أكثر من 200 شاب وشابّة وطفل وطفلة من فلسطينيي الداخل اعتقلهم الأمن الإسرائيليّ خلال شهر تشرين الأوّل / أكتوبر المنصرم على خلفيّة نشاطهم السياسيّ في الهبّة الشعبيّة التي تشهدها فلسطين. ليست هذه حملة الاعتقالات الأوسع إذا ما قارنّاها بتلك التي أعقبت اختطاف الطفل محمّد أبو خضير وإحراقه حياً، ومن ثمّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة. لكنّها الحملة الأكثر حدّة منذ سنوات، فرقعة أهدافها تعدّت الإخماد
لم يكن الطريق طويلاً بين مكتبه وبيته. نزلا الدرج بتمهل حذر تقتضيه العتمة، وتوقف المصعد الكهربائي. أستمهله على الرصيف قبل أن يسارع نحو "الكراج" العميق، ليُخْرِج من جوفه سيارته نظيفة لامعة. لم يعد بالإمكان إبلاغه أنه يفضل المشي على ركوب السيارة، وأن المسافة بين المكانَين لا تحتاج أكثر من عشرين دقيقة، تكون لهما فسحة للارتطام الرفيق بالسابلة المثقلين تحت أكياس حمولاتهم، ولتعقب
أدى «الربيع العربي» إلى إبراز بعض الظواهر التي تجد جذورها في خصوصيات تطبع منطقتنا، وخاصة المشرق العربي، وهي الدِين (أو وللدقة المذاهب) والنفط، لعل التطرق إليها يساهم في فهم الوضع الحالي القائم والفوضى التي تعم. صمود الدول الملَكية/ النفطية الظاهرة الأولى: صمدت بعض الدول في وجه انتفاضات المنطقة التي اندلعت منذ ثلاث سنوات ونيف. وباستثناء
تشغِّل الدولة المغربية مليون موظف وتضع رهن إشارتهم 115 ألف سيارة تسهل مهامهم في مختلف الإدارات العمومية. مقابل 72 ألف سيارة لـ21 مليون موظف في الولايات المتحدة الأميركية و3400 سيارة مصلحة لـ5.3 ملايين موظف في اليابان.الموظف المغربي الذي يخول له منصبه الحصول على سيارة محظوظ جداً. لأن وسيلة النقل الضرورية اليوم تكون مرفقة بالتأمين والضريبة والبنزين وكلفة التصليح وأداء الطريق السيار
شهدت أيام رمضان أعمال عنف من تفجيرات ومفخخات وانتحاريين بطريقة فيها من القسوة ما يجعل منافذ الحياة اليومية للعراقيين تضيق أكثر فأكثر. فإن كان الفاعل مجهولاً كالعادة ـ وهو فاعل مؤثر وموجود ـ فإن هناك فاعلاً معلوماً آخر يمشي تحت أغطية مختلفة، منها ما هو رسمي، ومنها ما هو ميليشياوي. ونعني بذلك ما حصل أخيراً من إغلاق لمقاه وكافتيريات في منطقة الكرادة وبعض المناطق الأخرى من بغداد بقوة السلاح.<br
لم يتوانَ النظام السوري عن قصف أماكن العبادة، وكانت المساجد الأكثر استهدافاً كونها شكلت أماكن لتجمع الثوار بهدف الانطلاق في التظاهرات. هكذا حوصر الجامع العمري واقتحم في بداية الثورة في درعا، فسقط عدد من الشهداء حينها. واستمرت الأماكن الدينية، جوامع وكنائس، عرضة للقصف والتدمير، خاصة في حمص من قبل قذائف وصواريخ النظام. ولاقت كل من كنيستَي أم الزنار ومار جرجس حتفهما على يد القصف المستمر
ارتاح العمّال اليوم. لن يتكبدوا عناء البحث عن مخبأ كلّما لمح أحدهم أعضاء هيئة حملة تفتيش الجوازات. صدر أمر ملكي بإيقاف الحملة التي قضّت مضاجع مئات الآلاف، عربا وأجانب، دخلوا في مقص حملات التفتيش، والترحيل الفوري من دون السماح بالتقاط النفس، ركوب بالطائرة أو الشحن، والرحيل فورا عن البلاد إلى الوطن. ثلاثة أشهرٍ منحت للجميع، فقط من الناحية الإنسانية، لتسوية أوضاعهم وإلّا فلن يسامحهم المقصّ
