تجنّس الخوف وصار عراقيّاً بامتياز. يسرد أولاد أختي صباحاً وقت الفطور كوابيس مرعبة لاحقتهم أثناء نومهم ليلاً، مبررين بذلك إفاقاتهم المتواصلة وصراخهم الذي يحيلنا إلى عدّائين ماهرين للوصول إلى أسرّتهم لطمأنتهم بأنهم هنا بين أيدينا وعلى ما يُرام. هؤلاء أربعة، ولكلِّ واحدٍ منهم كابوسه الذي ينمو معه، أو يتفاقم أو يخفّ بحسب ما يَخْبر في الحياة. عائلة صغيرة بكوابيس ليلية ومخاوف نهارية، فلا فرق بين
نعم، هذه حرب. حربٌ أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برفع وتيرتها بتفويضٍ من الشعب. نتنياهو لا يستجيب لنداءات المصالحة والتقارب التي يطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس في أوقات الهدوء، فلماذا يستجيب لها الآن؟ يكثّف نتنياهو حربه في القدس الشرقيّة بشكل رئيسي، في مجون من ممارسة العقاب الجماعي، وهو بذلك يظهر نجاح إسرائيل في فصل القدس مادّياً عن معظم الفلسطينيين، معززاً غياب القيادة
تخشى السلطات الإحصاءات، فالأخيرة هي محور سجال بسبب التحدي الذي تمثله في العلاقات الاجتماعية. يكفي أن نتابع تقديرات الشرطة لعدد المتظاهرين ونقارنها بالتقديرات التي تنشرها النقابات من جهتها: تتغير الكثافة البشرية في المتر المربع من فريق إلى آخر، كما لو كنا أمام محاولة للسيطرة المباشرة على الحيّز المكاني. لا يأتي خوف السلطة من الإحصاءات عن عبث. فالأرقام أقدر من أية حجة أخرى على كشف غياب
تزامن هبوط أسعار النفط مع تطورات سياسية وأمنية في المنطقة تمحورت حول الموقف من النظام السوري، والاصطفاف الإقليمي التنافسي بين السعودية وإيران ومن خلفهما الولايات المتحدة وروسيا، الأمر الذي دفع إلى اعتبار تراجع سعر برميل النفط كجزء من خطة أمريكية - سعودية لإضعاف المحور الروسي الإيراني. فما هي تجربة السعودية السابقة مع انهيار أسعار النفط، وكيف تتعامل مع حسابات السياسة وحسابات السوق؟ <br
تنتظر السعودية الصيحة الكبرى. كل ما مرّ إلى الآن كان مجرد إرهاصات الخطر الآتي. بات المسؤولون يحجون إلى حدود الصحراء الشمالية المترامية الأطراف ليتأكدوا أن لا عناصر غريبة هناك. رايات سوداء تلوح في أفق المملكة، تدفع النصوص والمقالات والأفواه إلى ترديد متلازمة "الإرهاب لا دين له". مفتي المملكة اعتبر "داعش" أمراً خارجاً عن الإسلام تجوز محاربة منتسبيه وقتلهم ودعا إلى الوقوف مع القيادة. في الوقت نفسه
عندما سألت نعمة الباقر، مراسلة «سي أن أن»، السماني الهادي شقيق مريم السودانية المتهمة بالردة ماذا يريد، أجاب بقوله إما أن تتوب وتعود الى حضن أسرتها ودينها، وإما أن يُقام عليها الحد، لأن تطبيق الشريعة في رأيه أهم من المشاعر الشخصية. وهو يشير بذلك الى المادة (126) من القانون الجنائي السوداني للعام 1991 التي تنص على قتل المرتدّ. على أن سياسياً بارزاً ومثقفاً إسلامياً يقود واحدة من
يحدث أن تهطل الأمطار في كلّ بلاد العالم دون أن توقع ضرراً، يحدث أن تهبّ العاصفة مرتين، وثلاثاً وربّما عشر مرّات ويبقى البلد على حاله. لكن ليس في السعودية، فإنّ أنهاراً وبحيرات ستبدأ بالتشكّل. وفي كلّ مرةٍ تصيبها كارثةٌ، تنطلق هي من نقطة الصفر.
الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير 2013، احتضن شارع الحبيب بورقيبة، شريان العاصمة الرئيسي، الجميع: خياما لعائلات الشهداء والجرحى، منصّات للغناء والمواقف، من دون أن يخلو المكان من باعة الحلوى والكتب والصور التي تؤرخ للثورة. اتخذ الاحتفال شكلين هما: واحد رسمي انطلق بتأدية الرؤساء الثلاثة، المنصف المرزوقي رئيس الدولة، حمادي الجبالي رئيس الحكومة، ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي،
لا مكان للمفقود، إلا في ورقة الإعلان على صفحات الجرائد وفي الملصقات على جدارن المقاهي والحارات، أو في حيز لا يتعدى عدة سطور في صفحة الكترونية. يكبر الناس ويشيخون وهم ينتظرونه، ويبقى هو في العمر الذي غُيِّب فيه، لأن الزمن، زمنه، توقف في تلك اللحظة. الحزن لا يغادر قلوب الأمهات، ولا من زادٍ يخفف بؤس العائلات المنتظرة إلا بصيص أمل قد يتسرب من خبرٍ هنا أو هناك. لا أشد قسوة...
انتصارات جديدة، وإن جزئية، أحرزها عمال مصر في معركتهم الممتدة مع السلطة الحاكمة. كانت الأجواء مستقطبة حول المفاجأة التي طرحها الرئيس مرسي، مساء يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 على الشعب المصري بإعلان دستوري فريد في نوعه، ومفزع في مآربه، لأنه يلغي عملياً سائر السلطات ويؤسس للاستبداد. وبإزاء المقاومة المتنوعة التي انتصبت في وجه ذلك الإعلان، وأدت إلى ما عرف بـ«موقعة الاتحادية» (اعتداء
هل تخفي علامات الاهتمام الدولي المستجدة باستقرار الصومال مشاريع للاستثمار في قطاعات اقتصادية مثيرة كالنفط والغاز والتعدين؟ تمكن الصوماليون، وجلّهم من الريفيين، أو من الموظفين في مصالح الحكومة ودوائرها، ويعيشون ضمن اقتصاد ترعاه الدولة، التاجر الرئيسي، والمقدّم الوحيد للخدمات الكبرى، والمشرف على كل مناحي الحياة... تمكنوا من الصمود رغم الخسائر البشرية الهائلة خلال سنين الصراع، ورغم افتقاد الاستقرار.
عاشت تونس، منذ الإعلان عن الإضراب العام في 13 كانون الأول/ديسمبر الماضي، على وقع المفاوضات بين «الاتحاد العام التونسي للشغل» والحكومة. «هذا الاضراب الذي لم يُنَفَّذ» بلور كل التوترات، وأجّج الخشية من حصول «خميس أسود» جديد. إلا انّ المواجهة كانت قد بدأت قبل ذلك بأشهر عدّة، إذ ظهر التوتر منذ إضراب موظّفي البلديات في شباط/فبراير الماضي. وقد اتّهم الاتحاد
لفهم المسائل التي تدور اليوم حول «الاتحاد العام التونسي للشغل»، لا بد من العودة الى تاريخ العلاقات التي عقدتها هذه النقابة المركزية مع السلطة. فمنذ تأسيسها، انخرطت الحركة النقابية، بدفع من مؤسسيها، فرحات حشَّاد ورفاقه، في النضال السياسي، نضال الحركة الوطنية.لقد جسّد تأسيس «الاتحاد العام التونسي للشغل» (UGTT) في 20 كانون الثاني/يناير 1946، رفض مفهوم للنقابية محصور
أحقاً هم لاجئون للمرة الأولى؟ هل مضى عليهم الوقت الكافي حتى استوعبوا درس اللجوء واحترفوه؟عجيب ما حدث في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن. ففي زمن قياسي، تعايش اللاجئون مع المكان وفرضوا عليه مزاجهم ونمطهم الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، فتحول المخيم الى ما يشبه الدولة أو ما يمكن وصفه بـ«جمهورية اللجوء». تجاوز عدد مجمل اللاجئين السوريين الى الاردن في كانون الثاني
تكونت البنية السكانية لسيدي بو زيد على أساس التقسيم الإداري وليس على أساس النسيج الاجتماعي المتناسق بذاته. فأغلب المناطق التي شكلتها كانت تنتمي إلى الولايات المجاورة، وهي من أفقر الجهات في الريف.
لم يخف المسؤولون القطريون إحساسهم بخيبة الأمل عندما علموا ان بلادهم تتمتع بالقليل من الاحتياطيات النفطية والكثير من الاحتياطيات في مجال الغاز. كان ذلك في سبعينيات القرن الماضي، حين كانت الدولة الجديدة تتلمس طريقها في عالم يموج بالصراعات. وعلى غير الحال مع جيرانها من الدول الخليجية الأخرى التي حباها الله احتياطيات نفطية ضخمة، عملت على توظيفها لمقابلة بناء دولة حديثة والتعويض عن قلة السكان، فإن