عاد النفط في العام المنصرم يلعب دوراً أساسياً في الحياة الوطنية العراقية، فحضر كموجة من القلق في عموم المواقف والاصطفافات على مستويي المجتمع والجماعة الحاكمة. ذكّر ذلك بحالة الصراع بين حيّزي الدولة والمجتمع المساواتي التقليدي، وهو الصراع الذي فَرَض على الإطار الحاكم على مر الزمان لجوءاً إجبارياً صوب الاستقلال عن المجتمع الأسفل، عبر توسيع مجال الريع التجاري ــ الزراعي، ما جعل الأفق الإمبراطوري
أصدر مؤخرا "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" المغربي وهو مؤسسة رسمية دستورية، تقرير "وضعية المساواة والمناصفة بالمغرب"، توقف فيه عند أوضاع المرأة والتحديات التي لا زالت قائمة من أجل تمتعها بمختلف الحقوق بمساواة مع الرجل. قدم التقرير عدداً من التوصيات ركزت على نقاط ضعف ما زالت قائمة، بعضها فيه تمييز صارخ ضد النساء، وإعاقة لتحقيق التنمية بشكل عام، ووضعت الأصبع على الإشكالات
أمام مُركّب سينمائي يعرض آخر إنتاجات هوليوود فور صدورها، يقف مئات الشبان الأنيقين يفحصون ملصقات عشرة أفلام جديدة، تعرض هنا قبل وصولها ليد القراصنة. وهذا يمنح الفرد إحساساً بالآنية وبأنه لم يفته شيء من الفن السابع وهو مصدر فخر. هذا مكان تجمّع جاذب للشبيبة بعدما انتهت الانتخابات وأغلقت الكثير من المقارّ الحزبية الموسمية. للإشارة، فعدد رواد السينما أكبر من الأصوات التي حصل عليها أكبر حزب
خلال الأربع سنوات الأخيرة، طرحت في تونس اسئلة "جديدة" تتعلق بالسكن: فهل أزمته مشابهة لازمة المليون عقار المعد للبيع دون مشترٍ في اسبانيا؟ الأرقام في تونس اشارت الى نصف مليون. اي دور ستلعبه البنوك أمام تعثّر المقترضين في تسديد الديون العقارية؟ هل هي عروض سكنية لا تستجيب لطموحات المستهلك بسبب اقتصارها على الأبنية الشاهقة وسط ضوضاء المدن، او لكونها معزولة وبعيدة... <br
حين توشك الانتخابات، يخرج الحزب من سباته ويستعيد صلته بتقلبات الحياة اليومية فيُعديه مخاضها. وبالمناسبة ولد حزب جديد في المغرب. جريدة واحدة فقط ذكرت على صفحتها الأولى، وفي زاوية صغيرة، خبر الانشقاق الذي حصل في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. من سخرية التاريخ أنه عندما انشق حزب "النهضة والفضيلة" عن حزب العدالة والتنمية، هنأ زعيم الاتحاد الاشتراكي زعيم الإسلاميين: مبروك الزيادة
تنتظر السوق النفطية بقلق أواخر الشهر المقبل، عندما يلتقي وزراء الدول الأعضاء في منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا في اجتماعهم التقليدي. على غير العادة، من المتوقع أن يحظى هذا الاجتماع بمتابعة دقيقة لمعرفة ما إذا كانت الدول الأثنتا عشرة في المنظمة ستعكس استراتيجيتها الحالية بالحفاظ على نصيبها في السوق، وتعود إلى مبدأ الدفاع عن الأسعار عبر خفض الإنتاج، أم سينفتح الباب مجدداً أمام حرب
العنف هو أحد أهم وسائل الضبط والتهذيب عموماً. والعنف الجسدي وامتهان الجسد هما جزء أصيل من تركيبة السلطة بكل مؤسساتها الانضباطية: من المدرسة والأسرة والمستشفى إلى الداخلية.
