تتبّع لسياق خروج الشباب اليافعين في الأول من تشرين الأول/اكتوبر الفائت، محتجّين على فساد الطبقة السياسية، ومدْركين أن النظام السياسي أرضٌ لا تُنبتُ سوى الفساد والخراب. خرجوا دون انتظار وصاية من أحد، ولا تزكية من قائد ديني أو مذهبي أو سياسي، ودون قيادة حتى، ليهدموا بهذه الطريقة أول أسوار "المقدّس" الذي اعتاد تحريكَ المجتمع وتوجيهه.
يوماً ما كتبتْ كفرنبل السورية "يسقط كل شيء". واليوم من بغداد إلى بيروت، تهتف حناجر الشرق الجديد الذي سنعبر إليه: يا حراس الهيكل وديكتاتوريات العصور الوسطى، يا حكم الأوليغارشية والتبعية والفساد والقمع، سنسقطكم، سنسقط كل شيء.
يتعدى التحالف بين الإمارات العربية المتحدة و"حميدتي"، قائد "قوات الدعم السريع" السودانية، تجنيد المقاتلين إلى "تجنيد" الموارد: الذهب والنحاس ومؤخراً اليورانيوم، وعلى ذلك النفط! ويسيطر "الدعم السريع" بشكل شبه كامل على قطاع المعادن الذي يدر أموالاً هائلة، يذهب القليل منها إلى خزينة الدولة فيما يُهرّب الجزء الأكبر إلى الخارج.