هذه القرى انقطعت بها الطرق وحوصر أهلها لأيّام، حتى وصلتهم القوافل بعد فتح الطرق.
أنا من جيل احتفل بنهاية الحرب صيف عام 1988، في شوارع ضجت بالناس والأغاني والرقص لثلاثة أيام كاملة، بعد إعلان وقف إطلاق النار. مارسنا احتفالاً آشورياً قديماً برش الماء على بعضنا البعض في شوارع العاصمة، غرباء جمعتهم الحرب وحدود مغلقة لثماني سنوات، حوّلت العراق إلى سجن كبير مقفل على الملايين من أهله.
الليبيون يعرفون أن المشكلة تكمن في مكان آخر: تنبأ بها عام 2022 تقريرٌ كتبته إدارة ليبيّة شبحيّة: "يجب علينا بشكل عاجل صيانة وتقوية سدَّي درنة، وهناك حاجة إلى سدّ ثالث، وعلينا توظيف أشخاص للسيطرة على بوابات الفيضان، وعلينا إيقاف التوسّع الحضري المجنون والمتوحّش على طول النهر".
يقدّر ب 8500 شخص عدد الموريتانيين الذين دخلوا الأراضي الأمريكية عبر الحدود البرية، خلال الفترة من آذار/مارس 2023 إلى حزيران / يونيو 2023، وذلك وفقاً لبيانات الجمارك وهيئة الحدود في أمريكا. وخلال شهر حزيران/ يونيو المنصرم، أعلن حرس الحدود الأمريكي، أن نسبة المهاجرين الموريتانيين، تضاعفت بين عامي 2022 و2023 بمقدار ألف في المئة.