آخر رواد سفينة نوح يقتني أحد برامج مايكروسوفت. إنه حلقة الوصل الأخيرة على الأرض بين عصر الطوفان وعصر بيل غيتس. يبادل قنينة من سمن بقرته ببطاقة تحك لتسديد هاتفه النقال. عصر ما قبل العملة النقدية، وما بعد ثورة المعلومات.وحدها القرى وجيلها الذهبي في اليمن باذخة التاريخ والبساطة والدفء، تمتلك هذا المزيج الزمني /الحضاري، ساخرة من قائمة مدن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو لأنها تجاهلتها. ذلك
ويلٌ لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودِّعه بالصَّفير، لتستقبل آخر بالتطبيل والتزمير... ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء، وكل جزء يحسب نفسه فيها أمّة.جبران خليل جبرانوصلتني مؤخّراً رسالة من عبد المجيد العقيلي ــ الجراح الاستشاري الذي تدرّب في بريطانيا وأحد أبطال الثورة الليبية المغمورين - يعبّر فيها عن الألم الشديد إزاء الحال الذي بلغته أمور موطنه. ومجيد واحدٌ من بين كثيرين شاركوا في
الحرب ضروس في النقب هذه الأيام، ولا يمكننا القول إنها عرفت السلم منذ إحتلال فلسطين عام 1948. جرافات وجنود وقوانين عاتية تتهدد عوالم لماّ تزل تنفض عنها غبار ما دمرته النكبة، حتى باتت تهددها مواجهة جديدة مع المستعمِر ذاته وفقاً لمخطط جديد-قديم يُعرف بـ"مخطط برافر". هي النقب، صحراء فلسطين الواقعة جنوباً في قضاء بئر السبع، أكبر أقضية فلسطين والذي كان يتبع تاريخياً للواء غزة. وإذ نقول
لا يُمكن للمثقف الإصلاحيّ أن يعيش من دون "النظام". فهو لا يتصوّر دوره من دون النظام، لأن رؤيته للتغيير غير قابلة للتحقق إلا من خلاله، وهذه هي المشكلة الأولى. ومن جهة أخرى يؤدي سقوط "النظام" إلى ظهور الفجوة بين المثقف الإصلاحي والمثقف الثوري في اللحظة التي لم يعد فيها النظام مطلقًا، وهذه هي المشكلة الثانية.
كم من «خط» لتهريب البضائع المتنوعة، وللتهرب من الضرائب في المنطقة. بين اليمن والسعودية، الى العراق بشقيه العربي والكردي باتجاه الاردن وسوريا وتركيا وايران ومنها جميعها إليه، مرورا بسوريا ولبنان بالاتجاهين، وانتهاء بمصر وغزة، ثم مصر وليبيا، ثم عوالم كالسودان والجزائر والمغرب وموريتانيا، إن لم نذكر الصومال، في أبعادها البينية، وفي تلك التي تدور مع افريقيا السوداء... هناك
كان منطقياً جداً بالنسبة لرجل الشارع في إسرائيل، ومعه النخبة الفكرية، أن يفوز الإخوان المسلمون برئاسة مصر. ما لم يكن منطقياً أن يثور المصريون ضد الإخوان المسلمين.قبل حوالي عشر سنوات، تم نشر حوار مع المؤرخ بني موريس في صحيفة هآرتس، عبر فيه عن خوفه أن تقوم في القاهرة ثورة إسلامية تبدأ في إرسال الصواريخ النووية ضد إسرائيل. هذا هو التاريخ الذي يحبه مفكرو الخط الرسمي للدولة: إن انتهى
ننشر بدءاً من هذا العدد نصوصاً حرة، ذاتية او سوسيولوجية، عن رمضان. ولكن هل حقاً ثمة فارق بين النوعين؟ منذ سنة بالتمام، قدمت السفير العربي، وكانت في بداياتها، وصفات للإفطار من مختلف بلدان المنطقة، يمكن مراجعتها على موقعنا http://arabi.assafir.com/articles.asp?tag=14. وكانت تقصد بذا الإشارة الى أهمية الطعام: ما تقوله خيارات مكوناته، وطريقة طهيه، والطقوس المحيطة بتقديمه
