لطخ سمعة اليسار تبنّي الخصخصة، من خلال موافقة أطراف منه، شاركت في "حكومة التناوب" آنذاك، على بيع حصص مؤسسات أو مقاولات حكومية بأكملها في صفقات غير مسبوقة في تاريخ البلد، فما عاد المغاربة يرون في اليساري سوى ذاك "المنتفع" الذي يبيع الأوهام لمآرب نفعية ليس إلا.
نحن أمام معضلة: فهناك نظام ينفجر داخلياً بمعنى ما، أو هو على الأقل متصدِّع، سواء على صعيد نظام حكم كما في حالة الثورة المصرية، أو كأزمة الرأسمالية عموماً والتي كانت آخر تجلياتها الأزمة المالية في 2008. وهناك جماهير بالملايين تطالب بما هو تعريفاً، على الأقل في جزء منه - أي العدالة الإجتماعية - يساري.
طوّع النظام مكوّنات المجتمع المتنوّع خلال العقود الماضية بغرض بلوغ شرط النمطيّة والتماثل ما أمكن، ووضع أطراً للاحاطة بهذا التطويع وضمان ديمومته والتمكن من مراقبته، تبدأ من الطفولة وترافق الانسان طيلة حياته.