الابتذال ووظائفه!
.. لم تؤدِ جائحة كورونا الى أي استفاقة.. بل استعيدت بسرعة مذهلة تقاليد "الماضي" بقوة، لعلها أكبر. فإلى أين؟
.. لم تؤدِ جائحة كورونا الى أي استفاقة.. بل استعيدت بسرعة مذهلة تقاليد "الماضي" بقوة، لعلها أكبر. فإلى أين؟
لم يفشل نواب تكتل "25-30" بالوصول الى البرلمان نتيجة رفضٍ شعبي، ولكن الصورة شملت أطيافاً عدة للفساد، من شراء خانة الترشح عن الحزب الموالي للسلطة بملايين الجنيهات، واستخدام المال السياسي لشراء الأصوات، والارتكان للأجهزة وإدارتها للعبة، والتزوير الرسمي على الشاشات.
أصدر رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، بياناً مفصلاً رفض فيه صلاحيات واختصاصات "مجلس شركاء الفترة الانتقالية" الذي انفرد البرهان بالاعلان عن تشكيله، وقال إنه غير مطابق لما تمّ الاتفاق عليه. فقد نصت عليه الوثيقة الدستورية، على أن يكون المجلس مجرد جسم تنسيقي لحلحلة القضايا الخلافية بين مجلسي السيادة والوزراء، وأن يكون مرجعيةً سياسية، قراراته غير ملزمة.
كل ما كان ينشأ بعد 17 تشرين الاول/اكتوبر 2019 في لبنان – وهو كثير ومتنوع - كان يُسمّي نفسه "بديلاً" أو "جديداً" أو "ثائراً" أو "مُصلحاً" أو غير ذلك، لكنه كان بالتأكيد ممتلئاً بحماسة فريدة هي حماسة الإمكان وتحريك ما كان راكداً. فهل تستطيع مبادرات هي وليدة لحظة الانتفاض الاستثنائية أن تجد امتداداً وصياغات تجعل منها مشاريع مستمرة وغير عابرة؟
وجد عالِم الاجتماع الفرنسي، ماتيو ريغوست، في شعار "بطل واحد هو الشعب!"، الذي أطلق في مظاهرات "ديسمبر 1960" عنوان فيلمه (بالفرنسية: Un Seul Héros le Peuple). حراك 2019 كان مناسبة لاستعادة اللحظة الثورية تلك التي حوّلت الشعب الجزائري إلى قوة سياسية فاعلة بحقّ.