الإعدام ثم ماذا؟

نهلة الشهال | 20-05-2015

الأمر لا يتعلق بمناهضة مبدأ الإعدام نفسه بالاستناد لأسسٍ دينية أو فلسفية.. فهذا جدل مطروح كل يوم وفي كل مكان، وهو مشروعٌ وفيه اجتهادات كثيرة. ولا باستهجان محاكمة المدنيين أمام محاكم عسكرية (بينما أقرّ ذلك الدستور المصري الجديد)، ولا بتفحص مدى استيفاء أحكام الإعدام الأخيرة للدقة، بينما تشوبها أخطاء وتناقضات صارخة، بعضها مدهش أو هزلي. ولا حتى بسؤال إمكانية تنفيذ الإعدام فعلا بالرئيس السابق محمد

مواضيع
نقاش حول ثورة يناير في مصر

أين البديل؟ كان أحد الأسئلة المركزية للضغط على ثوار يناير وترسيخ العجز والعوار في قدرة الثورة على تحقيق شعارتها وما طرحت من أحلام. إلا أن المشكلة لم تكن في وجود نخبة عاجزة عن طرح بديل، بل في وجود نخبة عاجزة عن خوض صراع حقيقي وعنيف حول السلطة وأسئلتها المختلفة. ولعل أبرز مثال على ذلك هو الشكل الهش من القيادة الذي جسده البرادعي. فقد أتيحت للرجل كل المقومات المطلوبة لخوض صراع...


أطباء الامتياز في الأردن..أطباء ولكن !

قد يعتقد طالب الطب الأردني يوم تخرّجه من الجامعة أنه أنهى مشواره الطويل الذي امتد لستّة سنوات، وأنه أصبح طبيباً فعلياً جاهزاً ليخوض تجربته في العمل الميداني كطبيب عام مقيم. لكنّه سرعان ما يصطدم بحقيقة مختلفة حيث تفرض عليه التشريعات والأنظمة عاماً كاملاً من العمل كطبيب "امتياز"، يمارس فيها العمل في المستشفيات تحت إشراف الطبيب المقيم. خريجو الطب من جميع الجامعات، سواء كانت أردنية أم


هل عاد قطار الخصخصة إلى محطة مصر؟

بعد أيام من توليه رئاسة الحكومة المصرية، توجه رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، في أولى زياراته الميدانية إلى عاصمة الصناعة والغضب في "مدينة المحلة"، وتحديداً إلى اعتصام عمال مصنع الغزل والنسيج الذي كانت من أولى مطالبه تجديد الآلات وضخ الأموال من أجل عودة التصنيع وتحسين أوضاع العمل. هناك، أثنى الرجل على حرص العمال المصريين على نجاح الشركات التي يعملون فيها وليس فقط على المطالبة بحقوقهم


مجد المسلسلات التركية مستمر

بدأت بشائر العطلة في الثانوية، فسألتُ التلاميذ عن برنامجهم خلال العطلة الصيفية. من خلال تلخيص الأجوبة يظهر أنه في المجمل سيذهب الأولاد إلى البحر وستشاهد البنات المسلسلات التركية. ففي سن السادسة عشرة، يشتد الفصل بين الجنسين. تشتد الرقابة على البنات حرصا على سمعتهن من تجارب الحب. وعليهن ملازمة أمهاتهن ليسهل عليهن إعادة إنتاج نمط حياتهن. أي الزواج إن شاء الله. سألتُ تلميذة: هل ستتابعين


الأمراء لا يموتون في الحروب

تغير مسار "عاصفة الحزم" وحُسم مصيرها بعد أن صوّت البرلمان الباكستاني بالإجماع على منع استخدام الجيش الباكستاني في إطارها، وكذلك بعد أن تبيّن إن قيادة القوات المسلحة المصرية لم تكن راغبة بزج جيشها في حرب تبعد ألفي كيلومتر عن أراضيها. وبذلك لم يبق أمام السعودية والدول الخليجية الأربع سوى خياريْن: الاكتفاء بنتائج ثلاثة أو أربعة أسابيع من القصف الجوي وقبول مبادرات تهدئة برعاية دولية تقود


السير على المياه

ليسوا من سبط الأنبياء الذين ساروا على المياه، في الوقت الذي تعثّر أتباعهم بالسّير على اليابسة. وليسوا من أرومة من كانوا يلمسوها بعصاهم فيتجمّد ماؤها ليعبروا بأمان ويبتلّ مطاردوهم في لجتها، ولم يقضوا في جوف حيتانها أياماً، قبل أن تترفق بعذاباتهم وتخرجهم محملين بأبجديات الصبر والمقدرة على مواجهة محن الوقوع في التهلكة. هم من الذين لا يعرفون المياه إلا شحيحة، تقطر من صنابير نحاسية، يتبدّد


