المنظومة الصحية التونسية الهشة، وميزانية الصحة العامة التي تكاد تكون معدومة، والكوادر الطبية التي تشعر بالضيم نتيجة تهميشها على مدى سنوات.. كل ذلك دفع بالسلطات الحكومية إلى التعويل على ''وعي الأفراد" وإطلاق حملات تبرع من أجل مواجهة الوباء، تحت شعار "الوحدة الوطنية" التي تُفعّل دائماً في ظل الأزمات الكبرى.
كان "يجب" أن يأتي الوباء لكي يفهم الجميع مدى فداحة سياسات الدولة منذ بدأت تتحول تدريجياً، مع أواسط ثمانينات القرن الفائت، من "الرعاية" إلى شرطي مرور يؤمن ويسهّل الطريق أمام المستثمرين والمضاربين وكل من لديه القدرة على الشراء والسمسرة.
يتجه الاقتصاد العالمي الى فترة ركود مما يجعل من الضروري التركيز على الداخل، وابتداع الحلول التي تمكِّن السودان من عبور هذه المرحلة. ومن جديد تأتي من قرية "ود بلال" مبادرة شعبية لتنير الطريق، اضافة الى اتفاق توأمة وشراكة عقدته مع قرية أخرى.
لا حلَّ بغير تفحص إنتاجية المؤسسات الحكومية، وهي اليوم متبطّلة علاوة على تضخمها، ومنع إعاقة عمل القطاع الخاص، الزراعي والصناعي، المنتج بشكل حقيقي، وكذلك القضاء على الفساد المالي وبالأخص في الجمارك الذي أثّر بشكل كبير على الاقتصاد، وعرقل عمل تلك القطاعات الإنتاجية.