تعيش تونِس ما بعد الثورة مرحلة سياسية متابعتُها من الأهمية بمكان، مرحلة تدور فيها رحى صراعٍ مستترٍ على تحديد آليات المصالحة والمعنى الحقّ للثورة الجارية. مشروع قانون "المصالحة الاقتصادية" الذي يدافع عنه حزب نداء تونس
دشّن عدد من الشباب، من متخرجي كليات الشريعة والقانون، حملة بعنوان "متكسروش الحلم فينا"، اعتراضاً على رفض مجلس القضاء المصري القرارات الصادرة بتعيينهم، بحجة أن والدي كل متخرج من هؤلاء لم يحصل على مؤهلات عليا! 138 شاباً ظلمهم هذا القرار التعسفي بدأوا حملة للدفاع عن حقهم بالتعيين، وقد تضامن معهم عدد كبير من الشخصيات العامة والأحزاب السياسية والحقوقيين في مصر. <br
لم يتم إعلان كيان واضح باسم الإخوان المسلمين باليمن، وإن تأسس فرع التنظيم فيها قبل خمسة عقود، إلا أنه لم يمارس نشاطا جماهيريا أو سياسيا باسمه علنا حتى اليوم. تأسس حزب سياسي باسم "التجمع اليمني للإصلاح" عند إقرار التعددية السياسية دستوريا (1990) وكان خليطا من القيادات القبلية والدينية مع رموز إخوانية لم تتصدر المشهد إلا بعد إعادة تشكيل التجمع (1994). وقد رئسه منذ تأسيسه حتى العام 2007
تباينت ردود الفعل على إعلان منح توكل كرمان جائزة نوبل للسلام في 2011، تثميناً لدورها القيادي "في النضال من أجل حقوق المرأة، ومن أجل الديمقراطية والسلام في اليمن". بعض الاعتراضات العربية ركزت على "شبهات" تحيط بالجائزة نفسها وبعددٍ من الفائزين بها من أمثال كيسنجر ومناحيم بيغين ورابين، علاوة على السادات وعرفات، وهما العربيان الوحيدان اللذان حصلا عليها قبل توكل كرمان. وركزت
لم تعد عملية التعليم التي تجري داخل صفوف دراسية متقوقعة على ذاتها تخدم متطلبات أيّ إصلاح حقيقي في العديد من البلدان العربية، فقد كثرت الانتقادات لأساليب التلقين السائدة في مدارس التعليم الرسمي، لا سيما في مواد التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية والتربية الدينية.
"أنا أعشق بغداد، تثيرني الطاقة المسيطرة على سمائها، انها مدينة ساحرة". لم أسألها عن بغداد، ولم أكن مهتمة بسماع رأيها في بغداد، ولم يهمني على الإطلاق من هي أو أين تعمل. لكن أثارني أن تعشق الموت. أين السحر في مدينة تحترق؟ في أي تربة يولد هذا الإعجاب بالموت؟ هل هو مُعَلَب، يباع كمرفق لسلع هوليوود مثلا؟ السلع التي تفرز لها أجسادنا "الأدرنالين"، أو مع علبة "الكورن
انطلقت سفننا من ميناء لارنكا القبرصي مرّات عدة، أولاها كانت العام 2008. الوجهة الّتي وصلنا إليها كانت تستحقّ العناء: غزة. في ذلك الوقت لم يكن الاغريق (اليونانيون والقبارصة) يتورّعون عن إظهار تعاطفهم مع العالم العربيّ وتضامنهم مع الشّعب الفلسطينيّ الّذي يرزح تحت احتلال عنيف. في قبرص، أحسّ المتضامنون اليونانيون والأجانب، الّذين صعدوا على متن السّفن الذّاهبة إلى غزّة، بصدق دعوات القبارصة لهم
على الرغم من الاهتمام بأمر المساواة أمام القانون، فإنَّ عدداً قليلاً نسبياً من مواطني المنطقة هو الذي يقول إن أهم سمة من سمات الديمقراطية هي المساواة في الحقوق السياسية بين المواطنين. وما من بلد تعدّت فيه نسبة الذين يفهمون الديمقراطية على هذا النحو خمس السكان. وبالمقابل، يرى ضعف هذه النسبة في معظم البلدان أنَّ الميزة الأساسية للديمقراطية هي توفير العناصر الأساسية لكل فرد. الفلسطينيون
تحتلّ أخبار الكوميديا الرمضانية الصفحات الأولى للصحف المغربية، وتشغل مواقع التواصل الاجتماعي. وهي ميزان لقياس مزاج واهتمامات الشعب حاليا. وهذا النص عن المتفرجين وليس عما يجري على الشاشة. لقد رجع رئيس الوزراء عبد الإله بنكيران من منتدى دافوس البحر الميت، وقال لأعضاء حزبه إن الزعماء الأجانب يتعجبون من "استقرار وأمن المغرب وغياب الإرهاب والمؤشرات الاقتصادية الإيجابية
حلَّ شخص آخر بدل سليم، لكن وجهه أكثر جهامة بسبب عدم تعوّده على المكان. أين سليم؟ ذهب إلى بلاده. وقع ضحيّة شركات التشغيل العراقيّة، لكنه جمّع ما يعينه على ضنك العيش في بنغلادش، اشترى ماعزاً وأسس بيتاً وسيتزوّج حبيبته التي انتظرته. سليم هو عامل المقهى الذي نلتقي فيه وسط بغداد، دخل إلى العراق على أنّه سائح ديني حين استقدمته شركة تشغيل عراقيّة غير مرخصة لدى الحكومة، وحصلت له على الفيزا،
تتلخّص المصيبة الحقيقيّة التي وقعت في الخامس من حزيران/ يونيو 1967 بأنّها تثبيت لنتائج النكبة. هزيمة مشروع سياسي نهضويّ الملامح يرفض التسليم بنتائج التطهير العرقي الذي وقع لفلسطين في العام 1948.