مصر بين الدولة والنظام السياسي

"مفيش حاجة اسمها نظام.. مفيش حاجة اسمها إسقاط النظام.. في دولة مصرية، الشعب المصري ينتخب، يأتي رئيس يمسك دولة واقفة على حيلها، مش نظام كل شوية يتغير ولما يتغير يقولوا لا. هي دولة مصرية"، هذه بعض مفردات إحدى خطب الرئيس المصري في الأيام الأخيرة من العام الفائت. لم تخل خطبة من خطبه من مفردة "الدولة" وكتابها المقدس. فالرئيس يحاول منذ بداية صعوده للسلطة محو الفجوة بين ما يمكن


الحرب، نص غير شخصي

إحدى الناجيات من الحرب العالمية الثانية تقول في مذكراتها "لا يوجد لديك الكثير من الخيارات، حينما يكون النازيون على ركبتيك والأمريكان على رأسك". كتبتْ ذلك لتصف بشاعة ما تعرضت له بعد أن انتهكها جنود نازيون في اليوم الأول، وقتل الأمريكان أهلها في اليوم الثاني في نيجازاكي بضربة جوية. هنا ايضا تكمن مساحة اليمني العالق تماما بين كارثتين تتمظهر الأولى في قصف الطيران السعودي لمخيم


المصريون في مواجهة تلوث المياه: عالْبَرَكَة..

غرق الصندل المحمل بخمسمئة طن من الفوسفات في مياه النيل كان سبباً لضجة كلامية في صفحات التواصل الاجتماعي والمراصد الإعلامية المتباينة. وقد أُلبس الحدث من جديد أثواب التحيزات الخاصة، حيث جنح البعض لاعتباره استجابة لدعوات "المظلومين" في غياهب السجون المصرية، بينما على النقيض أبدى المسؤلون ارتياحاً للحادث وكأنه الصدفة الأفضل من ألف ميعاد، إذ "بعض الدول تلقي الفوسفات في المياه


البطالة والهجرة

تضمَّن البحث أسئلة حول ما إذا كان المستجيب يعمل، مع أنّه لا يسأل المستجيب الذي لا يعمل إن كان يسعى إلى عمل أم لا. وفي معظم البلدان، يقول أربعة أعشار المستجيبين إنهم يعملون. وتوجد في لبنان أعلى نسبة من المستجيبين العاملين، حيث يعمل الثلثان، تليها مصر بنسبة 49 في المئة. أمّا في تونس فإنّ الثلث فقط هم الذين يقولون إنهم يعملون حالياً. <script id="infogram_0_i_work-3250315449"


في علمانيتنا الناقصة

أعاد الربيع العربي طرح سؤال العلاقة بين الدين والدولة، السؤال الذي كان محور نقاشات الانتلجنسيا الصاعدة والمصلحين الإسلاميين في "زمن النهضة" نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ولكن إذا كان المحفز الأساسي لهذا النقاش حينذاك هو الانتقال من عصر السلطنة إلى عصر "الدولة الوطنيّة" ومحاولة إيجاد أسس غير دينية لهذه الدولة، فإن النقاش اليوم جاء نتيجة لإخفاق تلك الدولة


صورة إلى جانب الموت

"وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ" [سورة إبراهيم:17]   يُحصي العراقي على أصابعه عدد المرّات التي نجا فيها من موت محقّق. يُزايد في ذكر اللّحظات المرعبة كلمّا انفتحت سيرة الانفجارات والرصاص الذي يسير في الهواء من دون رادع، ويروي قصص النجاة كساردٍ ماهرٍ لا يفوِّت مشهداً أو تفصيلاً صغيراً من الحدث. يتذكّر العراقي مشهد


الاعتراف بدولة فلسطين

''نجد صعوبة في التعرف عليك'' رسم الكاريكاتوريست الشهير "بلانتو" منشور على الصفحة الأولى من جريدة لوموند الفرنسية المؤرخ في 28 تشرين الأول/ أكتوبر. وهو يُظهِر فرنسيين مهندمين يرمزان الى مسؤولين، احدهما يضع الوشاح مما يعني انه منتخَب، وفي الحالة هذه، فهو يمثل نائباً في البرلمان الفرنسي.. الذي أقرّ مشروع قرار مقدم أمامه للاعتراف بالدولة


العمارة الإسرائيليّة: معجم أدوات القمع

"علينا أن نتذكّر أن أجمل الأعمال المعماريّة التي نُحبّها ونقطع سفراً لنشاهدها، كانت حصوناً أو مواقع لمعارك وإعدامات، أو أنها قلاع جميلة استخدمت كأداة قمعٍ اجتماعيّ، سياسيّ وعسكريّ. الاستخدام لا يترك صبغته على العمارة لأنه جزء من ماهيّتها، من وظيفتها. العمارة كانت على الدوام وسيلة لخلق الهرمية التراتبية في الفضاء من اجل إنتاج انعدام المساواة وتكريسها، ومن أجل ممارسة السيطرة".


