أربعة أعوام شهدت فيها مصر تطورات عدة على الصعيد السياسي، بعض الانتصارات وكثير من الانتكاسات. يرى كثيرون أن الثورة تعيش الآن في مرحلة الهزيمة، فالمطالب العريضة التي انطلقت في كانون الثاني/ يناير 2011 من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية"، قد ذهبت مع رياح الحكم العسكري الحالي. اختفت هذه المطالب وبات المطلب الوحيد أو الأهم الآن هو الإفراج عن المعتقلين. ربما يكون الأمر طبيعيا،
بائعُ الأدعيةِ يبيعُ اللهَ وثمَّةَ من يشتريهِ حِرْزَاً وثمَّةَ فتاةٌ تقتنيهِ زوجاً وثمَّةَ طفلٌ عامرٌ بالبكاءِ ينثرهُ على الإسفلتِ دراجةً هوائيةً. يسوقُ الملائكةَ بيدٍ وبيدٍ أُخرى يهشُّ على شياطينهِ برذاذِ الآلهةِ يلوّنُ جلبابهُ بحنكةِ تاجرٍ، يقودُ رَهْطاً إلى حتفهم. بربيعٍ لا ينتهي<br
في الثاني عشر من شهر كانون الثاني/ يناير من كل عام، يحتفل الأمازيغ في الجزائر، على غرار إخوانهم في كل بلدان الشمال الإفريقي من واحة سيوة في مصر إلى مدينة طنجة في المغرب، برأس السنة الأمازيغية والفِلاحية الذي يوافق هذه السنة العام 2965 حسب التقويم الأمازيغي، الذي يسبق التقويم الميلادي بحوالي عشرة قرون. يطلق على الاحتفال محليا اسم "ينّاير" (بتشديد النون)، و<span
تبدأ مقطوعة "مالكش ديّة" للموسيقي المصري موريس لوقا من دون مقدّمات تطفو على مستنقعات عاطفيّة، وتضجّ مباشرة بأصوات مضخّمة للمزمار والأورغ والطبول على أنواعها، لينقضّ على المقطوعة صوت "علاء فيفتي"، بعد 17 ثانية فقط، كأنّه حمولة زائدة، لكنّها ضروريّة للاستمرار، باثّاً رسائل على شكل جملٍ قصيرة غير
الشعر اليوم مرآة مكسورة.. بينما قيل قبلاً: "أيتها الحياة، يا أرملتي" الشِّعر عابر للزمن. سنعيد قراءة قصائد لأمرؤ القيس الآن وكأنها كُتبت في الطابق العلوي من ناطحة سحاب، بينما سيذهب الكثير من الشِّعر السطحي الذي يكتب اليوم إلى الزوال. لم يَعدِ العنف في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تعد القنابل ورائحة البارود على الجبهات المفتوحة
بينما امتدت الطوابير الطويلة على مداخل ميدان التحرير لساعات، راسمة بالمنتظرين في صفوفها الحد الفاصل بين عالمين، لتقودهم بعد إجراءات التفتيش إلى عالم الثماني عشرة يوم الطوباوي، كانت صفوف من المعتصمين داخل الميدان تستقبل القادمين الجدد بأهزوجة "أهلاً أهلاً بالثوار.. أهلاً أهلاً بالأحرار" على الإيقاع المنضبط لدقات الأواني المعدنية وتصفيق الأيدي التي صلّبها برد كانون الثاني/ يناير
نُبْنَا عن الجرحى تعهّدنا المذابح أينما سقط الرصاص فإننا من أطلق القتلى عليهم وانتظرنا في طوابيرٍ ملاكَ الحربِ كي نستبدل الموتى بأكثرنا حياة وانتظرنا تصدر السلطاتُ قبل شهادة الميلاد أوراق الثبوت على الشهادة كلنا قتلى ولكن بعضنا انتظر الزيادة والإذاعة حذرتنا: أغلقوا أحلامكم يتسلل الغاز (المُصرّح) بعد