أضواء وحرس ومعرض حي على البساط الأحمر في افتتاح مهرجان مراكش السينمائي. النجوم فوق البساط السميك والبشر العاديون خلف السياج على الإسفلت. يكاد الجو يمطر، لذا فالنجوم في السماء أقل من النجوم على البساط. يصفق الجمهور لممثل تلفزيوني محلي أكثر مما يصفق لمرور مارتن سكورسيزي وكفه على خصر الإيرانية غولشيفته فاراهاني أو الفرنسية ماريون كوتيار... نجمتان بقد ميّاس كما غازله صباح فخري. على
تصاعد النزاع خلال شهر رمضان هذا العام بين حركة أنصار الله (المعروفة شعبياً بجماعة الحوثي) والإخوان المسلمين (المكون الرئيس في التجمع اليمني للإصلاح)، حول إمامة بعض المساجد في العاصمة صنعاء. وتمثلت أبرز أحداثه وأكثرها حدة في النزاع حول جامع الريان بحي نُقُمْ، وجامع التيسير بحي الزراعة. وتصاعدت الحملات الإعلامية بين الطرفين، عبر القنوات الفضائية والصحف المحسوبة على كل منهما أو الموالية لهما،
للنكتة قوة نقدية كبيرة، تطال الاوضاع الاجتماعية والفكرية والسياسية. واذا كانت النكتة الاجتماعية اختزلت في إيضاح حمق الآخر وبلاهته، فإن النكتة الفكرية تعتمد على التناقض الحضاري بين الشعوب، وتتمحور حول صورة مجتمع يختلف عن غيره كواجهة للإضحاك. وتأتي هذه النكتة على خلفيات صراعات جرت بين هذه الشعوب في قرون مضت ولم يمحها التاريخ، والامثلة عديدة، لعل أشهرها تلك التي تطال العلاقة بين الفرنسيين
زجاجات المولوتوف وأيدي العابثين، شيئان مختلفان من حيث جوهر المادة والصورة. لكنهما شيء واحد من حيث الهدف أو الغاية، وهي شيطنة الثورة والثوار، والإمعان في اللعبة القديمة التي رمت منذ اليوم الأول للثورة إلى فصل الطليعة الثورية عن القاعدة الشعبية، ثم قتل أي قوة سياسية يراها الناس بديلا لمن وصلوا إلى السلطة. هذا جانب من الحقيقة لا يجب أن نغفله حين نجلس إلى تحليل المشهد الراهن على
منذ أيام قليلة، انتشرت على تويتر السعودية تغريدة تسخر من وزارة الصحّة السعودية وتقول انّها تقدّم عروضاً تحت عنوان "امرض واربح"، التسبُّب بالإصابة بالايدز يمنحك آيباد. شلل نصفي: ميني باد. غيبوبة: آي فون 5. إجهاض: غالكسي. فقد حاسة: بلاك بيري.لم تأتِ النكتة من العدم بل جاءت كردّ فعلٍ بسيط على الفضيحة التّي تشغل السعوديين ووسائل إعلامهم، بعد أن قام وزير الصحة السعودي عبد الله الربيعة بمنح
هُنا، في الأردن، يفرضُ اللاجئون إيقاعهم الخاص، يلجأون حاملين معهم طقوساً وأنماطاً اجتماعية وثقافية لم تألفها البلاد سابقاً. لكنها سرعان ما تستسيغها، لتقع في قبضة اللاجئين بدلا من أن يقعوا في قبضتها.المملكة التي شكل اللاجئون خلال العقدين الماضيين 20 في المئة من عدد سكانها البالغ وفق أرجح الإحصائيات، ستة ملايين نسمة، تُعدلُ اليوم إيقاعها ليتناسب وإيقاع ما يقرب من 400 ألف لاجئ سوري لجأوا
تعد حركة "كاذبون" شكل جديد/قديم في مواجهة السلطة. فهى تقاومها من "أسفل"، في الموقع الذي يدرك فيه المجتمع تفاعله مع الأشياء ومع محيطه ووعيه بذاته وبنمط السلطة الذي يمارس عليه. وتستمد الحركة شكلها وطبيعة عملها من مخزون كبير قائم في التراث المصري. فهي تنزل إلى الساحات العامة وتقوم بقص رواية أخرى مغايرة لرواية السلطة. وهى بهذا تذكرنا بالحكواتي والأراجوز (الكركوز) وخيال الظل وحواديت جحا. إلا أنها لبست
تكميم فم المناضلة المصرية المعروفة شاهنده مقلد وهي تهتف ضد جماعة الإخوان المسلمين، غير مسبوق، لكنه يعبر عن نمط أساليب استخدمت قبلاً لإقصاء المرأة المصرية الجسورة، وتأديبها وتعطيل مسارها النضالي، في مجتمع مارست سلطاته وأفراده العنف ضدها، أحياناً بشكل عشوائي، يعبر عن عورات المجتمع ونظرته الدونية لها، وأحياناً أخرى بشكل ممنهج، وفي سياق سياسي بقصد تحطيم الإرادة، والتشويه، والتفزيع. استخدم
شكّل الانقلاب العسكري الذي قام به حزب البعث في 8 آذار 1963، تغييراً جذرياً في شكل الحكم وبنية الطبقة الحاكمة السورية، إذ قام باستبدال الحكم البرلماني لممثلي البرجوازية المدينية والإقطاعيين وملاك الأطيان والقرى، بحكم شمولي لحزب واحد يمثل فكر البرجوازية الصغيرة ذات البرنامج التغييري القومي - الاشتراكي، ويعتمد في ذلك على نفوذ أعضائه في الجيش وبين الفلاحين. كان الحزب قد انتشر في الريف
لم تزل العلاقات بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي تنتظم في إطار صلة سكان الصفيح بصاحب القصر المجاور. ولا يمكن الحديث عن علاقات بين طرفين، فلا وجود لسياسة موحدة لدول المجلس تجاه اليمن، بل هي ذات طابع ثنائي وتختلف من دولة إلى أخرى، وقد تتناقض أحيانا، كما هو الحال في ملف الحركة الحوثية، وكما كان الموقف من حرب 1994 (التي شنت على اليمن الجنوبي من قبل سلطة صنعاء وسميت "حرب...