كتاب «رأس المال» لبيكيتي كشف أسطورة عدالة نمو جمال مبارك

في 2012، وصف المرشح الجمهوري في الانتخابات الأميركية ميت رومني القلق المتصاعد المتعلق بتفاقم عدم المساواة أميركيا وعالميا بالقول «أعتقد أن الأمر يتعلق فقط بالحسد». تلخص الجملة بفجاجة ـ تليق بالسياسيين الأميركيين والجمهوريين منهم خصوصا - منطقا في علم الاقتصاد ساد لسنوات طويلة في تحليل علاقة النمو الاقتصادي بتحقيق العدالة والمساواة: زيادة التفاوت نتيجة طبيعية في المراحل الأولى


العراق: أطباء تحت خيمة العشيرة

في شهر تموز / يوليو من العام الماضي اغتيل 3 أطباء في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد خلال 24 ساعة. استهدف هؤلاء بواسطة مسدس كاتم للصوت. خاف الأطباء، وأغلق بعضهم عيادته لأيام، لكن الاغتيال ليس وحده من يخيف أصحاب «المهنة النبيلة»، فالعشائرية التي تضرب أطنابها في العراق رمت بظلالها عليهم، وصار على الطبيب إذا ما مات تحت يديه عليل في عمليّة جراحية، أن يجلس تحت خيمة مع أحد شيوخ العشائر


مصر: هل من أفق لموجة ثورية قادمة؟

كان "30 يونيو" موجة ثورية رابعة قبل أن ينقلب العسكر على مطلبها الرئيس بعد أيام، في الثالث من تموز/ يوليو. في حين كانت الموجة الثالثة تتمثل بخروج الحشود الغفيرة معترضة على الإعلان الدستوري السلطوي الذي أصدره الرئيس المعزول محمد مرسي في تشرين الثاني / نوفمبر2012. ولم تهدأ الاحتجاجات إلا بالتراجع عنه، كما لم تهدأ قبلها بعام في أحداث محمد محمود (الموجة الثورية الثانية) إلا بتوقف القتل والإعلان


جمهور التلفزيون يشتكي: هرمنا بين فاصل إعلاني وآخر

على الهواتف بدأت تصل رسائل قصيرة تبارك للزبائن حلول الشهر الفضيل. على شاشات التلفزة تباشير فرجة ممتعة. تعرف شركات الإعلان أن رمضان يصالح الجمهور مع التلفزة.قديما، كان أفراد الأسرة يجلسون حول المائدة للأكل بشكل دائري، يتحدثون وينظر بعضهم في عيون بعض... الآن يجلسون في خط مستقيم ليكون التلفزيون أمامهم. في رمضان يكون هذا الجلوس أطول للإفطار وفي لحظة واحدة لكل أفراد الأمة. لذلك تعتبر شركات


العــــراق: الأكــــراد والمســــألـة الـنـفــطــية

ارتبطت الفترة الذهبية للمنطقة الكردية بالاحتلال الأميركي للعراق عام 1991.وقد أوحى ازدهار كردستان العراق باحتمال تحوله من الاستقلال الذاتي الكبير الذي يتمتع به إلى انفصال. لكن جلال الطالباني أسمى ذلك «حلم الشعراء الكرد» تدليلاً على استحالته. وغياب التوافق الكردي على هذا «الحلم» يضيف إلى الصعوبات الموضوعية الجمة التي تقف في طريقه. أبعد من ذلك، يطرح التأزم


فكرة
حماس.. تفتتح محلّ حلاقة!

حان دور صغار الفتية في غزّة. انتهى الصراع مع اسرائيل، أو دخل في هدنة، لهذا قرّرت حكومة حماس التفرّغ لتفاصيل الحياة اليومية. المجتمع الغزّاوي ما زال هائماً. من هنا جاء قرار تحويله إلى صورة مطابقة للحركة الأمّ، «حماس». وهذا طبعاً من أجل مرضاة الله.حركة حماس الاصلاحيّة تبدأ من المدارس. أجيال بكاملها تحتاج إلى إعادة هيكلة. قطاع التربية بمدارسه وطلاّبه هو الأكثر قابليّة للفساد