"أمِلَ" في معجم المعاني الجامع هي "ترجّى، تمنّى، رغب في". ويُضيف "علَّق الآمال على كذا، أي اعتبر ما يرغبُ فيه كأنّه سيُحقَّق". "إحباط" في معجم المعاني الجامع هو "إعاقة النشاط المتّجه نحو هدف، إمّا بإيقافه أو الإيحاء بأنّ مآله إلى الهزيمة والخيبة"، و"شعر بالإحباط أي بالفشل والتدنّي". ويُضيف "قَامُوا بِإِحْبَاطِ كُلِّ خُطَطِ
في منتصف العام 2012، دشن الفنان مراد سبيع أول حملة للغرافيتي في اليمن، وكانت الحرب لم تضع أوزارها من شوارع العاصمة صنعاء، المقسمة إلى أكثر من بؤرة عسكرية. ولذا استهدفت الحملة تلوين الجدران في نقاط التماس بين "الإخوة الأعداء"، مثل شوارع "كنتاكي" و "الحصبة" و "الستين" و "جولة الرويشان"، وهي وسط العاصمة. وظهرت الصور الأولى صادمة، حيث نزل
- "تحتك فيه ناس عاوزة الأمل/ مش عاوزه؟/ سيبهولهم!" - "الجدع جدع والجبان جبان، واحنا يا جدع، بايتين في الميدان" - "المجد للباقي ع العهود والجي/ المجد للشاهد وللمشهود من الشُهدا/ المجد للثابت ع المبدأ وع الكلمة/ المجد لكل شهيد لسه ماماتش". - "نجّينا م الشرّير/ ارحمنا م التجربة/ المعركة المرّا دي / مش هيّنة / المعركة غايمة / غربال
جناحان يتنازعان التوجهات الفكرية والسياسية لـ "حركة النهضة" التونسية، قد يمكن اختزال الفارق بينهما بالإشارة إلى موقع كل منهما إبّان حكم زين العابدين بن علي: المعتقلين في جانب، والمنفيين السائحين في الأرض الواسعة في الجانب الآخر. وفي الذكرى الرابعة لاندلاع الثورات العربية، وبينما يقبع "بن علي" في ملاذه السعودي، يظهر شبحه في شوارع تونس نفسها، كما يوحي قمع
لا يتألف داعش من شياطين ولا من مخلوقات فضائية. كل سياسي يصوّرهم استثنائيين لدرجات أسطورية، له مصلحة في هذا. فالطريقة الأفضل لقطع الطريق على الفهم، ما بين الظاهرة وما بين منابعها، هي تصوير الظاهرة عجيبة، واستثنائية.والقول إن داعش مؤلّف من بشر لا يعني شرعنة ممارساته ومنطلقاته وأفكاره. وها أنا أعترف بأن جورج بوش وديك تشيني ودونالد رمسفيلد وبيل كلنتون ورونالد ريغن من قبلهم، بشر أيضاً!..
بعد أربعة أيام من شنّه حرباً على غزّة، أشار بنيامين نتنياهو إلى الفوضى في المنطقة والصراع مع حماس، قائلاً: «أعتقد أن الشعب الإسرائيلي يفهم الآن ما كنت أقوله على الدوام من أنه لا يمكن أن يكون هنالك وضع، في إطار أي اتفاق، نتخلى فيه عن السيطرة الأمنية على منطقة غربيّ نهر الأردن». يجب أن نصغي باهتمام حين يتحدث نتنياهو إلى الشعب الإسرائيلي. ما يجري في فلسطين لا يتعلق بحماس في...
كنّا ثلاثة آلاف شخص قرّر كل واحد فينا، وبشكل فردي، تجاهل كل التهديدات وأوامر الإخلاء والبقاء في بيوتنا. ليس في ذلك أي بطولة. كل ما في الأمر أن فينا من كان يمكن أن يصاب بانهيار عصبيّ لو نام في غير سريره، وآخر كان أكثر كسلاً ممّا تتطلبه عملية الإخلاء. وآخرون، مثلي، لم يروا في أسوأ خيالاتهم السيناريو الذي كان يترصّدهم بعد ساعات قليلة.الغارة الأولى قطعت الطريق التي توصل خُزاعة بخانيونس.
