19011
قيل أن السلطة في بلادنا كانت دوماً مصدر الثروة. لكننا نشرف على مرحلة جديدة في هذه "الخاصية" التي نتمتع بها، إذ تنمحي بالكامل الحدود بينهما وينصهران: السلطة هي الثروة!
قيل أن السلطة في بلادنا كانت دوماً مصدر الثروة. لكننا نشرف على مرحلة جديدة في هذه "الخاصية" التي نتمتع بها، إذ تنمحي بالكامل الحدود بينهما وينصهران: السلطة هي الثروة!
عَرفت الجزائر منذ إلغاء المسار الديمقراطي في كانون الثاني/ يناير 1992 خمسة اقتراعات رئاسية، سوّقتها السلطة على أنها مصيرية لإنقاذ البلاد وحل مشاكلها وإنقاذ الجيش من الأزمة. واليوم يعلن الشعب الجزائري الثائر منذ شباط/ فبراير أنه "مكانش انتخابات مع العصابات"! .
الفرضية التي ننطلق منها تقوم على أن المجال العام (الآمن) يُتيح للنساء الدفاع عن حقوقهن، وتحسين شروط مشاركتهن في البنية المجتمعية والاقتصادية القائمة. إلا أن إغلاق هذا المجال يعني بالضرورة ليس فقط أنه غير مُتاح، بل أيضاً أنه غير آمن.
لا بد من الحذر عند اللجوء إلى مقارنة الوضع في الجزائر مع التجربة الليبية. لكن إذا أردنا اختيار معيارين فحسب، فسيكون الأول هو تصحر المجال السياسي والثقافي الذي فرضته سنوات حكم بوتفليقة العشرين، أما الثاني فهو إنكار الهويات والتلاعب بها، لأنه - كما يجري في ليبيا أيضاً - فهذا يتسبب في تفتيت الدول وانقراضها.
يمنع خوف العار الاجتماعي والعائلي الضحايا (النساء واﻷطفال أولهم) في العالم العربي من الإبلاغ عن الجناة - حتى في الواقع الافتراضي - ويبقى التحرش الجنسي جزءاً من الحياة اليومية. بالمقابل، فمن الصحيح أن الشبكات والمنصات الافتراضية قد فتحت باباً مضافاً للتحرش بأنواعه الجديدة كالتعليقات، والإيميلات، ومقاطع الفيديو سهلة الوصول عبر الموبايل الشخصي.