الهدف هو تجنب "الدائرة الشريرة" التي عرفها السودان مراراً في تاريخه الحديث، أي الحالة المتمثلة بنجاح انتفاضة شعبية في الإطاحة بحكم عسكري، ليتم بعد فترة انتقالية قصيرة إجراء انتخابات، فتأتي حكومة ضعيفة لا تتمكن من معالجة الأزمات التي تواجه البلاد، الأمر الذي يهيئ لانقلاب عسكري جديد.
بات من المؤكّد أنّ كل محاولات التحرك داخل "النموذج" الذي نعرفه عن السياسة الفلسطينية، بما تحمله من قناعات سياسية وتقاليد تنظيمية، قد وصلت إلى انسدادٍ تام. ومن الشجاعة الاعتراف بهذا الانسداد. ربما يكون هذا الاعتراف بداية سعي وبحث عن بذور أفكار وأدوات جديدة لا نعرفها.
ما الذي أثار غضب النظام؟ هل هو خوفٌ من تمرّد اللغة بكل ما يحمله من مؤشّرات؟ أم أنّ إعادة إنتاج بعضٍ ممّا سُمع في شوارع عربية أثار الرُعب وأعاد الكوابيس؟