هذه الأيّام عصيبة وغريبة لكنّها، لحسن الحظ، مليئةٌ بالدروس. تأمّلوا في المشهد لثوانٍ فقط ولن يكون بمقدوركم أن تُخطئوا النظر: هذه ليستْ حربُ إسرائيل على غزّة، بل حرب كلّ العرب عليها. خلال الأسبوعين الماضيين، كان من السهل أن نرى كيف تشكّل تحالفٌ إقليميٌ مدعومٌ دوليّا تحت راية وحيدة: كسر غزّة وإخضاعها. كانتْ واحدة من أبلغ المُفارقات في هذا التحالف أنّ إسرائيل هذه المرّة لا تتصدّره ولا
تَجنّبَ المرشّح للانتخابات الرئاسية السورية بشار الأسد الخوض في أيّ برنامجٍ انتخابي لملاقاة مناصريه، كما غاب عن تفاصيل المشهد الإعلامي سواء الرسمي أم سواه. لقد ازدهرت حملته الانتخابية التي تملأ شوارع العاصمة، وباقي المدن السورية بمنتجٍ واحد تسوّقه عبارة «سوا»، وتحجز نفسها في اللوحات الإعلانية الأكبر والأكثر مشاهدة. اللوحات المتبقّية تركتها السلطة للمرشحَين الآخرَين ماهر الحجار
تظنون السلطة معطلة إلا من الأعمال الحربية وما يتصل بها؟ مخطئون! ففي مطلع شهر تموز/ يوليو من العام الماضي، تمت إضافة 5 في المئة على الضرائب والرسوم المباشرة وغير المباشرة لمدّة ثلاث سنوات، تحت مسمّى "المساهمة الوطنية في إعادة الإعمار". لم يكتشف هذا المسّمى مطرحاً ضريبياً جديداً، وإنما بدا فَرَاسَةً إضافيةً في سياسةِ الجباية المالية.... وظيفة الجباية تطغىوفي
لا تستقيم نظرية أنّ الجامعة في تونس شكّلت قوة ضاربة واعية للثورة، من خلال التعبئة المزعومة لطلابها، بفضل تأهيلهم للتحليل النقدي لمجتمعهم. على العكس من ذلك تماماً، لم تعد الجامعة التونسية، ومنذ أعوام التسعينيات، مساحة للنقاش ولتعريف الطلاب بالسياسة والمواطنية. فقد نجح النظام السابق، إلى حدّ بعيد، في إبعاد الكتلة الطلابية عن السياسة. ثم أدى قرار إغراق الجامعة بأكبر عدد ممكن من الطلاب منذ
"إذا ما أردنا وطناً يتساوى فيه نعمان الحذيفي مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، يجب أولاً، ومن هذه القاعة، أن تتخلصوا من العنصرية» (من كلمة ممثل المهمشين اليمنيين في مؤتمر الحوار الوطني آذار / مارس 2013). جدران وقيود كثيرة كسرتها الثورة الشبابية السلمية في اليمن التي انطلقت في شباط / فبراير2011 وغيرت مفاهيم عديدة. فهي أول ثورة يمنية تتخذ الاعتصام السلمي منهجا لها، و لم تنطلق من تنظيم سري،
لا تجد اللغة العربية اليوم مفرا تلجأ إليه مما يُفعل بها ومعها على أرضها وبيد أهلها الذين ولّوا وجوههم عنها نحو غيرها، فلم تجد بينهم من ينصفها أو يعيد لها الاعتبار. اللغة «الأم» تعاني عقوق الأبناء وتعدم من يمد لها يد الإنقاذ من «الخطر» الذى باتت فيه، على حد تعبير وثيقة بيروت الصادرة في آذار/مارس الماضي، عن المؤتمر الدولي الأول للغة العربية. بل مر بلا أثر ولا اشارة،