مشروع غنائي فَكر فيه الموسيقي الإسرائيلي يوفال بن عامي، وكتبه على مدار 15 حلقة في موقع "سيحاه مكوميت"، أخذتْ عنوان "يوميات لورد في إسرائيل – فلسطين"، حملتنا في رحلة كبيرة في الوعي الإسرائيلي، يخرج فيها اليهودي الإشكنازي من تل أبيب ليتجوّل في أنحاء فلسطين للبحث عن شريكة فلسطينية له. كانت
تُطل الدعاية، كمضمون خطابي، من تلفزيونات النظام والمعارضة مطهّمة بالخطاب السياسي للقوى المتنازعة على الأرض، متجنّبة الاقتراب من خطابٍ جامع للسوريين، متحيّنة فرص التبرير الذاتي، طاعنةً بمصداقية خطاب الآخر، مكرّسةً خلال السنوات الأربع الماضية مشروعَين، واستقطابَين. فالمضمون الإعلامي ظلّ حبيس النص الإيديولوجي للخطاب السياسي متودّداً من مناصريه، منغلقاً على سواهم، لاهياً عن مغبّة مواصلة إنتاج
"الحوار المجتمعي" هو الاصطلاح الذهبي الذي يصلح أن يكون عنواناً لكل إجراء اقتصادي ـ خاصة إذا كان تقشفياً ـ تعتزم الحكومة المصرية الإقدام عليه. المصطلح يشير الى سلسلة من اللقاءات وورش العمل تعقد مع ممثلين لجهات تمثل بدورها قوى اجتماعية متباينة، يفترض تبعاً للمنطق انها تملك وجهات نظر مختلفة، ان لم تكن متناقضة، بحسب طبيعة المصلحة الاجتماعية التي تمثلها. ولكن الأمر خلاف ذلك تماماً
أكدت المواجهات التي وقعت مع بداية العام الدراسي الجديد في العديد من الجامعات المصرية بين الطلاب وبين عناصر شركة الأمن الخاصة المكلفة بمهمة "تأمين الجامعات" استمرار تأزُم وتعقُّد العلاقة بين الطلاب والنظام السياسي، التي إن لم يستطع النظام احتواءها بغير المنظور الأمني، فقد تكون شرارة تتناثر شظاياها على مستوى الشارع المصري. تراكم قرارات عشوائية
"اللحظة التي ظنها الجميع بداية انطلاق المارد الإخواني من قمقمه الذي طال فيه حبسه، كانت نفسها اللحظة التي تأكدت فيها نهاية أسطورة التنظيم الأكبر والأقوى". هذا التوقع صاغه حسام تمام، الباحث المرتبط بعمق بالإسلام كفكر وكمعتقد، في كتابه الأهم "تحولات الإخوان المسلمين: تفكك الايديولوجيا ونهاية التنظيم"، في جزء كان قد كتبه في صيف 2005. وهو لم يعش ليرى تحقق نبوءته عبر الصوت الهادر في تظاهرات "30 يونيو"
تتعرض آذاننا لوابل من الكلمات: ثورة، ربيع، مصالحة، ديموقراطية، انتخابات، استقلال، قضاء، حرية، ارحل اسقط انهض... في كل واقعة سياسية واجتماعية تطلق تسميات متضاربة على الشيء نفسه.انقلاب أم ثورة؟ سقط النظام. رائع. سقط رأس النظام. ما الفرق بين الأمرين؟ بقي النظام. رجع النظام الأسبق. ربيع أم خريف؟ حرية أم انحلال؟ هوية أم انغلاق؟ ما الأفضل لنا ولكم: دولة مركزية قامعة أم "لادولة" على حافة
إصلاح جهاز الشرطة كان ولا يزال أحد أهم مطالب الثورة المصرية. ففي ظل حالة الطوارئ التي استمر العمل بها طوال سنوات حكم مبارك، قبل أن يعلن المجلس العسكري انتهاءها في أيار/ مايو 2012، كانت تحدث انتهاكات جسيمة ومنهجية، ولم تقتصر على معارضي النظام أو النشطاء السياسيين، بل شملت كذلك المواطنين العاديين.وهي تمثلت في التوقيف والاحتجاز تعسفياً، والتعذيب الذي أدى في حالات كثيرة إلى الموت،