شقة في عمارة حديثة تفوق مساحتها ثمانين مترا، جدران قليلة وغير سميكة، إدارة حكيمة للمكان، نوافذ كبيرة جداً، خضرة بلاستيكية أبدية، مرايا كثيرة للاطمئنان على المظهر. تعدد المصابيح حتى لو كانت لا تستخدم كلها. في هذا الفضاء المنزلي الجديد حيث تقطن طبقة متوسطة تم إخفاء الأحذية تماماً عن الأنظار. سيدة البيت تنظم كل شيء حسب ذوقها في غياب تام للحماة. في هذا الفضاء يُربّى الأطفال دون جدات. لقد
انتحلت مهنة الدعارة في السنوات الأربع الماضية صفات جديدة، غير التي اكتسبتها وتدارت بها خلال العقد الأخير من وصفة تحرير الاقتصاد، وإعادة تمركز الثروة. لابت كغيرها من مهنٍ في إعادة توثيق بقائها بين التكرارات المقيته ليوميات النزاع العسكري، وبين فصول الانهيار الاقتصادي المدوّي ماثلاً في انهيار قيمة العملة المحليّة، فغادرت معادلة جمع المال من القنوات السريّة لبيع الجنس كسلعة غير مُنْتَجَة وغير
في آخر آب 2014، أعلنت الحكومة الجزائرية نيّتَها إعادةَ هيكلة القطاع الصناعي العمومي ذي الهدف التجاري (أي الذي يستقصد الربح) في شكل 10 مجمعات عملاقة. وأكد وزير الصناعة والمناجم أن هذه الهيكلة الجديدة ستبسِّط اتخاذ القرارات التسييرية بتركيزها في أيدي هيئة واحدة بدل تشتُّتها حاليا بين عدة هيئات (الشركات نفسها، الشركات القابضة التي تمتلك رساميلَها باسم الدولة...)، كما أن حجم هذه
لم تمضِ ثلاث سنوات على التعديلات الدستورية في الأردن التي طالت 44 مادة، حتى أعيد فتح ملف الدستور مجدداً لتعديل مادتين من مواده هما المادة 127 والمادة 67. تمت الموافقة على التعديلات من قبل مجلس النواب (118 نائباً موافقاً وثمانية معارضين وثلاثة ممتنعين عن التصويت)، كما وافق عليها مجلس الأعيان (معارضة عين واحد فقط)، وصادق عليها الملك وتمّ نشرها في الجريدة الرسمية بشكل مستعجل.<br
اعتقل بموجب قانون التظاهر في مصر الآلاف، ويخوض منذ 18 آب/ أغسطس الماضي عدد منهم إضرابا عن الطعام لإسقاطه واحتجاجا على ما يتعرضون له من عسف وتعذيب داخل السجون، وعلى إجراءات محاكمتهم والأحكام الصادرة بحقهم (كانوا بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر الجاري 156 مضرباً عن الطعام منهم 82 معتقلاً داخل السجون وأقسام الشرطة، و66 متضامنا مضربا كليا خارج أماكن
يتوجب على اليمني الانتظار لمدة أسبوعين حتى يحصل على تأشيرة السفر إلى أوروبا أو أميركا. وقد لا يحصل عليها. لكنه لا يحتاج سوى إلى لحظات حتى ينتقل من الدنيا إلى الآخرة، ومن فوق الأرض إلى تحتها، من دون تأشيرة أو طلب أو انتظار. رصاصة طائشة من مسلح أو حفل عرس تفي بالغرض. موكب شيخ أو نزاع على قطعة أرض أثناء مرورك بالصدفة. سيارة مسرعة أو حادث مروري أو انزلاق صخري..
بعد أكثر من أربع وخمسين ساعة من النقاش والعمل الجماعي الشاق والدؤوب، أسدل الستار على النسخة الأولى من "ستارت اَب ويك أند نواكشوط" ،حيث تنافس ستون شابا من رواد الأعمال والمطورين الموريتانيين، انخرطوا في عشرة مشاريع طموحة وكان يتعين عليهم اقناع لجنة التحكيم باختيار مشاريعهم حتى تحظى بالجوائز والتمويل. وتتكون اللجنة من رجال أعمال وخبراء في إدارة المشاريع وأكاديميين ومدربين. أسفر التنافس عن
42 في المئة من دخل الأسرة المصرية يوجّه إلى الدروس الخصوصية. هذا ما كشف عنه أحدث تقرير (عام 2014) للجهاز المركزي للإحصاء، وهو المؤسسة الرسمية للدولة. وترتفع هذه النسبة إلى 47 في المئة في الحضر مقابل 40 في المئة في الريف. ويبلغ متوسط إنفاق الاسرة المصرية على الدروس الخصوصية 3706 جنيهات مصرية سنويا، (أي ما يقرب من 550 دولارا)، وأشارت البيانات الصادرة عن الجهاز أيضا إلى أن حجم
يُحكى أنّ رجلًا ذا عيونٍ زرقاء كان يتجول في أروقة متجر في أحد أحياء الرياض، وأنّ عيوناً مراقِبة رصدته وهو يلحق بامرأة ترتدي عباءة سوداء. هكذا بكل وقاحة، يلاحقها من مكانٍ إلى آخر حتى انتهى بهما الأمر على صندوق المحاسبة. لم تُطِقِ العيون المراقِبة ما قامت به العيون الزرقاء. مهمتها التالية هي المحاسبة. انقضت على فريستها وانهالت عليها بالشتم والصراخ، ولم يستطع أحد لوقت متأخر أن