لم تشهد مدينة أردنية التسارع العمراني والديموغرافي الذي شهدته مدينة الزرقاء (20 كيلومتراً شمال شرقي عمّان)، التي تأسست في العام 1903. كانت يومها قرية صغيرة تسكنها 66 عائلة من أصول شيشانية، فأصبحت في تسعينيات القرن الماضي مدينة مليونية. وها هي، بعد أن كانت تتكون من بضعة بيوت ضائعة على مساحة لا تتجاوز 60 كيلومتراً مربعاً، تعج اليوم بمئات الآلاف منها، وتزيد يومياً.حتى أربعينيات القرن
ما كان يشدنا الى رمضان أيام زمان هو طقوسه وفرادته، لكونه شهراً متميزاً بكل شيء. ربما هذه نظرة طفولية سريعة لما مضى، فالطفولة اصل الأشياء، وفطرة الأرواح. فمن تلك الطقوس اليومية الفردية التي يسبغها رمضان على الحياة بصورة عامة، تبقى متلازِمة إحيائها قانوناً نفسياً يتدرج مع العمر ويكتسب قطعيته في مراحل مختلفة من النمو النفسي والعقلي.يوم كان والدي رحمه الله يصوم، يكون البيت في نفير عالٍ من
في الحديقة، تحمل السيدة الكردية النازحة من حي الشيخ مقصود الغربي، كيساً بلاستيكياً ملوناً وتدخل به دورة المياه القريبة، لتخرج بعد دقائق مرتدية بأناقة منامتها السماوية المرقشة بزهيرات بابونج كحلية متسقة مع أرضية القماش المؤنسة. تضع حذاءها قرب حقيبتها الجلدية وكأنها في غرفة نومها، قبل أن تجثو وتتكور فوق الغطاء الصوفي السميك الممدد فوق العشب، بين ولديها اللذين انتظرا عودتها بجذعيهما المنتصبين
في 20 حزيران/ يونيو، أوقف خفر السواحل القطري 82 صياداً بحرينيّاً كانوا يصطادون الأسماك في المياه الإقليمية القطرية. وبعد التحقيق معهم تم إخلاء سبيل الصيادين ومصادرة قواربهم الواحد والعشرين. لم تكن هذه هي المرة الاولى التي تحتجز فيه السلطات القطرية بحارة بحرينيين تجاوزوا الحدود المرسومة للوصول إلى مصائد الأسماك الغنية التي تقع ضمن المياه القطرية. ولحسن الحظ لم يتعرض أيٌ من الصيادين للأذى
كانت سلطنة عُمان إحدى مفاجآت موجة الحراك الشعبي التي اجتاحت العالم العربي في الأعوام الثلاثة الماضية. قامت تظاهرات مطلبية، فقُمعَت بالحديد والنار بحجّة أن السلطان سارع إلى تنفيذ رزمة إصلاحات اجتماعية ــ اقتصادية ــ سياسية. وبعد مرور عامين على اندلاع الحراك الاحتجاجي في السلطنة الخليجية، يفنّد الناشط العماني نبهان الحنشي، في سلسلة مقالات لـ«المفكرة القانونية»، ماهيّة هذه
عاشت تونس، منذ الإعلان عن الإضراب العام في 13 كانون الأول/ديسمبر الماضي، على وقع المفاوضات بين «الاتحاد العام التونسي للشغل» والحكومة. «هذا الاضراب الذي لم يُنَفَّذ» بلور كل التوترات، وأجّج الخشية من حصول «خميس أسود» جديد. إلا انّ المواجهة كانت قد بدأت قبل ذلك بأشهر عدّة، إذ ظهر التوتر منذ إضراب موظّفي البلديات في شباط/فبراير الماضي. وقد اتّهم الاتحاد
هل سينجح «مؤتمر الحوار الوطني» في اليمن، الموشك على الانعقاد بعد تحضيرات وتأجيلات، ليلج باليمنيين إلى مستقبل تاه كثيرا في ماض متخم بالقمع والفساد والحروب الأهلية؟ هل مآلات هذا الحوار ستكون مختلفة عن سابقاتها بعد اختلاف شروطه، أي بعد ثورة شبابية وشعبية أطاحت برئيس دكتاتوري حكم البلد بالقمع والفساد 33 عاما، بينما أبقت التسوية السياسية على حزبه مسيطراً على ما نسبته 50 في المئة من