في ذكرى عشر سنوات على "ثورة يناير 2011"، لا بد أن تُجرى مراجعاتٌ عدة في موضوع المشاركة المجتمعية، والنشاطية العمرانية، وما آلت إليه، حتى لو كنا لا نمتلك الآن أيّاً من القوى للحراك أو النشاطية. ولكن وقت الانحسار هو الزمن اللازم للمراجعة ولفهم أدوارنا.
هناك خطة لدى طرف داخل الحكومة، لتجفيف معسكرات النزوح بجعلها جحيماً لا يُطاق. وهذا ما حدث قبل أيام بمدينة "الجنينة" بعد الهجوم على معسكر "كريندق" وحرق أجزاء واسعة منه، ما خلّف موجة نزوح من معسكر النزوح. وهذه خطة حكومة البشير نفسها التي كانت تهدف إلى إنهاء مظاهر الحرب، دون دفع استحقاقات الأمن الحقيقية على الأرض.
الأمن ليس قراراً عسكرياً بحتاً، وللسياسة كلمة أعلى. حروفُ هذه الكلمة في العراق ليست كما في غيره: صراعٌ على السلطة والنفوذ والمغانم، وسباقٌ على مضمار الفساد. وليس من المؤمَّل، مع هذه الطبقة والعملية السياسيتين، أن تعلو كلمة عقل تريد مصلحة الدولة، وليس منتظراً من محطمي المؤسسات ومخربيها، لحساب أحزابهم ومليشياتهم، أن يقووا عودها. فهي مخترقة ومترهّلة وينخرها الفساد.
أسئلة ما زالت مطروحة: هل كانت الثورة المصرية غير عنيفة بما يكفي للإطاحة ببنية النظام الحاكم والنظام الاجتماعي برمته؟ هل كان الحدث محضَ عفوي؟ هذه محاولة لرؤية وتقييم بعض ما حدث على مدار عقد بأكمله، تحركت فيه جميع أحشاء المجتمع المصري بطرق مختلفة.