في العراق، ليس ثمَّة فارق بين التهديد بالرصاصة أو التهديد بالكلمة. فقد أدى التهديد بالرصاصة إلى هجرة جماعية من المناطق التي تقطنها طوائف متنوعة في العام 2006 وما تلاه، بينما التهديد بالكلمة لم يكن مفعوله أقلّ. فالرسالة التي كانت تدسها الميليشيات آنذاك تحت أبواب المنازل كان لها فعل تهديد الرصاصة ذاته، وقد أدت إلى نتيجة التهجير ذاتها. وإثر هذا تهجَّر أكثر من ثلاثة ملايين عراقي في تلك الفترة،
قبل أسابيع، نُشر في السفير العربي مقال قصير ومثير حول ولادة جريدة «عنب بلدي» في داريا السوريّة. وبعد ذلك بأيام، في منتصف آذار/مارس، قرأنا خبر استشهاد أحمد شحادة، مدير تحرير الجريدة. قصّة هذه الولادة الصحافيّة المبشّرة تركت أسئلة كثيرة عن الإنتاج الثقافي عامةً، والصحافي خاصةً، في ظلّ ظروف عصيبة، وفي ظل حالةٍ سياسيّة خاصّة، وأسئلة عن حالنا في داخل الأراضي المحتلة عام 1948 بهذا
«يا قافلة عاد المراحل طوال / وعاد وجه الليل عابس/ يا قافلة صفي صفوف الرجال / واستنفري كل الفوارس / قولي لهم عاد الخطر ما يزال / لا تأمنوا شر الدسائس» (*)في 10 نيسان/أبريل 2013، اتخذ عبد ربه منصور هادي، الرئيس الموقت للجمهورية اليمينة، قراراً بإبعاد العميد أحمد علي عبد الله صالح من قيادة الحرس الجمهوري (وتعيينه سفيراً لدى الإمارات العربية المتحدة)، وإبعاد
نريد أن نثبت في هياج الوقائع وتنافرها، أن هناك يقيم أهلنا، في تلك البيوت ذات الدهان الكالح والأباجورات الخشبية المشبعة برطوبة مياه الأمطار التي تعيق إغلاقها بإحكام لتمنع عبور الريح الباردة إلى الأجساد المنسية، برغم إصرارهم على تثبيت ستائر أعالي الجدران لا يعرفون كيف يسدلونها. أولئك الجالسون على مقاعد واطئة مقرِبين رؤوسهم من بعضهم كأنما يحدقون في جواربهم ورؤوس أصابع أقدامهم الخارجة من
التنوع هو أهم ما يميز الثورة المصرية والجموع التي قامت بها. فالميدان والشوارع كلها كانت مفعمة بالحياة والحركة والتركيبات اللانهائية. لم يطغ أي لون، لا الزيتي (أي الجيش) كان لونها الرئيسي، ولا أزرق العمال سيد مشهدها، ولم تكن صيحات الطلاب المتحمسة والمتدفقة من جامعتها هي صوتها الأعلى... لم تتكون هنا «الكتلة التاريخية». كان تنوع الأفكار واختلافها سمة رئيسية، على عكس ما يقال غالباً
شاءت الأقدار أن يستشهد الأسير عرفات جرادات في ذروة التضامن مع الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من 250 يوماً. كان ذلك يوم جمعة خصص للاحتجاج الرسميّ في جميع أنحاء العالم، وفي الضفة وغزة أيضاً. مع انتشار خبر استشهاد عرفات جرادات اشتدت الاشتباكات في نقاط التماس، وحبسنا أنفاسنا ننتظر التطوّرات التي لم تأتِ. في تلك الساعات علّقنا آمالنا على الجنازة، حتى أن أحد الصحافيين حبس مقالته
استخدامات الريع النفطي كما تتجلى في حالة دول الخليج، انما هي خصوصية تحيلنا الى تاريخ تلك البلدان وبنيتها. وهي تمثل اتساقا بين حالتين نجد أصلهما في واقع ما قبل النفط، حيث سيادة الريع التجاري والغزو والغلبة. وهي مع النفط قد حرِّفت، وأعيد تصفيفها بضوء المصدر المالي الجديد، ما أعطى قوة استثنائية للقبائل أو القوى المتغلبة قبل أو حوالي ظهور النفط وعوائده، فزاد من رسوخ سلطتها وإطلاق يدها ضمن واقع
يقل عدد أفراد العائلة الخليفية عن أربعة آلاف شخص، إلا إن حصتهم من الوزارات هي 40 في المئة، بالإضافة إلى رئاسة مجلس الوزراء واثنين من ثلاثة نواب للرئيس. وتشمل الوزرات المخصصة للعائلة الحاكمة جميع الوزارات السيادية (الخارجية والدفاع والداخلية والمالية والعدل إضافة للمواصلات). وتتكرر هذه الحصة في توزيع المناصب العليا في الداخلية (35 في المئة)، والدفاع (50 في المئة)، والهيئات القضائية (27 في