تُرى ما الذي تُعلِّمنا إيّاه آخر الأحداث في المنطقة حول كتابة التاريخ؟ ليس هذا السؤال بالضرورة أكثر الأسئلة إلحاحا، إلا أنّ طرحَه يبدو واجبا لبناء أسلحة معرفية لا تخدم سياسات يكبّلها المنطق الإمبراطوري والاقتصادي، أسلحة بمستطاعها أن ترافق حركات الانعتاق. من المهمّ إذن التنويه بضرورة تحوّل التاريخ الاجتماعي للشرق الأوسط المعاصر مجدّدا إلى محلّ تحرٍّ مشترك، بغرض الإفلات من
قبيل الخامس والعشرين من «25 يناير 2011»، لم يلتفت أحد لتكاثر حالات الانتحار التي أخذت طابعاً رمزياً في مصر. كوبري قصر النيل كان أحد أماكنها المفضلة، بين شنق النفس أو القفز في النهر. المثير في الأمر هو أن الموت لم يقتصر هنا على اليأس الفردي فقط، بل إن اختيار مكان عام لارتكابه جعل الإخراج مسرحياً، فبدا وكأنه يحمل في طياته رسائل مجتمعية. وفي تونس قُدحت شرارة الثورة
أصبح «الاقتصاد الفلسطيني» ـ وهو دالٌ وهمي، غير موجود على الأرض ـ عنواناً عريضاً في عالم ما بعد اتفاقية أوسشلو. ركّز المانحون جهودهم على ضرورة النهوض بهذا الاقتصاد، وضخّوا كميّات هائلة من الأموال عبر مؤسسات السلطة والجمعيات غير الحكوميّة. جرى إدخال خطاب «التنمية» إلى الفضاء المعرفي الفلسطيني، وصار الإسكان بنداً رئيساً على الأجندة. أراد العالم أن يبني
الموت العنيف يقطّع الحياة، يبترها ويرميها إلينا جثثاً هامدة لا تشبه ما كانت عليه في حياتها. يبدو أن معاناة الإنسان في حياته ما عادت تهزنا كما يفعل موته البشع... في الثاني من تموز/يوليو الفائت، استفقنا على خبر حرق الفتى محمد أبو خضير حياً وإلقاء جثته في أحراش دير ياسين الموشومة بالموت. عندها التفت العالم إلى أن القدس ما تزال محتلة.. بحياتها وبموتها. الموت يدور في فلسطين،
يبدو أن هناك تعديلات وشيكة لقانون البناء رقم 119 لسنة 2008، بهدف تقنين التعامل مع البنايات المخالفة، التي تفاقمت على إثر ثورة الشعب المصري في كانون الثاني/يناير 2011. تباينت تفاصيل التعديلات المزمع إجراؤها مع تباين المصادر الناقلة للخبر، وإن اتفقت جميعها على وجود نية للتصالح مع المخالفات البنائية بشرط سلامتها الإنشائية مقابل توقيع غرامات مالية على المخالفين كثمن للمصالحة. وبغض النظر عن
في الثالث من آذار/ مارس 2014، اتجهت أنظار العالم الى حفل توزيع جوائز الأوسكار في الولايات المتحدة، بانتظار إعلان الفائزين. كانت اليمن حاضرة في ذلك الحفل، ممثلة بشابين وشابة أخرجوا فيلماً وثائقيا بعنوان «ليس للكرامة جدران». امتلأت المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بالتعليقات المتلهفة لإعلان النتائج. لحظة وطنية يمنية نادرة. كانت من تلك اللحظات التي يرمم
كبقية مؤسسات المجتمع المدني، تواجه الحركة النقابية البحرينية تحديات كبيرة، لا سيما بعد انطلاق الحراك المطلبي في شباط/ فبراير 2011. فعلى العكس تماماً مما حصل في بعض بلدان الربيع العربي، من نشوء حركات نقابية مستقلة، قبل أو اثناء الانتفاضات الشعبية، رفعت شعارات الحرية والديموقراطية والكرامة، شهدت البحرين انتكاسة على مستوى الحركة النقابية، إذ تشكلت بعد أحداث الانتفاضة الشعبية فيها تجمعات عمالية
رفع الإله زيوس عن سيزيف العقاب. لم يعد سيزيف بحاجة إلى صخرته، ارتاحت عضلاته، وأزيح عنه العذاب الذي كان من المفترض أن يحمله إلى أبد الآبدين. استقرت صخرته التي ظلّت تتدحرج من قمّة الجبل، في كبد العراق وفي العاصمة بغداد على وجه التحديد.العراق.. يغرقفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، انجرف العراق في موجة الأمطار وسيولها. لم يتبدّل شيء هذا العام، على موجات متكررة منذ تشرين الفائت
كانت دار الأوبرا المصرية بالقاهرة على مدار الأسابيع القليلة الماضية ساحة لتظاهرات مئات المثقفين والفنانين، المطالبين بإقالة وزير الثقافة الجديد (المعين منذ شهر) علاء عبد العزيز، والمنددين بما وصفوه بـ"محاولات اخونة الوزارة والثقافة"، بعد ان استهدف بقراراته إطاحة عدد من المسؤولين في المؤسسات التابعة للوزارة، كان آخرها رئيسة دار الأوبرا د.ايناس عبد الدايم. فبعد ساعات من اقالتها صعد المايسترو